بدء مدّ أنابيب “السيل الشمالي-2” في مياه فنلندا
الصباح الجديد ـ وكالات:
انتقد غيرهارد شرودر المستشار الألماني السابق محاولات واشنطن تعطيل ووقف مشروع خط ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا “السيل الشمالي-2”.
ودعا شرودر، الذي يشغل حاليا منصب رئيس لجنة المساهمين في Nord Stream، إلى انتهاج ألمانيا سياسة تجارية أكثر استقلالا عن الولايات المتحدة.
وقال لصحيفة Welt am Sonntag الألمانية: “يفعل الأمريكان ذلك، ليس بسبب حبهم لأوكرانيا، بل لرغبتهم الجامحة في بيع ألمانيا الغاز المسال الأسوأ من حيث النوعية، والأغلى سعرا من الغاز الطبيعي الوارد عبر الأنابيب”.
كما انتقد السياسي الألماني السابق واشنطن لمطالبتها برلين، بتقييد التجارة مع العديد من الدول.
وأضاف شرودر: لا يجوز لدولة ذات سيادة أن تسمح للولايات المتحدة بأن تقرر مع من يجب أن تقيم تجارتها، وإلا لن تتمكن ألمانيا من إقامة روابط اقتصادية مع أي طرف، وهو أمر غير مقبول، خاصة وأن برلين تعتمد على التصدير.
كما شدد شرودر على أنه ليس مناهضا للأمريكيين، لكنه أشار إلى أن ستراتيجيته في السياسة الخارجية تلخصت في تحقيق الاستقلال النسبي عن الولايات المتحدة والمحافظة عليه.
وفي وقت سابق، انتقد شرودر بشدة السياسة التجارية الأمريكية، ودعا برلين إلى البحث عن حلفاء آخرين.
في السياق، بدأت سفينة Pioneering Spirit (التابعة لشركة سويسرية كبرى)، بمد أنابيب خط نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، “السيل الشمالي-2″، داخل المياه التابعة لفنلندا.
وذكرت مصادر مطلعة أنه تم حتى الآن بشكل إجمالي مد نحو 400 كم من هذا الخط في قاع بحر البلطيق.
وفي القريب العاجل، ستتجه سفينتان إلى مياه فنلندا وألمانيا والسويد لمواصلة مد أنابيب الخط المذكور.
ومشروع “السيل الشمالي-2” يهدف لبناء خطّي أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية بطاقة تمريرية تبلغ 55 مليار متر مكعب عبر بحر البلطيق.
ومن المقرر بناء هذا المشروع بجوار خط أنابيب “السيل الشمالي”، الذي يمر عبر المناطق الإقليمية أو الاقتصادية للدول الواقعة بمحاذاة شواطئ بحر البلطيق، روسيا وفنلندا والسويد وألمانيا، وسينتهي بناؤه في عام 2019.
ويثير المشروع، امتعاض العديد من الدول ومن بينها، الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا.
ويحظى هذا المشروع العملاق، بتأييد روسيا وألمانيا، وكذلك المملكة المتحدة وهولندا والنمسا وفرنسا وجمهورية التشيك وفنلندا وسويسرا ومالطا. وقال مصدر، نائب الناطق باسم الخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو، نصّب نفسه محاميا عن جيران ألمانيا، فدعاها باسمهم إلى “الاستماع للجيران” لإلغاء بناء خط أنابيب الغاز الروسي “السيل الشمالي-2”.
وقال المتحدث الأمريكي أمس الأحد: “يؤكد قرار البرلمان الأوروبي الصادر في 12 كانون الأول الجاري على أهمية دور أوكرانيا في الشبكة الأوروبية لإمدادات الطاقة، ويدين بناء خط أنابيب “السيل الشمالي-2″ ” التابع للكرملين كمشروع سياسي. إننا نحث ألمانيا على الاستماع إلى مخاوف العديد من جيرانها، الذين سيعاني أمنهم بسبب خط الأنابيب هذا”.
ودعم بالادينو كل الخطوات المضادة لروسيا، قائلا: “نرحب بالقرار الجماعي للمجلس الأوروبي بتمديد العقوبات الاقتصادية ضد موسكو. ونرحب أيضا بجهود الاتحاد الأوروبي لدعم مناطق أوكرانيا المتأثرة سلبا بالاعتداءات الروسية في بحر آزوف”، على حدّ تعبيره.يذكر أنه سبق للبرلمان الأوروبي أن اتخذ في دورته المنعقدة في ستراسبورغ، قرارا يدعو فيه إلى السعي لإلغاء مشروع خط الغاز الروسي “السيل الشمالي-2”.
وفي معرض تعليقها على هذا القرار، قالت الناطقة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن مثل هذه القرارات سياسية محضة ولا علاقة لها بالاقتصاد، وإنما هي عبارة عن مواقف وليس أكثر. ومشروع “السيل الشمالي-2” يهدف لبناء خطّي أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية بطاقة تمريرية تبلغ 55 مليار متر مكعب عبر بحر البلطيق. ومن المقرر بناء هذا المشروع بجوار خط أنابيب “السيل الشمالي”، الذي يمرعبر المناطق الإقليمية أو الاقتصادية للدول الواقعة بمحاذاة شواطئ بحر البلطيق، روسيا وفنلندا والسويد وألمانيا، وسينتهي بناؤه في عام 2019.