تكتسب زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى الولايات المتحدة الامريكية اهمية كبيرة في ظل الظروف المحلية والعربية والدولية التي تترك اثارها على كلا الدولتين والمطلع على مسار العلاقات الامريكية العراقية يدرك جيدا مقومات هذه العلاقات التي تمتد لاكثر من ثمانين عاما تباينت قوتها وضعفها تبعا لللانظمة السياسية التي حكمت العراق وتبعا للاحداث الاقليمية والدولية ولاتنفصل العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الامريكية عن قضية العرب العرب المركزية فلسطين والقدس التي بقيت محورا رئيسيا يتحكم بطبيعة العلاقات بين الدول العربية ودول العالم الاخرى كما ان سنوات الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق وامريكا تركت ظلالها على تشكل محاور التحالفات السياسية بين دول الشرق الاوسط عامة وببين القطبين ومايهمنا هنا هو المتغيرات التي حصلت في العراق بعد 2003 وانبثاق التعددية وبروز محاور التاييد والرفض لتطوير وتدعيم العلاقة مع الدولة الاقوى تاثيرا في منطقتنا ويجد الكاظمي نفسه اليوم مقيدا بمجموعة من المحددات التي تضع قيودا على اي انفتاح واسع لهذه العلاقة في ظل اجواء التوترات اقليمية والتوتر المستمر بين ايران والولايات المتحدة الامريكية وبين ايران والمملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج الاخرى ويبدو ان الصراع العربي – الاسرائيلي الذي استمرت تاثيراته العميقة على العلاقات العربية – الامريكية طوال نصف قرن من الزمن تراجعت حدة تاثيراته بظهور تحديات اخرى فاقت اهميتها مؤثرات هذا الصراع وفي مقدمتها المخاوف من اندلاع حرب بين ايران والولايات المتحدة الامريكية والتحول الكبير في مواقف دول الخليج العربي تجاه اسرائيل وكل هذه المتغيرات تلقى مواقف متباينة في الداخل العراقي تتبناها مواقف قوى واحزاب عراقية مختلفة منضويه في العملية السياسية ويريد بعضها تبني مواقف بعض الدول الاقليمية والدفاع عن رؤيتها ومصالحها والتحدي الاكبر الذي يواجهه السيد مصطفى الكاظمي هنا هو كيفية الحفاظ على منظومة التوازن في العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية في محيط معقد ومتشعب لايسمح كثيرا في المناورة السياسية ويتطلب النظربواقعية سياسية الى كل مايحيط بمصالح العراق الستراتيجية من دون اثارة او استفزاز طرف من الاطـراف.
د. علي شمخي