على كثرة البرامج والمسلسلات الجيدة و(الفطيرة)التي بثتها الفضائيات خلال شهر رمضان ،فقد اعجبني برنامج كان يبث على الفضائية المصرية بعنوان (ثلاثين شقة بثلاثين يوم)وتقوم فكرته على مباراة بين عائلتين (زوجة وزوجة)من كل طرف للاجابة على اسئلة البرنامج ،والجائزة شقة مؤثثة مع مبلغ خمسين الف جنيه للعائلة الفائزة ويسلم المفتاح فوراً،وتصوروا مقدار فرحة عائلة تحصل خلال نصف ساعة هي مدة البرنامج على شقة وسط ازمة السكن الموجودة في مصر .واهمية البرنامج باعتقادي هي في فكرته وهدفه السامي فالمتبرع وهو شركة مصرية لاشك انها تعتبره اعلانا عنها ولكنها في الحقيقة قدمت اكبر خدمة لشريحة محتاجة من المجتمع ،على عكس البرامج الاخرى التي تكون جوائزها اما متواضعة او غير هادفة.
ان الخير الحقيقي هو في تقديم المعونة للناس وليس في الكلام والشعارات و(البيزنطيات)ولاحتى بالاكل الذي سرعان ما يجري هضمه مهما كان غاليا ودسما مثل الذي نراه على موائد الموسرين والمسؤولين سوية ،وهو دعائي صرف ،ولو خصصت اموال تلك الموائد لردم ولااقول تبليط شارع واحد لكان الاجر اكبر عند الله والفائدة اكثر للناس…
اذا استمرت ازمة السكن ،ولاشك انها ستستمر ،في العام المقبل فأقترح ان تكون هدايا الوزارات (المستقطعة من ميزانياتها الكبيرة)عن طريق برامج تلفزيونية تجمع بين الفائدة من خلال المعلومات المقدمة (ليس من بينها سؤال اي لون تفضل!)،وبين تخصيص هدية تستفيد منها العائلة العراقية ،واقترح ان تكون شقة او اثاثا او اجهزة منزلية،فالمشاهد لايحتاج والحمد لله للمواد الغذائية ،فمواد الحصة التموينية كافية جدا حتى ان اكثر العوائل ترمي مادة الشاي في النفايات (لكفايتها )،كما ان الاسواق عامرة بمختلف انواع السلع (المستوردة)من شتى انحاء العالم وبأسعار قد تكون غالية وتأخذ جزء كبير من ميزانية العائلة ،لكنها متوفرة في جميع المخازن ،توفر البنزين على ناصية كل شارع ويباع بأسعار عالية،مبشرا المواطنين بأمكانية شراء النفط في الشتاء من الشارع بدلا من مراكز التوزيع ،اذا اراد الاحتفاظ بكرامته ووقته..مقترحا ان تستفيد اجهزتنا المختصة بتجربة (موزمبيق)في كيفية توزيع المشتقات النفطية ..وخصوصا اسطوانات الغاز العزيزة على قلب كل مواطن!