السن الامثل للزواج ما زال مثار جدل

احلام يوسف
اختلفت عادات الزواج واسسه وقوانينه بمرور السنين، فبعد ان كان زواج بعمر 11 او 12 سنة امرا طبيعيا صار اليوم جريمة يحاسب عليها القانون في عدة دول.
هل يمكن ان نحدد عمرا معينا يمكن ان نثبت انه السن الامثل للقيام بهذه الخطوة التي تبنى عليها حياة الطرفين المشتركة المقبلة؟ خاصة وان سن الرشد والسن القانوني الذي يسمح به للزواج يختلف من بلد الى بلد اخر.
الباحثة بعلم الاجتماع فاطمة الياسري تقول ان “كل مجتمع يحدد السن القانونية للزواج على اسس عدة منها العامل الاقتصادي والذي يؤثر بنحو مباشر على تحديد السن المناسب للزواج، لذلك فلا يمكن ان نحدد السن الأمثل للزواج بصورة عامة، لكن يمكن ان نقول ان من الأفضل للبلد الفلاني ان يكون سن الزواج بهذا العمر”.
واضافت: “العامل الاجتماعي، المؤثر الثاني والمرتبط بنحو مباشر بالعامل الاول، فقد اظهرت بعض الدراسات ان هناك عوامل اجتماعية تؤثر بتبكير او تأخير الزواج للجنسين، منها الحالة الاجتماعية للأسرة ومدى الوعي الذي يمتلكه رب الاسرة والثقافة العامة والثقافة الاجتماعية وايضا المؤهل العلمي والاكاديمي، فالعائلة التي يكون فيها الاب والام من اصحاب الشهادات، لا يمكن ان يسمحوا بتزويج بناتهم او اولادهم بسن مبكرة قبل ان يكملوا دراستهم وبالتالي فلا يمكن ان يتزوجوا بعمر اقل من العشرين”.
واضافت: “هناك دراسات عدة قام بها باحثون بهذا الشأن وتباينت آراؤهم حيث وجد البعض ان السن الامثل يقع ما بين 18 و 25 سنة، في حين اشارت دراسات اخرى ان الزواج بعمر 18 يعد زواجا مبكرا، والذي يمكن ان يؤثر على الحالة النفسية للفتاة او حتى الشاب، لانهم سيقعان تحت ضغط مسؤوليات اكبر من قابليتهما على التحمل واكبر من ادراكهما لحجمها واهميتها. كما رفضت الدراسات الفسيولوجية والسيكولوجية الزواج المبكر، لعدم اكتمال النمو النفسي والجسدي والعاطفي الانفعالي، والذي يؤثر بدوره في تعرض الفتاة للكثير من المشكلات النفسية”.
وذكرت الياسري ان العديد من الدراسات رجحت كفة الزواج بسن متأخر ووجدت انه الافضل: ” وجد الباحثون المؤيدون لفكرة الزواج المتأخر ان المرأة تكون قد وصلت إلى مستوى النضج المطلوب لتقبلها المسؤولية التي ستلقى على عاتقها. وبذلك تكون أكثر استقراراً ووعياً لأي مشكلة او عراقيل قد تصادفهم هي وشريكها في حياتهم الزوجية، إضافة إلى وضعها لمعايير عقلانية لاختيار شريك الحياة المناسب، وبالتالي انخفاض معدلات الطلاق بعد الزواج، وهذا دليل اخر على ان تحديد سن الزواج لا يمكن فكل دراسة قام بها باحثون على خبرة ودراية بعملهم”.
وختمت: “في وقتنا الراهن نجد ان هناك عوامل دخلت على خط تأخر الزواج تتعلق بالجانب الاقتصادي، فمن يقبل على هذه الخطوة عليه ان يؤمن المهر وبيت الزوجية خاصة وان النساء في الوقت الراهن اصبحن لا يتقبلن السكن مع اهل الزوج فصارت العادة ان يستقل الشاب بحياته وبالتالي صار لزاما على من يريد الزواج ان يفكر بعمل يؤمن له موردا جيدا قبل ان يفكر بالإقدام على خطوة الزواج”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة