بيطري يقود كتيبة طبابة التنظيم في ديالى
ديالى ـ خاص:
كشفت مصادر محلية وأمنية مطلعة في محافظة ديالى عن قيام تنظيم داعش باعدام جرحى عناصره خشية وقوعهم بأسر القوات الأمنية وكشفهم لاسرار التنظيم، فيما أشارت الى وجود كتيبة طبابة تعالج عناصر داعش يقودها طبيب بيطري.
وقالت المصادر التي فضلت عدم الاشارة لهويتها الى « الصباح الجديد» ،ان» تنظيم داعش المنتشر في منطقة حوض حمرين وخاصة في ناحيتي السعدية وجلولاء( 70 كم شمال شرق بعقوبة ) يستعين بمعالجة جرحاه الذين اصيبوا باشتباكات مع البيشمركة والقوات الأمنية على طبيب بيطري يقود كتيبة تتألف من عدة معاونين، وقد قتل واصيب العديد من عناصر التنظيم مؤخراً بقصف المروحيات والطائرات الحربية لمواقع التنظيم».
واضافت المصادر ان» الطبيب وفق المعلومات المتوفرة في منتصف العقد الثالث من عمره يكنى ابو جسار وهو من اهالي ضواحي تكريت انتمى الى صفوف التنظيم منذ عدة أشهر وقاد كتيبة لمساعدة عناصر داعش اثناء المعارك مع القوات الامنية».
واكدت المصادر بان» 90% من الصيدليات والمراكز الطبية في ناحيتي السعدية وجلولاء والمناطق المحيطة بهما نهبت من قبل داعش خلال الاسابيع الماضية لحاجة التنظيم الى الأدوية والعلاجات بعد تنامي معدلات الاصابات في صفوفه، خاصة في قاطع جلولاء بسبب العمليات النوعية لقوات البيشمركة واعتمادها على القصف المكثف لمقرات وتجماعات التنظيم».
واشارت المصادر الى» وجود معلومات مؤكدة تتحدث عن قيام قيادات داعش باعدام بعض جرحى التنظيم في قاطع حمرين في الاسبوع الماضي بعد اصابتهم بجروح بليغة نتجية الاشتباكات مع القوات الامنية واستحالة اخلاءهم الى مواقع بديلة»، لافتا الى ان» عمليات الاعدام جاءت لتفادي وقوع الجرحى في قبضة الاجهزة الامني وبالتالي كشف اسرار تحركات ومخططات التنظيم».
الى ذلك أكد مصدر امني مطلع في محافظة ديالى ان» تنظيم داعش اعدم العديد من جرحاه في عدة مناطق من المحافظة خاصة في القرى والبلدات التي خسر فيها مواقعه امام تقدم القوات الأمنية ومنها حمرين وحوض العظيـم ( 60 كم شمال بعقوبة )».
واضاف المصدر وهو ضابط برتبة عقيد ان» قادة داعش يستندون في اعدام جرحاهم على فتوى اصدرها ما يعرف بالمفتى الشرعي في ولاية ديالى وهو سعودي الجنسية يدعى القحطاني وهو الذي اعطى الضوء الاخضر لقتل عناصر داعش المصابين بجروح بليغة ولايمكن اخلاءهم من ارض المعركة وبقاءهم على قيد الحياة قد يكون فيه خطر على عناصر التنظيم «.
واشار المصدر الى ان»30% من المصابين في صفوف داعش يلقون حتفهم بعد أيام من الاصابة نتجية تفاقم حالاتهم الطبية وعدم وجود كوادر لعلاجهم خاصة في المناطق شبه المحاصرة ومنها ناحيتي السعدية وجلولاء «، مبينا ان «اغلب من يقوم بعمليات جراحية للجرحى هم ممرضين اضافة الى وجود طبيب بيطري برز اسمه في الاسابيع الماضية وهو من اهالي تكريت انتمى الى تنظيم داعش في الاشهر الماضية».
من جانبه كشف مصدر محلي مطلع في ناحية السعدية عن «قيام تنظيم داعش بتدمير بعض دور الاطباء والممرضين ممن رفضوا التعاون مع التنظيم وهربوا الى مناطق خارج الناحية لتفادي الوقوع في قبضته».
واضاف المصدر ان» داعش يتخذ من بعض المنازل السكنية في وسط واطراف الناحية مستشفيات ميدانية وهي تعج بالجرحى خاصة في الايام الماضية بعد استهداف بعض المقرات الرئيسة من قبل الطيران الحربي».
وفي السياق ذاته قال رئيس اللجنة الامنية في مجلس ديالى صادق الحسيني ان» داعش يعاني من حصار تفرضه القوات الامنية في بعض معاقله وخاصة في محيط ناحيتي السعدية وجلولاء ضمن حوض حمرين».
واضاف الحسيني ان» مصادر الدعم اللوجستي للتنظيم الممتدة صوب حوض حمرين قد قطعت بالكامل قبل يومين بعد عملية عسكرية واسعة نجحت في تطهير قرى عين ليلة والصفرة وصولا الى تقاطع قرة تبه ( 112 كم شمال شرق بعقوبة )».
من جهته قال المراقب المحلي للشؤون الأمنية في بعقوبة حسام الدين البياتي ان» داعش في موقف صعب وهو محاصر في اغلب معاقله لذا يعتمد على كافة الوسائل من اجل الاستمرار بسيطرته على المناطق التي احتلها»، لافتا الى ان « الحديث عن لجوء داعش لإعدام جرحاه أمر مؤكد في ظل المعلومات الكثيرة التي تم الاستناد اليها في معارك حوض العظيم».
واضاف البياتي ان» داعش يعتمد سياقات مشددة من اجل حماية امنه الشخصي ولايتهاون في فعل أي شي من اجل الوصول الى اهدافه»، مبينا ان « اعدام الجرحى جاء لمنع وقوعهم في الاسر وبالتالي يعكس طبيعة التنظيم الذي هو تعبير حقيقي لمعنى الشر والقبح والجريمة المتناهية».
وتسيطر تنظيمات داعش على اجزاء واسعة من حوض حمرين ابرزها ناحيتي السعدية وجلولاء منذ اشهر عدة بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الامنية والبيشمركة انتهت بانسحاب الأخيرة.