أشارت إلى أنه مخطط تركي يواجه خططاً أميركية لتغيير خارطة المنطقة
السليمانية ـ عباس كاريزي:
في الوقت الذي أعلنت فيه حركة التغيير المعارضة موافقتها على عقد اجتماع مع الحزب الديمقراطي لمناقشة الية تفعيل برلمان كردستان والاتفاق على شكل اجراء الاستفتاء، كشفت مصادر سياسية مطلعة عن الاسباب والدوافع التي تقف وراء اصرار زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني على اجراء الاستفتاء وعدم الاذعان الى المعارضة الشديدة التي يواجهها في الوقت الراهن.
وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها للصباح الجديد ان الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني وحليفته تركيا ادركا وجود مخطط اميركي لانشاء دولة كردية في جنوب شرق سوريا، بالاعتماد على حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، التي نجحت في التفوق على داعش كنوات لبناء هذه الدولة.
وتابعت ان الحزب الديمقراطي بالاتفاق مع حليفه الاستراتيجي تركيا في المنطقة يسعى لاجهاض هذا المخطط، عبر الضغط على الادارة الاميركية وارغامها على الاعتراف بحق الكرد في العراق، بتأسيس كيان خاص بهم، على ان تلحق به بقية اجزاء كردستان، مشيرا الى ان تركيا تدرك خطر انشاء دولة كردية في جنوب شرقي سوريا، لذا تضغط على حليفها الديمقراطي لمنع انشاء هذه الدولة واستعمال ورقة الاستفتاء للضغط على الادارة الاميركية وخلق بؤرة جديدة للتوتر عبر الكرد في شمالي العراق بعد القضاء على داعش.
وقالت ان الولايات المتحدة تعتزم اعادة صياغة خارطة المنطقة، بما يتناسب مع مصالحها ويدرأ الخطر عن حليفتها اسرائيل، عبر بناء دولة للكرد في سوريا تلحق بهذه الدولة اقليم كردستان العراق.
وكانت وسائل اعلام تابعة للحزب الديمقراطي قد اعلنت رفض رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني مقترحاً من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لتأجيل استفتاء الاستقلال، المزمع إجراؤه في 25 من شهر ايلول سبتمبر المقبل، متسائلا في الوقت نفسه عن الضمانات التي يمكن تقديمها للكرد مقابل تأجيل تقرير مصيرهم.
بيان لرئاسة اقليم كردستان قال ان بارزاني ابلغ تيلرسون بأن «الشراكة والتعايش السلمي الذي كان يشكل الهدف الرئيسي لكردستان مع دولة العراق في المراحل التاريخية المتعاقبة التي مر بها الجانبان لم تتحقق».
وقال بارزاني وفقا للبيان إن «الكرد ماضون في طريقهم وسيقررون مصيرهم»، وطرح بارزاني خلال الاتصال الهاتفي سؤالا على تيلرسون بالقول «ما هي الضمانات التي من الممكن أن يتم تقديمها لشعب كردستان بمقابل تأجيله للإستفتاء؟
الى ذلك وفي حين عقد المجلس الوطني لحركة التغيير اجتماعا لمناقشة بدء اجتماعات الحركة مع الحزب الديمقراطي المنقطعة منذ اكثر من عام، عقد وفد المجلس الأعلى للاستفتاء، المقرر أن يتوجه إلى العاصمة العراقية بغداد، اجتماعا بحث خلاله برنامج زيارته واهم النقاط التي سيناقشها مع المسؤولين في بغداد.
وقال عضو المجلس المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي أحمد بيره ان
وفد المجلس الأعلى للاستفتاء إلى بغداد عقد يوم السبت، 12-8-2017، ثالث اجتماع له منذ تشكيله، وتمكن من أعداد تقرير شامل عن المسائل العالقة والتجاوزات الدستورية بحق إقليم كردستان، لعرضه أمام مسؤولي الحكومة العراقية والأطراف السياسية خلال زيارته التي سيقوم بها الى بغداد اليوم الاحد وفقا لبعض المصادر.
وقال بيرة ان وفد المجلس الاعلى الذي سيزور بغداد، يتألف من سعدي احمد بيره، ممثلاً عن الاتحاد الوطني الكردستاني، و روژ نوري شاويس ممثلاً عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفيان دخيل ممثلة عن الكرد الايزيديين، وأحمد محمد ممثلاً عن الاتحاد الاسلامي، وروميو هكاري ممثل الكلدوآشوريين، وممثلاً عن التركمان، وأوضح ان الوفد سيبحث اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان، والمشكلات بين الاقليم والحكومة الاتحادية، وخاصة المشكلات الدستورية، والمناطق المستقطعة، والمشكلات المتعلقة بوزارة البيشمركة.
بدوره دعا وزير الزراعة في حكومة اقليم كردستان عبد الستار مجيد، الى تأجيل عملية استفتاء كردستان لمدة عام واحد، مؤكدا ضرورة تأمين الأمن الغذائي في حال إغلاق الدول المجاورة منافذها الحدودية أو قطع مياهها عن كردستان.
وقال مجيد في تصريح صحفي، «طلبنا من حكومة كردستان تأجيل عملية إجراء الاستفتاء لمدة عام»، موضحا أن «الطلب يهدف الى فسح المجال لاتخاذ الاستعدادات الكافية لتأمين الأمن الغذائي والمائي للاقليم.
وأضاف مجيد، «يجب اتخاذ تلك التدابير لمواجهة أي طارئ في حال إغلاق الدول المجاورة منافذها الحدودية أو قطع المياه على كردستان»، مؤكدا «ضرورة تحسين أوضاع المواطنين المعيشية وتخصيص موازنة كافية للقطاع الزراعي للتمكن من تأمين الأمن الغذائي».
من جابنها جددت تركيا رفضها لاجراء الاستفتاء في الاقليم وعدته خطرا على مستقبل العلاقة بين الجانبين.
وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي براءت ألبيرق قال إن استفتاء انفصال إقليم شمال العراق الذي تعتزم إدارة الإقليم إجراءه في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول المقبل سيضر بالعلاقات بين تركيا والإقليم.
وأضاف ألبيرق في تصريح أن انفصال الإقليم عن العراق ستكون له عواقب وخيمة وسيضر بالإقليم أولاً، مشيراً إلى أن انفصاله سيضر على وجه الخصوص بالتعاون القائم بين تركيا والإقليم في مجال الطاقة.
ودعا ألبيرق رئيس الإقليم مسعود برزاني لإعادة النظر في فكرة الاستفتاء، مؤكداً أن بقاء الإقليم داخل إطار دولة العراق أفضل للإقليم والمنطقة.
من جانبه جدد الحزب الديمقراطي الكردستاني اصراره على اجراء الاستفتاء برغم المعارضة المتنامية إقليميا ودوليا ومحلياً ، وقال خسرو كوران مسؤول جهاز الانتخابات في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ان اقليم كردستان ماض نحو اجراء الاستفتاء العام حول حق تقرير المصير، مبيناً ان الاستفتاء حق يكفله القانون الدولي وكل الاعراف والمواثيق، مشدداً ان (اجراء الاستفتاء) امر مفروغ منه ولن يستطيع احد منعنا من اجرائه.