بالتزامن مع اليوم العالميِّ لمكافحة الفساد
سامي حسن
اطلقت هيئة النزاهة / دائرة العلاقات مع المُنظَّمات غير الحكوميَّة امس الاثنين حملتها الوطنية الإرشاديَّة للتوعيَّة (وظيفتي ..أمانة) وذلك خلال الحفل الافتتاحيِّ الذي نظَّمته الهيئة بحضور مُمثِّل رئيس الجمهوريَّة نصير العاني ورئيس ديوان الرقابة الماليَّة صلاح نوري خلف ونقيب الصحفيِّين العرب مؤيَّد اللامي وعددٍ من المُفتِّـشين العموميِّين والمديرين العامِّين في الهيأة وسط جمع من الوسائل الإعلاميّة والصحفيَّة.
والقى رئيسُ مجلس النُّـوَّاب الدكتور سليم الجبوريُّ كلمة في دعا فيها مُؤسَّسات الدولة كافَّة والقوى السياسيَّة إلى مساندة جهود هيئة النزاهة في مكافحة الفساد، عادّاً الهيئة من أهمَّ وأقوى المُؤسَّسات التي يُعَوَّلُ عليها في إنفاذ التوجُّه الإصلاحيِّ للحكومة وتحقيق برامجها في الحدِّ من الفساد وإيقاف هدر المال العامِّ.
ولفت رئيس المجلس إلى أهميَّة الحفاظ على استقلاليَّة الهيئة وإبعادها عن التأثيرات السياسيَّة، مُؤكِّداً أنَّ مجلس النُّـوَّاب عازمٌ على تقديم الدعم المطلوب لها، واستضافتها لمزيدٍ من التوضيح والشرح لتقاريرها السنويَّة ونصف السنويَّة، وما تُحقِّقُ من إنجازٍ، وبيان الرؤية التي استخلصتها رئاسة الهيئة في إطار مكافحة الفساد واجتثاثه، وذلك عبر التنسيق مع لجنة النزاهة البرلمانيَّة ومدّ جسور التواصل والتعاون بعملٍ مشتركٍ بين الجهتين.
كما لفت الجبوريُّ إلى أنَّ القوَّة الدافعة للمضي في عمليَّة الإصلاح تُستمَدُّ من دعم الشعب ، مُبيِّـناً أنَّ جميع الكتل السياسيَّة اتَّخذت موقفاً إيجابياً من عمليَّة الإصلاح هذه؛ تحقيقاً للمطالب والتطلعات الجماهيريَّة، مُطالباً في الوقت ذاته القضاء بإنفاذ مُخرَجات العمل الرقابيِّ الذي يتمثَّلُ بجهود مجلس النواب وهيئة النزاهة وديوان الرقابة الماليَّة والأجهزة الرقابيَّة الأخرى، مُحذِّراً من مغبَّة تمتُّع الفاسدين بأيِّ حصانةٍ مُستمدَّةٍ من عشيرةٍ أو دينٍ أو حزبٍ.
من جانبه حذَّر رئيسُ هيئة النزاهة الدكتور حسن الياسريُّ من تحوُّل الفساد إلى آفةٍ محميَّةٍ، حيث يقوم المجتمع بالتعاطي مع الفساد من دون نبذه أو مقته، مُنبِّهاً إلى ضرورة دعم وإسناد الغالبيَّة الكبرى من المُوظَّفين النزيهين وتمييزهم عمَّن سواهم، وزجِّهم بتحمُّل المسؤوليَّة وقيادة زمام الأمور في مفاصل الدولة ما يُوفِّـر الجهود والعناء على الأجهزة الرقابيَّة في البحث والتقصِّي عن آفة الفساد وتجنيب البلاد هدر الطاقات والجهود، داعياً إلى إقرار الإستراتيجيَّة الوطنيَّة لمكافحة الفساد التي وضعت الهيأةُ مُسوَّدتها بمشورة اختصاصيِّين من جامعة بغداد، مُحذِّراً في الوقت ذاته من بقاء العراق من دون إستراتيجيَّةٍ وطنيَّةٍ لمكافحة الفساد؛ كون هذا الوضع لا يتلاءم مع مُتطلَّبات اتِّفاقيَّة الأمم المُتَّحدة لمكافحة الفساد، وكذلك يُؤثِّـر سلباً على موقعه في تصنيفات البلدان من حيث انتشار الفساد.
واعرب رئيس الهيئة عن أمله بمساندة إدارات المُؤسَّسات وجميع المُنظَّمات المجتمعيَّة للهيئة وتعزيز جهودها في العودة إلى التمسُّك بقيم النزاهة وتأليف منظومةٍ وطنيَّةٍ لمحاربة الفساد يُسهمُ فيها الجميع دون استثناء، من أجل إنجاح هذه الحملة ومشروعها الوطنيِّ خاصَّة أنَّ العالم اليوم يصطفُّ من أجل محاربة الفساد، كما يصطفُّ في محاربة الإرهاب. إلى ذلك وقَّعت رئاستا الجمهوريَّة ومجلس النُّوَّاب مع هيأة النزاهة اليوم وثيقةَ المعايير والوصايا لمُوظَّفي القطاع العامِّ، والتي ترمي إلى احترام قدسيَّة المال العامِّ وعدم التجاوز عليه، واجتناب هدره والحرص على أداء الوظيفة العامة على وفق معايير النزاهة والأمانة، والتأكيد أنَّ الوظيفة العامة أمانةٌ في أعناق الموظفين وأن البلد أمانةٌ في أعناق الجميع.
كما تخلَّل وقائعَ الاحتفاليَّة التي أُقيمَت في قاعة الخُلد بمقرِّ الهيئة عرضُ تقريرٍ تلفزيونيٍّ عن منجز الهيئة في النصف الأول من العام الحالي، مُتضمِّناً الإشارة إلى أبرز مُخرجات عمل الهيئة .