«الحرية والإبداع والرقابة» لـ»محمد هيبي»

شاكر فريد حسن

«الحرية والابداع والرقابة» هو عنوان الكتاب الذي صدر للدكتور محمد هيبي، عن مجمع القاسمي للغة العربية في أكاديمية القاسمي في باقة الغربية، وعن مكتبة كل شيء في حيفا لصاحبها صالح عباسي، ويضم دراسة قدمها هيبي لجامعة تل ابيب لنيل شهادة الدكتوراة، ويتناول الكتاب موضوعة الرقابة وتداعياتها على الرواية السورية بعد الاستقلال عام ١٩٤٦وحتى الانتهاء من كتابة الدراسة العام ٢٠١٣.
وتتوزع دراسة هيبي على فصلين، نظري وتطبيقي. فالفصل الأول تعريف بمسألة الحرية والابداع، وبيان العلاقة الاشكالية بينها، ثم تعريف الرقابة وأشكالها، وتبيان العلاقة الاشكالية بينها وبين الحرية والابداع.
في حين يدرس الفصل الثاني اثنتي عشرة رواية لعدد من الروائيين السوريين، ويفرد لكل رواية خاصة بحث فيها وأثر الرقابة وتداعياتها على كاتب الرواية بشكل شخصي، وعلى الرواية من حيث الشكل والمضمون.
وتخلص الدراسة الى أن الرقابة في سوريا كان لها أثرها الكبير، سلبًا وايجابًا، على كتاب الرواية كمبدعين وعلى الرواية السورية نفسها، وأن هناك العديد من الروايات السورية التي منعت من الصدور في سوريا، منعت أيضًا من دخولها بعد صدورها في دول عربية أخرى، وخاصة في العاصمة اللبنانية بيروت.
ومن أهم ما أفرزته الدراسة من نتائج أن الرواية السورية هي رواية سياسية غالبًا، مواجهة للسلطة مباشرة أو غير مباشرة، وقد تتقاسم المواجهة مع سلطة أخرى، غير سياسية كالدينية والاجتماعية أو الثقافية، وكونها سياسية حتم عليها الاهتمام بالانسان العربي عامة والسوري خاصة، فصورته انسانًا يؤمن بالحرية ويناضل من أجلها، يؤمن بالحرية وينافح من أجلها، وبحقه في الابداع تحقيقًا لذاته، وتعبيرًا عن حريته، ويرفض أي شرط يحول بينه وبين حريته وابداعه.
وتتصف دراسة د. محمد هيبي بنهجها الأكاديمي الجاد، فهي دراسة منهجية بامتياز، وتعكس جهدًا بالغًا في البحث والتنقيب والتمحيص والقراءة.
وفي استهلاله للكتاب يشير الى محتويات دراسته بصورة جلية ومنظمة، وفي النهاية قائمة ثبت المصادر والمراجع التي اعتمد عليها مذيلة بالملاحق الموظفة في الدراسة.
يذكر ان كاتب الدراسة وصاحب الكتاب د. محمد هيبي من قرية كابول في الجليل الغربي، ولد في العام ١٩٥٢، والده الشاعر المرحوم احمد محمد هيبي، المعروف بأبي عصام الميعاري. وقد نشر الكثير من القصص والأشعار والقصص القصيرة والدراسات النقدية والأدبية عن الأدب القلسطيني في الداخل.
وصدر له : « خفق السنديان، رانحة الزعتر، البطل في النص السردي، قراءات في نصوص جامحة، القصة القصيرة بين البحث والتدريس، الخبز والشعر … بعيدًا عن البلاط، ونجمة النمر الأبيض».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة