مديات الازمة !

 

تبدو  ازمة البلاد مرشحة لاستهلاك اكثر للزمن ، على خلفية الصراع على مركز رئيس مجلس الوزراء داخل اطراف التحالف الوطني ..

ولا اشارة في الافق الى ان الازمة في طريقها للحلحلة ، فالمالكي اعلاميا وفي  جلسات وراء الابواب غير مستعد حتى الآن ، التنازل عن ترشيح نفسه للمنصب متكئا على الـ95 كرسيا ومن يتحالف معها وعلى المناورات السياسية ..

معارضوه حتى من داخل التحالف الوطني وربما بعض شخصيات دولة القانون، مصرون ايضا على رفض ترشيحه ، وهو طبيعيا لايحظى بدعم ائتلاف رئيس البرلمان سليم الجبوري ولا التحالف الكردستاني ..

ولو صحت اخبار تهديد الرئيس فؤاد معصوم انه سيقدم استقالته في حال ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء حتى لو قدم من التحالف الوطني نفسه ، فاننا مقبلون على ازمة دستورية ، بصلاحية رئيس الجمهورية بحل البرلمان بعدد كاف من موافقة النواب ، ستلقي عبئا جديدا وثقيلا على اطراف العملية السياسية بالترافق مع الانهيارات الامنية انسداد أو صعوبة الحسم العسكري الحكومي..

التوقيتات الدستورية ستحاصر الجميع ، لكن هذا الجميع ، كما عوّدونا دائما ، بامكانهم الاتفاق على تجاوز الدستور ، لصالح التوافقات والمصالح، ومن المرجح ان يتجاوز الجميع هذه التوقيتات لصالح المزيد من “المشاورات” أو الاتكاء على الزمن الذي من الممكن ان تمنحه المحكمة الاتحادية للمختلفين ، في حال استشارتها عن “الكتلة الاكبر” ، وهو امر متوقع في ظل استمرار الخلافات والتوافقات على شخصية من سيتولى منصب رئيس مجلس الوزراء ..

تأخرت الكرة كثيرا في ملعب التحالف الوطني ، الذي تصر ائتلافاته او مكوناته ، على رفع شعار الحفاظ على البيت الشيعي ، مع استمرار الازمة المنصبية التي سيكون حلّها بيد التحالف الوطني تحديدا ..

فالصدر والحكيم لايريدان ان يكونا سببا في شق البيت الشيعي مع  قدرتهما، بتحالفات جديدة، ان يكوّنا الكتلة الاكبر بتجاوز حتى دولة القانون بمقاعده الـ 95 ومن معه ..

القبول الوطني يفسره دولة القانون بالثوابت الوطنية ، ويعتقد ان المالكي تمسك بالثوابت ومدافع عنها، فيما يفسره الائتلاف الوطني (الحكيم والصدر) بقبول القيادات السنية والتحالف الكردستاني ..

افكار كثيرة تراجعت الى الوراء وانتهت مهام بالوناتها مثل حكومة الانقاذ والانتخابات المبكرة …الخ ولم يتبق امام التحالف الوطني مجتمعا او منفردا الا ان يرتقي الى مستوى المسؤولية الوطنية ، فالمالكي ليس العراق.. ووحدة الصف الشيعي ليس اغلى من وحدة الصف العراقي ، والخروج من الازمة افضل من المراوحة في مستنقعها  والزمن ليس في صالح لا البيت الشيعي ولا السني ولا الكردي، لان بامكان الجميع ، ان ارادوا، ان يبنوا بيتا اكبرمن كل هذه التسميات الطارئة .. انه البيت العراقي !

 

عامر القيسي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة