القفل الكردستاني والمفتاح الأميركي

حيث لم يتبقَ على موعد استفتاء كردستان سوى ستة ايام فقط وعلى ضوء ما جرى دوليا واقليميا وعربيا وعراقيا فأن الاستفتاء سيتم يوم 25/9/2017 من غير تأخير ولو ليوم واحد وهذا ما يمكن ملاحظته ومن يقول ان هنالك تغييرا سيكون او يقولون ان التغيير سيحصل خلال ساعات كما يحلو للبعض ان يقول من كتل سياسية او بعض من يقدمون انفسهم بالفضائيات كمحللين سياسيين وهؤلاء باجمعهم لا يميزون في عالم السياسة بين الطين وبين العجين ولا يفرقون بين الشمال وبين اليمين صحيح ان هنالك مبادرة من فخامة رئيس الجمهورية وإن هنالك السبهان الوزير السعودي ووفد فرنسي ولقاء سابق للتحالف الدولي وممثل الامم المتحدة وبيان من البيت الابيض الاميركي وقرار من الجامعة العربية وتهديدات من ايران وتركيا وتحركات من كتل سياسية في بغداد لا سيما التحالف الوطني الذي اراد اول الامر الذهاب وبعد التصويت طلب التحالف الوطني من الوفد الكردي الحضور اليه في بغداد ولم تكلف اربيل نفسها عناء الرد على التحالف الوطني او تقدم عذرا.
وهذا الموقف من اربيل يشمل الجميع اذ لم تتولَ اربيل الرد على مبادرة فخامة رئيس الجمهورية او التصريحات والتهديدات والاقتراحات والقرارات وسوى ذلك من النصائح والارشادات التي ذكرها البعض والعجيب ان هذا الموقف لم يتغير بل ازداد تجاهل اربيل للجميع خاصة بعد المعاضدة البرلمانية الكردستانية للسيد مسعود البرزاني وتأييده في كل ما قرره سابقا لا بل حتى لم يناقش برلمان كردستان تأجيل الموعد حتى ولو ليوم واحد ولكن يبقى المفتاح الذهبي موجودا لدى العم سام لدى اميركا فكل ما حصل وكل ما تحقق ينهار ويتلاشى اذا كان هنالك تدخل اميركي وعلينا ان نذكر اميركا باعتبارها حليفة للعراق وهو حليف لها طبقا لاتفاقية الاطار الاستراتيجي بين العراق واميركا والمصادق عليها سنة ٢٠٠٨ من قبل اميركا والقانون ٥٢ لسنة ٢٠٠٨ الذي اصدره البرلمان العراقي واول هذه الالتزامات المقررة في هذه الاتفاقية هو التزام اميركا بعراق موحد مستقل بسيادة كاملة وبعبارة اخرى ان القفل الكردي لا يفتحه إلا المفتاح الاميركي فاميركا هي الجهة الوحيدة التي تستطيع انقاذ البلاد من شبح التقسيم وكل الوسائل الاخرى لا قيمة لها امام القول والفعل الاميركي اذ لا تستطيع اربيل معارضة الرغبة الاميركية وهذا ما يطمح اليه كل عراقي من بقاء العراق موحدا .
طارق حرب

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة