متابعة ـ الصباح الجديد:
في تطور عسكري كبير، قد ينتج تغييرات مهمة في المنطقة، على صعيد الحملة الدولية للقضاء على تنظيم “داعش”؛ قامت الطائرات الاميركية وبمشاركة سلاح الجو لعدة دول عربية من بينها الأردن، فجر يوم امس الثلاثاء، بشن عشرات الغارات الجوية بالتزامن مع اطلاق صواريخ توما هوك من سفن في البحر الاحمر استهدفت مواقع ستراتيجية مهمة لتنظيم “داعش”، فيما امتدت رقعة القصف من مدينة “الرقة” في العمق السوري حتى “البوكمال”، على الحدود العراقية السورية.
وقال مسؤولون أميركيون في تصريحات تابعتها “الصباح الجديد”، إن “طائرات مقاتلة، وقاذفات، وصواريخ استخدمت في الهجمات المتواصلة، وإن دولا عربية، منها السعودية، والإمارات، والأردن، والبحرين، وقطر شاركت في الهجمات”.
وذكر بيان للجيش الأميركي، انه “دمر وألحق أضرارا بعدد من أهداف “داعش” حول مدن الرقة ودير الزور والحسكة والبوكمال”.
وأصدر الأردن بيانا قال فيه إنه شارك في الهجمات الجوية على مسلحي تنظيم “داعش” في سوريا “لضمان استقرار حدوده وأمنها، ومن أجل استباق خطر تسلل المسلحين إلى الأردن نفسه”.
وأفاد مراسلون من مواقع الاحداث، “بفرار أعداد كبيرة من مسلحي التنظيم باتجاه الأرياف في الرقة، بعد استهداف مقارهم فجر الثلاثاء”، كما أدت الهجمات الى “مقتل أكثر من 20 عنصرا من مسلحي تنظيم الدولة، ونحو 50 عنصرا من جبهة النصرة، في مناطق شمال وشرق سوريا”، بحسب نشطاء سوريين.
وذكر نشطاء في المعارضة السورية، أن “من بين الأهداف التي قصفتها الغارات في الرقة، مبنى المحافظة وسط المدينة، وحاجز امني لـ “داعش” ومبنى الفروسية غربي المدينة، و معسكر الطلائع في جنوبها و مبنى فرع امن الدولة وجانب المشفى الوطني”، مضيفين، إن “خمس غارات نفذت على مطار الطبقة العسكري، وثلاث غارات جوية على مدينة تل أبيض، وثلاث غارات على اللواء 93 وأطرافه في بلدة عين عيسى”.
وفي هذا السياق كتب ( كريغ ويتلوك ) تقريراً في صحيفة الواشنطن بوست تحت عنوان ( الولايات المتحدة توسع الحرب ضد الدولة الإسلامية وتشن غارات جوية في سوريا ”
ويقول ويتلوك ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط, شن قصفا بالضربات الجوية استهدف معاقل لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يوم الثلاثاء, في عملية نوعية ومحفوفة بالمخاطر مما يشكل مرحلة جديدة في الصراع.
وصرحت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها في وقت مبكر من يوم الثلاثاء إن “مجموعة من طائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار وصواريخ توماهوك وصواريخ كروز, قامت بتدميرعدة أهداف الدولة الإسلامية في مناطق مختلفة من سوريا، حيث تحتدم الحرب الأهلية منذ أكثر من ثلاث سنوات. وأشار البيان المكتوب انه من بين الاهداف التي تم تدميرها, مراكز تدريب ووحدات تخزين، ومركز تمويل وشاحنات امدادات وعجلات مسلحة تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.
وأكد البيان ان عدة دول عربية شاركت في الهجوم بما في ذلك الأردن والسعودية والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة. . حيث تعد مشاركة هؤلاء الحلفاء الإقليميين عنصر رئيسي لاضفاء الشرعية وتوفير الدعم اللوجستي للعمليات العسكرية.
وأضاف أنه تم إطلاق 47 صاروخ كروز توماهوك من حاملات طائرات امريكية متواجدة في المياه الدولية خلال الضربات التي تشترك فيها اضافة الى القوات الجوية الامريكية, القوات البحرية وعناصر من المارينز.
وذكرت أنباء محلية ان اصوات انفجارات قوية سمعت بوضوح في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا, اولتي أعلنها تنظيم الدولة الاسلامية عاصمة للخلافة. كما أكد سكان محليون سماع أصوات الطائرات العسكرية تحلق في الاجواء. كما استهدفت الغارات اهدافا للتظيم في محيط كل من دير الزور و الحسكة والبو كمال.
الولايات المتحدة التي عملت جاهدة لبناء تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية, ركزت بشكل خاص على اشراك الدول الإسلامية بهذا التحالف, رغم موقف بعض الدول المتردد في الانضمام، على الأقل بشكل معلن, مما يعزز الشكوك حول رفض البعض الانخراط في عمليات عسكرية ضد دولة عربية جارة.
وبالرغم من مشاركة خمس دول عربية في العمليات العسكرية على سوريا، فمازال بامكان إدارة أوباما ان تفخر بتحققيها لهذا الإنجاز الدبلوماسي الكبير. حيث تعد مشاركة المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات بالتحديد ,ذات اهمية خاصة, بالنظر لما تملكه من قوات جوية على مستو عال من التدريب والتجهيز, ويعود الفضل في ذلك الى الشراكات العسكرية طويلة الأمد مع البنتاغون.
كما أعلنت وزارة الدفاع الامريكية ان القوات الامريكية اتخذت إجراءات منفصلة ليلة الاثنين لتعطيل “هجوم وشيك ضد الولايات المتحدة والمصالح الغربية” حاولت القيام به شبكة مؤلفة من كبار مقاتلي تنظيم القاعدة, يشار إليها أحيانا باسم جماعة خراسان, وقد استخدمت هذه المجموعة من سوريا ملاذا آمنا للتخطيط لعملياتها.
وجاء في تصريح لوزارة الخارجية السورية يوم الثلاثاء, ان الولايات المتحدة ابلغت المبعوث السوري لدى الأمم المتحدة عن الهجمات المقبلة, بينما أنكرت الولايات المتحدة هذا التصريح. ومايزال من غير الواضح كيف سيكون رد فعل الأسد الذي يشن حرب أهلية وحشية ضد المعارضين لنظامه ومن ضمنهم تنظيم داعش, على الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة.