اجتماع استثنائي متوقع لمنتجي النفط لحفظ توازن الأسعار
بغداد ـ الصباح الجديد:
قال وزیر النفط ثامر الغضبان، إن من الطبیعي وجود فترات لانخفاض الأسعار وارتفاعها، مشيراً إلى أن «أوبك» منتجة لثلث إنتاج العالم فقط.
وأضاف الغضبان، خلال مؤتمر على هامش اجتماع منظمة الدول العربية النفطية «أوابك» المنعقد في الكويت: برغم الصعوبات الاقتصادیة الحادة التي یمر بها العراق وبروز ما یسمى بتنظیم (داعش) والقتال معها خلال الأعوام الماضیة والتي تزامنت مع الانخفاض الحاد في أسعار النفط إلا أن العراق التزم بخفض الإنتاج.
وتابع: «یقف العراق الیوم موقفا مسؤولا لخفض الإنتاج باعتباره دولة مؤسسة لأوبك»، مؤكدا أن هبوط الأسعار سیجعل الاستثمارات تتوقف وأن المنظمة لیست الوحیدة المسیطرة على الإنتاج في العالم إذ انها تنتج ثلث انتاج العالم فقط وهناك دول أخرى مؤثرة في اسعار النفط.
في السياق، اعلن وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي ان دول المنتجة للنفط في منظمة «أوبك» وخارجها ستعقد اجتماعاً استثنائياً للحفاظ على توازن اسعار الخام، في حال لم تؤد التخفيضات المتفقة عليها ذلك الغرض.
وقال المزروعي في مؤتمر صحافي، خلال اجتماع «أوابك»، إن «إذا لم تكف تخفيضات إنتاج النفط المتفق عليها والبالغة 1.2 مليون برميل يوميا، سيعقد المنتجون في أوبك وخارجها اجتماعا استثنائيا وسيفعلون ما هو ضروري لتحقيق التوازن في سوق الخام».
واضاف أن «تمديد الاتفاق الموقع في أوائل كانون الاول بخصوص تخفيضات إنتاج النفط لن يكون مشكلة، وسيفعل المنتجون ما تطلبه السوق».
واستدرك: «ماذا لو يكون الخفض بمليون ومئتين (برميل يوميا) غير كاف؟ أقول لك إذا لم تكن كافية سوف نجتمع ونرى ما هو كاف ونقوم به».
وتابع المزروعي: ان «الخطة مدروسة جدا (خطة خفض الإنتاج) لكن إذا لم تعمل، نحن دائما في منظمة أوبك لدينا القدرة على الدعوة لاجتماع استثنائي، عقدنا قبل ذلك اجتماعات استثنائية».
وأوضح إن «اجتماع لجنة المراقبة المشتركة بين أوبك والمستقلين سيعقد في باكو نهاية شباط أو بداية اذار، في الوقت الذي يهدف فيه المنتجون لإعادة السوق إلى الاتزان الذي كانت عليه في صيف 2018».
وكان المزروعي يتحدث في مؤتمر صحافي مع محافظ السعودية في «أوبك» أديب الأعمى ووزير النفط العراقي ثامر الغضبان.
من جانبه، قال الأعمى إن «الفائض في السوق النفطية تراجع إلى 37 مليون برميل في تشرين الثاني من 340 مليونا في كانون الثاني 2017 حين بدأت أوبك وحلفاؤها خفض الإنتاج سعيا لدعم أسعار النفط».
أما الغضبان فقد اتفق مع توقعات وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بشأن إمكانية تجديد الاتفاق، مضيفا أن العراق ترغب في تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط في نيسان. وتعقد أوبك اجتماعها الكامل المقبل في فيينا في ذلك الشهر.
وتابع الغضبان: «سنراقب مسار الأسعار وتطورها مع الوقت».
على مستوى الاسعار عالمياً، ارتفعت هذه، أمس الاثنين، بدعم من علامات على أن موجة الهبوط التي شهدتها الأسعار في الآونة الأخيرة قد تبدأ في كبح إمدادات الولايات المتحدة، أكبر منتج للخام حاليا، بالرغم من استمرار الضغوط الناجمة عن المخاوف المتعلقة بالاقتصاد العالمي.
وزاد خام القياس العالمي برنت في العقود الآجلة 30 سنتا أو 0.56 بالمئة إلى 54.12 دولار للبرميل، بعدما قفز خلال التعاملات إلى 54.66 دولار للبرميل.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 15 سنتا أو 0.33 بالمئة إلى 45.74 دولار للبرميل. وكان الخام صعد إلى 46.24 دولار في وقت سابق.
وتعافت أسعار الخام من الانخفاضات الحادة التي شهدتها في الآونة الأخيرة، إذ هبط برنت 11 بالمئة على مدى الأسبوع مسجلا أدنى مستوياته منذ أيلول 2017 يوم الجمعة، كما خسر الخام الأميركي 11 بالمئة الأسبوع الماضي في أضعف أداء أسبوعي منذ كانون الثاني 2016.
وهبط الخامان القياسيان أكثر من 35 بالمئة من ذروتهما المسجلة في أوائل تشرين الأول.
ودفع هبوط الأسعار منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى تقليص خططهم للحفر في العام المقبل.
ودعمت طفرة الإنتاج الصخري الأميركي البلاد لتحتل المركز الأول بين منتجي النفط في العالم متفوقة على السعودية وروسيا.
ولا تزال صورة الاقتصاد الكلي وأثرها على الطلب النفطي تضغط على الأسعار. وهبطت أسواق الأسهم العالمية وسط مخاوف من تباطؤ التدفقات التجاري، لا سيما في ظل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم.
وبرغم العلامات التي تشير إلى تباطؤ الإمدادات الأميركية، لا يزال الإنتاج العالمي يفوق الطلب.