يقينا لم يعد لدى العراقي أمنيات، أو أحلام يأمل أو يتمنى تحقيقها أو أن تتحقق، أذ للواقع المأزوم الذي نعيشه حرائق مفتوحة الجبهات وهي تحيط به من كل جهة، وأحيان تحاصره حد التفكير في كيفية الخلاص منها.
وتلك الملاحظات ظلت عالقة بتفاصيل إيام ما بعد العام 2003 ولحد اللحظة الحاضرة، ونحن على أعتاب العام 2019، بسبب سوء التخطيط والفوضى وعدم الاتفاق لزعامات الدولة العراقية التي تعاقبت على حكمها.
لذا كان الأمل هو الكفاف اليومي للكائن العراقي، مع أحلام لا تعدو أن يعود سالما الى عائلته وهي تتضور ليس جوعا فقط، وأنما لعودة معيلها وهو يبتسم حاملا ما جاد به عرق جبينه حقا من تعب يوم كامل العذاب بكل مأساته.
وهذا الانطباع انسحبت تداعياته على مجمل حالات الشعب باستثناء طبقة (النبلاء) وهم يسكنون الأبراج العاجية دون أي أحساس أو أمنية أو حلم، لأن خالص أنتمائهم الى بلاد آخرى لا تعني بالضرورة أو المعنى وطن شاءت الصدفة أن يحكموه.
ولأني أعمل في مشهد الثقافة، أشعر ومعي غالبية صحبتي من المثقفين نشعر بإحباط كبير، وأفق لا يقترب من الضوء، كون الوزارة التي تعنيهم « الثقافة « أقتربت من بعض وزرائها ممن هم تحت طائلة « الاتهام « بأخطر المواد القانونية حسب الدستور العراقي، فما بال الأمنيات حين تتعكز على شغاف الفكر قبل القلب.
أسوق هذه المفردات ولا تعني بالحكم أن تكون رأي عام، لكنها على الأقل تعبر عن شعور يداخلني مع رحيل كل عام.
وأزعم ربما هناك إيجابيات في جوانب معينة، بيد انها لا تمس الشرائح الأكثر عدمية من مجتمع يتطلع الى يوم جديد وأسبوع وشهر، وتمر السنة دون جدوى.
وأعود كي أكتب عن الأمنية والحلم.
أحلم بعراق يضلله غيمة تمطر سلام ومحبة ووئام.
فهد الصكر
لمناسبة العام الجديد .. أمنيات محلقة في سماء وطن
التعليقات مغلقة