أمة الجدل !

تتداعى الامم لنجدة شعوبها  واوطانها وتتوحد خلف  قضية واحدة او ملف واحد قد يهدد سيادتها او يدنس كرامتها وفي العراق يكثر الجدل ويتشعب النقاش في ملفات تهتز لها السماء قبل الارض ..وتغيب الحكمة ويفتقد العقل في التعاطي والاستجابة لنداءات انسانية تطلق من كل حدب وصوب ..ولو كانت النائبة فيان دخيل في برلمان دولة اخرى يشاهدها الناس وهي تستعطي وتستنجد بنواب العراق والشرفاء والغيورين في كل بقاع الارض لوقف ذبح ابناء ملتها واخوانها في الدين لانتخت لها حكومات وقيادات مسلحة ومتطوعين لنجدة قضيتها وهي بالتاكيد قضية وطن لاقضية شخص وقبلها استصرخ الشبك والتركمان الشيعة والمسيحين وعرب الموصل وغيرهم من ابناء الطوائف والقوميات في العراق استصرخوا العالم لوقف ماسيهم واعادتهم الى ديارهم ..غير ان المشهد العراقي يبدو للعالم باختصار ( فنطازيا ) في التفرج على الالام واجترار الاراء والجدل في كيفية اتخاذ المواقف والرد على مايرتكبه الارهابيون ومايتفاعل من احداث ..!! ولربما تريد احزاب وجهات مؤثرة تقف وراءها دول اكتمال مشهد افراغ العراق من الاقليات الاصيلة التي تشاركت في صنع حضارات  بلاد مابين النهرين كي تستكمل جدلها ونقاشها في البحث في كيفية التعامل مع قتلة وقراصنة العالم الجدد الذين يعيثون بالعراق خرابا وفسادا ..وهؤلاء القتلة تتملكهم السعادة وهم يواجهون مثل هؤلاء القادة والمسؤولين في العراق حيث لايرف للاحزاب وقادتها جفن ولايهتز شارب ولاتستفز غيرة لصيحات الغضب ونداءات الاستغاثة ومشاهد القتل اليومي للاطفال والنساء والشيوخ وتهجير مئات الالوف من ابناء العراق من الشمال الى الجنوب ..وغير خاف على مطلع ونبيه مدى فداحة خسائر الانتظار واستمرار الجدل في تشكيل حكومة عراقية وانتخاب رئيس للوزراء  والتفرج على مايحدث من انهيارات والانشغال بما هو اقل اهمية وترك ماهو مصيري وحيوي وماهو مقدس وماهو وطني ..ويكفي ان تقرير اللجنة المالية في مجلس النواب الجديد قد كشف قبل يومين من ان نفقات وزارتي الداخلية والدفاع من اموال الموازنة العامة بلغت خمسة ترليون دينار عراقي خلال الشهور الماضية مما يعني نزيفا ماليا واقتصاديا مستمرا في دولة هي احوج ماتكون لتوظيف ميزانيتها لرعاية ضحايا الحرب والارهاب ونجدة المشردين والنازحين او قيادة عمليات عسكرية ستراتيجية فعالة يمكن من خلالها القضاء على الارهابيين  غير ان مايحصل على الارض هي حرب كر وفر تستزف فيها الجهود والاموال ويتصاعد فيها عدد الشهداء والجرحى والمفقودين من دون اية نتائج على ارض الواقع يمكن ان تشفي غليل من يتالم لجراح العراقيين ومن يحرص على حماية هذه البلاد واهلها ..كل هذا يحدث في امة الجدل حيث يمر الوقت من دون حرص وحيث تستنزف الثروات من غير امانة ووطنية وحيث تسترخص دماء الشهداء وتستهان الكرامات وتنساب دموع النساء مثل دموع فيان دخيل وغيرها من حرائر العراق من دون فعل او قرار يوقف ماساة  قتل وطرد الاقليات في العراق والاستخفاف بما هو وطني وانساني في بلاد مابين النهرين …!!

 

د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة