أهمية صناعة افلام الأنميشين

أنس الموسوي

تعمل السينما على التجديد وخلق الدهشة والمتعة من خلال تعدد طرق عرضها التي افضت عن الكثير من الالوان السينمائية اشتركت في سمتها الاساسية في عرض محتوى فيلمي ينقل رؤية صانعيه باختلاف انواع فنونهم تلائم بالنهاية ما نراه على هذه الشاشة الكبيرة الرائعة التي تختزل افكار هؤلاء الفنانين و طموحاتهم و ابداعهم و معرفتهم الاكاديمية و الفنية بطريقة جمالية فاقت الخيال احياناً

و ان كان الحديث في السينما يحتوي على مفردتي الخيال و التجدد فلا يمكن ان نهمل فن الانيميشن الذي أصبح  واحدا من اشكال  الفلم السينمائي الذي تعامل مع اغرب الافكار الخيالية و اكثرها تعقيداً بما يحتويه من تجدد تقني مستمر في تطوره بخطى متسارعة نكاد ان يسبقنا منها ما نبحث عنه حتى تعددت اشكال و تقنيات سينما الانيميشن لتكون مدارس قائمة بذاتها في كل فن منها .. فبعد ان كانت في السابق عبارة عن صور مرسومة متحركة على عدد من الاطارات بمحاكات مع ما يسجله الشريط السينمائي بكاميرته فصار اليوم متطوراً لدرجة كبيرة و له اقسام و طرق عديدة بالتنفيذ .. فاليوم هناك ما يسمى بالانيميشن الثنائي الابعاد 2D ANIMATION و الثلاثي الابعاد 3D ANIMATION و الانيميشن الرقمي DIJITAL ANIMATION و انيميشن تحريك الاشياء CLAY ANIMATION و غيرها .. و هناك اقسام اشترك فيها فن الانيميشن مع الواقع ليكوّن فن مختلط و هو من انجح انواع الانيميشن و اكثرها انتشاراً بين ما يقدم من افلام شباك التذاكر العالمية  اذا لا يكاد يخلو فيلم ناجح جماهيرياً من وحش معدني او بطل خارق او ديناصور عملاق مثلاً تم صناعتهم رقمياً بشكل من اشكال الانيميشن

في افلام الانيميشن المختلطة او ما تسمى بأفلام المؤثرات الخاصة Special effects فإن كل شيء محسوب كما هو معروف فإن صناعة شخصيات الانيميشن في الافلام السينمائية هو عمل معقد و يحتاج لحرفية عالية لأكثر من فنان للوصول للنتائج الجمالية المبهرة التي نراها اليوم , فصناعة الشخصيات الاصلية تتطلب الكثير من مراحل العمل ابتداء بالتخطيط الاولي مروراً بصناعتها على هيئتها الثلاثية الابعاد بشكل قابل للتحريك حتى انتهائها بدمجها مع البيئة الواقعية و تفاعلها مع الممثلين الحقيقيين

فإن الافلام المختلطة بين الواقع و الانيميشن تمثل تحدي اضافي لصناع الانيميشن بسبب ما ذكر آنفاً بكون الشخصيات يجب ان تكون بمستوى منطقي من الاندماج مع البيئة الواقعية بإنارتها و انعكاساتها و تدرجاتها اللونية

شركات ضخمة بمستوى والت ديزني او بيكسار او مارفل تواجه ايضاً الصعوبات في هذه الصناعة , نرى ذلك من خلال وضع شخصياتهم ببيئة محسوبة و مدروسة لإظهار تفاصيل محددة بأوقات محددة من العرض

ففي سلسة افلام المتحولون Transformers: Prime ان الشخصيات في الغالب كانت ببيئة نهارية , و لنكون دقيقين فان المستوى الجمالي للشخصيات المصنوعة في هذا الفيلم كان افضل كثيراً في المشاهد النهارية و هي الاغلب في الفيلم ,, و ذلك محسوب جداً فإن الشخصية المصنوعة بأكساء معدني يظهر بصورة اكثر واقعية و اكثر جمالية بالمشاهد النهارية لكونها خامات عاكسة للإنارة و صورة البيئة بتقنية ال (HDRI) ,, بينما الشخصيات المصنوعة بتمثيل عضوي فله خصائص مختلفة و يفضل عرضها ببيئة ليلية او غامقة كما في فيلم Godzilla على سبيل المثال

فالشخصيات التي تتكون أكساءاها من مواد عضوية ليس لها قابلية عكس الضوء تظهر بصورة اكثر واقعية و جمالية في المشاهد الليلة بحسب العقلية الحاسوبية و مقدرة اجهزة المحاكات على معالجة هذه الرسوم ال ( rander )

اخيراً فإن هناك الكثير من الاستثناءات اليوم بما توفر من تطور هائل و سريع بالصناعات الرسومية و الحاسوبية لكننا سنبقى نشاهد هذه المعادلة حية ولو جزئياً لفترات مستقبلية بعيدة لكونها نتائج منطقية للصناعات الرسومية من هذا النوع

فن الانيميشن فن مهم مقبول بشريحة عمرية كبيرة .. لذلك فان دخوله للسينما كان دخولاً ناجحاً على صعيد تحقيق الارباح .. اما ما اضاف له من عوامل النجاح هو تجلياته الواسعة في خلق التكوينات الجمالية مهما اتسعت رؤية كتابها و صانعيها من خيال .. فتمثيله بالانيميشن حدوده ما لحدود الورقة وما يرسمه القلم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة