متشددون أكراد يثيرون النعرات الطائفية
اربيل ـ أحمد حسن:
نفى مسؤول رفيع المستوى في حكومة اقليم كردستان، ان تكون هناك توجيهات بشأن اخراج العرب من الاقليم.
وكانت قوى كردية قومية متشددة تطلق على نفسها [كردايتي] دعت إلى طرد العرب العراقيين من كردستان, فيما طالبت برلمان وحكومة الإقليم بإيجاد طريقة لنفيهم من المحافظات الكردية.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته لـ «الصباح الجديد»، أمس الجمعة، انه «لا يوجد هناك أجراء حكومي بشأن اخراج العرب من الاقليم، ولكن هناك اجراءات أمنية تمارس على النازحين من الموصل المتواجدين في مخيم الخازر في اربيل، وهذه الاجراءات جاءت نتيجة اعتقال ثلاثة من النازحين بعد ورود معلومات بارتباطهم بدواعش يريدون تنفيذ عمليات اجرامية في الاقليم».
واشار الى ان «هناك شباب غير مثقفين ومتشددين مدفوعين من جهات يريدون ان يثيروا النعرات الطائفية في كردستان»، مضيفا ان «القوات الامنية ستتخذ الاجراءات القانونية بحقهم».
وكان مدونون في اربيل قد افادوا أمس بان «خدمة التواصل الاجتماعي الفيس بوك انقطعت في مناطق عديدة من اربيل منذ ساعات قليلة»، مشيرين الى ان «القطع يأتي بهدف منع الناشطين من بث ونشر الاشائعات التي من شأنها تضليل الراي العام».
وقال المسؤول الكردي ان «حجب الفيسبوك جاء للحد من النعرات الطائفية، ومن نقل الاخبار المزيفة عن الاوضاع في الاقليم».
تفرض حكومة كردستان شروطا صارمة للحصول على ترخيص «الاقامة» في الاقليم للحد من اعداد النازحين الذين يأتون من المناطق العراقية الاخرى هربا من العنف.
وقال المقدم هيرش خالد ازكه يي مدير دائرة الاقامة في اربيل «كل عائلة، سواء كانت كردية او عربية او مسيحية او تركمانية تريد الاقامة في الاقليم، بحاجة الى كفيل من سكان المنطقة يشترط ان يكون موظفا في احدى مؤسسات حكومة الاقليم».
وتتضمن الشروط التي تضعها حكومة اقليم كردستان امام النازحين حضور كفيل من سكان الاقليم مع العائلة التي تريد الاقامة، وذلك لمنع حركة نزوح جماعي.
ويبرر ازكه يي هذا الاجراء بـ»الحفاظ على سلامة مواطني الاقليم فهذه الاجراءات هدفها منع تسلل الارهابيين الى الاقليم».
واوضح «يجب كذلك على الموظف ان يضمن تأييد مؤسسته واخذ تعهد منه بان العائلة النازحة هاربة من سوء الاوضاع الامنية الصعبة».
واضاف «يوما بعد يوم تزداد اعداد العائلات النازحة، ولذا نضطر الى استلام المعاملات العائدة الى 20 عائلة فقط يوميا بغية تجنب الازدحام في الدائرة».
وادت هذه الاجراءات الى توجه عائلات عربية قليلة الى الاقليم نظرا لصعوبة العثور على كفيل للحصول على الاقامة التي يدون فيها اسم رب العائلة وصورته والعمر والقومية واسم الزوجة ومدة الاقامة التي تجدد كل ثلاثة اشهر.
ويبلغ عدد العائلات العربية والكردية والكلدواشورية التي نزحت من مختلف مناطق العراق الى اربيل، كبرى مدن اقليم كردستان، حاليا 2054 عائلة عربية وكردية ومسيحية فى المدينة وضواحيها.
واكد ازكه يي «هناك اعداد مماثلة توجهت الى دهوك والسليمانية» مشيرا الى وجود «عدد كبير من الاطباء والمهندسين والاساتذة الجامعيين الذين حصلوا على تصاريح الاقامة في اربيل».
وقال «جميع العائلات التي نزحت الى مناطق الاكراد لديها اقارب او معارف او اصدقاء تكفلهم».
لكن معاناة النازحين لا تتوقف عند صعوبة الحصول على اقامة انما هناك مشاكل اخرى تنتظرهم وهي البطالة والحصول على سكن مناسب، وهذه الامور اصبحت صعبة المنال في الاقليم.