المفهوم الجديد للوطنية

أمير الحلو
تعلمنا مفهوم الوطنية من سيرة أجدادنا وآبائنا ومما نهلناه من مواقف سياسية وفكرية تجعلنا نعتز بالوطن وندافع ونضحي من أجله في الاوقات الحرجة والمصيرية من دون أية اعتبارات مصلحية أو نظرة طائفية أو مناطقية للآمور، فاعتبرنا كل التيارات وطنية حتى لو اختلفت في التفاصيل لأن مصيرها من مصير الوطن وأن معاداتها للقوى الوطنية الاخرى معاداة للوطن.
ولا بد أن لكل مواطن مخلص حكاية في ترسيخ علاقته بالوطن ومصالحه والحرص على حريته وتقدمه مشاركاً بذلك كل القوى الوطنية التي قد تختلف بالشعارات والتفاصيل ولكن المصلحة الوطنية العليا تجعلها طرح كل ذلك وراءها من أجل استقلال الوطن وتقدمه.
لكل منا حكايته مع الوطن وحبه، وأعتذرإذا ما طرحت قضية شخصية للتأكيد على التأثر العائلي والمجتمعي لأيجاد روابط العلاقة مع الوطن فقد كانت جدتي لأبي تحدثنا في ليالي الشتاء الباردة ونحن نتحلق حول (منقلة) النار الخشبية كيف أن والدها العلامة السيد عبد الرزاق الحلو كان من قادة القوات التي ثارت على الاحتلال الانجليزي في مدينة الناصرية عام 1915 بقيادة العلامة السيد محمد سعيد الحبوبي الشاعر الكبير ، وقدأكون قد أعتقدت أن هذه الحكايات شبيهة بأبي زيد الهلالي ولكني عندما قرأت كتاب الدكتور علي الوريدي (لمحات أجتماعية من تأريخ العراق الحديث)وجدته يروي هذه القضية ويؤكد ان قيادة الثوار وعلى رأسها الحبوبي كانت تضم العلماء السادة عبد الرزاق الحلو ومحسن الحكيم والشاعر علي الشرقي وغيرهم، وبما أن الوردي محلل أجتماعي وليس مؤرخا فقد ذكر أن السيد الحلو قد مر بقرية في الطريق وكان يمتطي بغلة جميلة ومزركشة فسد الطريق عليه البعض وطلبوا منه التخلي عن البغلة فأنه لو أمتنع لقامت القرية الثانية بألاستيلاء عليها! ويضرب الوردي ذلك كمثل على الازدواجية، وقد أكد هذه الحادثة المرحوم عبد العزيز القصاب في مذكراته، كما أن السيد الحبوبي من عائلة كريمة تنتسب لها جدتي لأمي..صحيح أنني تشبثت بالمفاهيم الوطنية منذ صباي وانتميت الى تنظيمات سياسية ترفع الشعارات السياسية وأندمجت بالقوى الوطنية تنظيميا إلا أني كنت أشعر بالفخر لما ذكرته جدتي وتأكيد الدكتور علي الوردي لذلك.
الوطنية لا تتناقض مع الافكار والمذاهب وحتى ألأممية منها ، فقد قرأت أن ستالين وهو صاحب كتاب (المادية الديالكتايكية) ألذي عدّ الفكر هو الجامع الوحيد للشعوب ، قام خلال الهجوم النازي على الاتحاد السوفيتي وعندما كان مجتمعاً بالقيادة العامة للقوات المسلحة بالرد عل ما أخبره أحد القادة الى وصول القوات النازية الى ضواحي موسكو من خلال الضرب بقوة على المنضدة وهو يقول (ليحمي الله موسكو)!!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة