تصحيح المسارات!

اذا نجح العراق في تجاوز خلافات تشكيل الحكومة المقبلة وتحقق الوئام والاتفاق بين الشركاء السياسيين على البرنامج الحكومي القادم فيمكن القول ان لحظة نهوض العراقيين من الركام قد حانت وان عهداً جديداً يمكن استشرافه بوضوح في ظل اجواء التفاؤل التي تحيط بالمشهد السياسي العراقي ..وكل الدلائل تشير ان ثمة اصراراً ورغبة نحو تصحيح مسارات السياسة والاقتصاد والامن تسعى الاحزاب والكتل السياسية لتحقيقه انطلاقاً من عدة ملفات شكلت على مدى اكثر من دورتين انتخابيتين عقد وازمات تعسر على زعماء وممثلي الكتل حلحلتها في اجواء مشحونة غابت فيها كثيراً المصالح العليا للشعب وحضرت المصالح الفئوية والحزبية والشخصية ..اليوم نحن نقترب من منعطفات حاسمة نحو تصحيح هذه المسارات بشرط توفر النوايا الصادقة ومراعاة الظرف العام الذي يحيط بالعراق الذي يستلزم من الاحزاب والكتل السياسية تقديم المزيد من التنازلات والتضحيات من اجل انجاح عملية خروج العراق من عنق الزجاجة وافشال رهانات الاخرين على بقائه في دائرة العنف والدمار والموت ..ونتوقع من جميع الاطراف ان تكون قد استوعبت الدرس جيداً وان لاتكون مشاهد الالم والتضحيات للمفقودين والمشردين والمغدورين قد مرت مرور الكرام على قلوب وعقول هؤلاء السياسيين بما فيهم ممثلي الشعب العراقي في مجلس النواب …وبموازاة ذلك وحتى يتكامل المشهد العراقي وتتعاضد جهود اخراج العراق من محنته لابد من تحريك ملف العراق وعلاقاته الخارجية العربية والاقليمية والدولية والشروع بجهد وطني يماثل جهود زعماء الاحزاب والكتل التي اثمرت عن  البدء بترتيب البيت العراقي الداخلي ولدينا يقين بأن رئيس الوزراء المكلف السيد حيدر العبادي  سيولي الاهتمام الاكبر لهذا الملف الحيوي حيث اعلن منذ الايام الاولى لتكليفه بان إستراتيجية جديدة سيتبعها العراق في بناء علاقاته مع دول العالم  ونعتقد ان السيد العبادي لن يتأخر كثيراً في ترميم علاقات العراق مع اشقائه وجيرانه التي تعرضت كثيرا للصدع وتأخر اصلاحها وغاب أي جهد او مبادرة لاصلاح ذات البين مع من فضل الصدود والقطيعة ولم يلتفت لمعاناة العراقيين الذين يشتركون معه بروابط الدم والجغرافية والمصير ..واذا جاز لنا ان نقترح على السيد العبادي مثل هذا الجهد ومثل هذه المبادرة فنعتقد ان مكاشفة دول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وطلب زيارتها اثباتاً لحسن النية سيكون مقدمة لاثبات ان العراق قد بدأ صفحة جديدة وانه ينتظر بالمقابل ان يثبت السعوديون وغيرهم صدق المشاعر والنوايا تجاهه وان يبادروا بالافعال لابالاقوال مايساعد العراقيين على النجاح في مشروعهم الوطني والسياسي الذي هو بالتأكيد يحمل كل معاني الخير والسلام ويتجرد من أي عدوان او احقاد او أذى تجاه جيرانه وتجاه العالم اجمع والجميع يعرف بأن السعودية يمكنها فعل الكثير من اجل جارها وشقيقها العراق بشرط صدق النوايا ونقاء السريرة !.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة