زين العابدين فاخر يستعين
بالإيمان على الحياة ليبقى كريما

احلام يوسف
عندما نتحدث عن أي اعاقة تقفز الى بالنا غالبا الجسدية، وقل ان نفهم ان الاعاقة الفكرية اشد وطأة على صاحبها، فهي تعيقه عن ممارسة الحياة بالصورة الامثل.
زين العابدين فاخر والذي يمارس صناعة الاكسسوارات، مثال للشباب الطموح المثابر خريج كلية الزراعة وكان الاول على قسم علوم الاغذية والثاني على دفعته في الكلية، وحصل من جامعة البصرة على شهادة تقديرية اكراما لجهوده ومثابرته.
كتب في احد منشوراته على فيس بوك: كان احد احلام طفولتي ان اصبح عسكريا مقاتل، لم يتحقق ذلك الحلم ولم اصبح عسكريا، لا تقلقوا، انا لست ضعيفا فانا قوي من الداخل وما زلت اتمتع بروح المقاتل.
يعاني زين العابدين من ضمور العضلات الولادي، ومع انه متفوق في دراسته الا انه لم يستطع الحصول على وظيفة حكومية، وهذا لم يحبطه بل اشعل شرارة التحدي اكثر في نفسه. يقول: نشأت وسط عائلة متدينة، فكنت استمع الى المحاضرات الدينية واصغي الى كل كلمة تذكر عن اولياء الله الصالحين، فعرفت انهم كانوا يعملون ويأكلون من كدّهم لانهم كانوا يعلمون ان كرامة الانسان بعمله، وعدم حاجته الى احد سوى الله سبحانه، لذا عزز هذا من ارادتي واصراري على ان اكون فاعلا في المجتمع، ولن اكون عالة على احد او عديم الفائدة.
ويضيف: اؤمن بالقدر والمكتوب، ولكن هذا لا يعني ان استسلم لقدري وحالتي وانتظر الفرج من دون ان احرك ساكنا، هذا الايمان دفعني لان اعمل من دون خوف، وبكل ما لدي من جهد وقوة، لكن في النهاية اقول ان ما كتبه لي الله وقدره هو ما سيكون، فاما ان اصل او اموت ولي شرف المحاولة في الوصول الى مبتغاي. لا شيء يدفعني الى النجاح غير ايماني بالله فالمؤمن عزيز ولا يمكن ان يهين نفسه بالاستسلام او الكسل.

وعن ما اذا كان يشعر بالغبن لعدم حصوله على وظيفة؟

  • لا اقول اني اشعر بالغبن، لكني اتمنى ان احصل على وظيفة لانها ستساعدني ماليا الى جانب عملي الحر الذي امارس فيه هوايتي واظهر جوانب الابداع لدي. لكن للأسف قدمت لأكثر من مرة في كلية الزراعة لكوني حصلت على المركز الاول في قسمي لكن دون جدوى.

كيف تولدت لديك فكرة صنع الاكسسوارات؟

  • بعد ان تخرجت من الكلية، بقيت انتظر الحصول على الوظيفة لأشهر عدة، ثم زارني ابن خالي وتحدث معي عن مادة تدعى الايبوكسي خاصة لصناعة الاكسسوارات، وشرح لي طريقة العمل بها، وقال انها يمكن ان تشغل وقتي بأمر مفيد لحين حصولي على وظيفة، واعجبتني الفكرة، فاشتريت عدة العمل برأس مال بسيط، واشتغلت مجموعة من الاكسسوارات، وبدأت بعرضها على الأنستغرام بصفحة خاصة انشأتها لهذا الغرض، وهنا لا بد لي ان اقدم شكري وتقديري لزوجة اخي التي تساعدني بكل اعمالي ولها الفضل الكبير في هذا.
    بدأ زين العابدين ببيع ما يصنعه للزبائن بالتعاون مع شركة خاصة بخدمات توصيل اضافة الى الطلبات التي يتولى توصيلها اخوه الذي يملك سيارة اجرة الى الزبائن لتتحقق بهذا الفائدة لكليهما.

ما الحكمة التي تؤمن بها وما هو حلمك؟

  • دائما كلمة ارددها بيني وبين نفسي كرامتي اغلى من حياتي لذلك فانا مستعد اضحي بحياتي دون ان اطلب من احد ما يهين كرامتي وحلمي ان اطور مشروعي واعيش حياة كريمة لا احتاج بها الى احد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة