حكومتا الإقليم والمركز تعيدان فتح الطريق الرئيس بين أربيل وكركوك

بعد إغلاق دام قرابة عام
السليمانية ـ الصباح الجديد ـ عباس كاريزي:

عبر مواطنون من شتى المكونات عن أملهم في ان يسهم التفاهم والتقارب بين حكومتي الاقليم والحكومة الاتحادية الذي افضى الى اعادة فتح الطريق الواصل بين محافظة اربيل وكركوك، الى انهاء جميع المسائل والقضايا العالقة بين الجانبين.
وفد رفيع المستوى من قيادة قوات الشرطة الاتحادية وشرطة محافظة اربيل، فتح صباح امس الاحد، خلال مراسيم خاصة الطريق الرئيس بين اربيل وكركوك، عقب اتفاق بين حكومتي الاقليم والمركز وسط ترحيب شعبي.
زرار محمد وهو سائق مركبة لنقل المسافرين بين اربيل وبغداد، قال ان اضطرار سائقي المركبات الى استخدام الطرق البديلة، جراء اغلاق الطريق الرئيسي لقرابة عام أضر كثيرا بالمواطنين وسائقي المركبات على حد سواء، الذين كانوا ينتقلون بين محافظة كركوك واربيل، نظرا لوعورة الطريق وطول المسافة التي كان ينبغي على المسافرين قطعها للوصول الى وجهتهم.
بدوره قال احمد حسين وهو سائح جاء لزيارة محافظات الاقليم اضافة الى الاف اخرين يصلون يومياً الى المصايف والمرافق السياحية في الاقليم، ان الرحلة سابقا كانت شاقة وتأخذ وقتا وعناء كثيرا نظرا لطول المسافة، اذا اننا كنا نقطع المسافة بين اربيل وكركوك بأربع ساعات، اما الان فنحن نصل باقل من ساعة وهو ما من شأنه ان يسهم في انعاش الحركة التجارية والسياحية بين محافظة الاقليم ووسط وجنوب البلاد، معربا عن امله في ان تتمكن حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية من انهاء جميع المسائل والخلافات العالقة كي يتمكن المواطنون من العيش بسلام وامان في ربوع العراق.
بدوره قال ياسين رشيد وهو مواطن من ناحية التون كوبري ان اعادة فتح الطريق انهى معاناة استمرت لقرابة عام، لان المواطنين كانوا غير قادرين على التنقل وايصال محاصيلهم الزراعية او زيارة المستشفيات في اربيل او الوصول الى اداء اعمالهم اليومية.
وكان الطريق الرئيس بين اربيل وكركوك قد تم افتتاحه، عقب اغلاق استمر لقرابة عام، بعد ان تم تفجير الجسر الذي يمر فوق نهر الزاب الصغير في قضاء التون كوبري، من قبل قوات البيشمركة، عقب القتال الذي دار بين قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي، خلال احداث 16 اكتوبر عام 2017 التي اعقبت اجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم.
وقال مسؤولون من الجانبين، ان افتتاح الطريق تم عقب تفاهم ببن الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، اخذت بموجبه حكومة الاقليم على عاتقها انشاء جسر حديدي مؤقت لتسهيل انتقال المركبات كمرحلة اولية، بينما تكفلت الحكومة الاتحادية في بناء جسر دائم ليحل محل الجسر الحديدي الحالي الذي سيأخذ انشاؤه عدة اشهر كمرحلة ثانية.
وقال القائد في الشرطة الاتحادية، اللواء شاكر كوين في مؤتمر صحفي، ان الطريق فتح امس الاحد امام حركة وتنقل المواطنين اليوم على وفق توجيه من القائد العام للقوات المسلحة، الذي باشرت على اثره الملاكات الفنية والأمنية بتأمين الجسر وتنظيم وتسهيل حركة تنقل المواطنين واقامة السيطرة المشتركة عليه».
وبشأن الحركة التجارية بين كركوك وأربيل، قال القائد في الشرطة الاتحادية، «تم فتح الطريق اليوم أمام المواطنين بشتى العجلات باستثناء شاحنات الحمل والنقل البري التجاري وسيفتح الطريق أمام الحركة التجارية يوم 25 آب الجاري».
وأوضح القائد في الشرطة الاتحادية أنه «ستكون هناك سيطرتان اثنتان (نقطتان للتفتيش) واحدة للشرطة الاتحادية والأخرى تابعة لقوات البيشمركة».
واكد كوين ان الطريق مؤمن من قبل حكومتا الاقليم والاتحادية، وان اقامة سيطرة مشتركة على الطريق عند قضاء التون كوبري، يشير الى تعاون وتنسيق امني على اعلى المستويات ويفند اية انباء تتحدث عن وجود توتر او تشنج يعوق التنسيق الامني بين الجانبين.
من جانبه قال مدير شرطة مدينة اربيل عبد الخالق طلعت في المؤتمر الصحفي «من اليوم يمكن للمواطنين التنقل والسفر عبر الطريق من والى اقليم كردستان».
وأضاف طلعت أنه من اليوم وحتى 25 من الشهر الجاري سيسمح للسيارات الصغيرة بالمرور عبر الجسر وبعد ذلك يمكن للسيارات الكبيرة السير على ان لا تزيد حمولتها عن 68 طنا.
الطريق هو مسار الشاحنات التجارية والحافلات والسيارات المدنية الأخرى، إضافة الى السائحين القادمين من بقية محافظات العراق براً، ويعد إعادة فتحه مؤشرا على عودة العلاقات الى طبيعتها بين اربيل وبغداد، بعد اشهر من التوتر الذي اعقب اجراء استفتاء الاستقلال.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة