العصبية السياسية والسادية الفكرية قادت وللاسف بعض الاطراف السياسية الى حيز الخطأ … لأنهم تمسكوا وأنفردوا بموقف واحد فقط من دون أن يتركوا للافكار فرصة يمكن ان تأخذ قدرها في الحلول او في اقل تقدير تفكيك العقد والازمات … وفي ذلك اكثر من دلالة … اما ان هذه الاطراف ليس بمستطاعها ان تطرح البديل الافضل … وهذا يعني … انها عاجزة فكريا وسياسيا وثقافيا …. بمعنى انها ليست بمستوى النضج والوعي الذي يؤهلها للعمل السياسي…. او انها مبرمجة على الرفض والاعتراض والمقاطعة لمجرد استحداث موقف او أزمة سرعان ما تسحقها ضرورات المراحل اللاحقة … وهذا يعني … انه قصور في الحسابات وجهل في معرفة أهمية التكتيك السياسي والاستراتيجية بعيدة المدى …. اما الاحتمال الثالث … فأن هذه الاطراف قد اتخذت من العمل السياسي وكأنه مهنة تجارية رأسمالية لابد ان تحقق اهدافها وغاياتها حتى وان اقتضى ذلك ان يسحق شعب ويدمر وطن …. وهذا يعني اننا امام نفر من المرتزقين واللصوص الذين اثبتت الوقائع انهم قد تاجروا بدماء العراقيين على حساب مصالحهم ومكاسبهم… ومايزال البعض منهم يسلك هذا الطريق …
الفرضية الوطنية وهي قيمة اولية للتعبير عن الانتماء والانغماس في عمق احاسيس وهموم الشعب والانحناء تحت هامة الوطن حبا وتقديسا واحتراما …. اقول اين ساسة العراق من هذه الفرضية …. ألم تنبض ضمائركم كي تتحسسوا هذه الفرضية …. الم تفكروا ولو للحظة واحدة فيما قدمتم …. او تسترجعوا اخطاءكم التي عرفكم من خلالها الشعب من دون ان تجعلوا من حسناتكم معادلا للاخطاء … تستغرقكم ذواتكم ورغباتكم ونزواتكم وتكونون اسرى لها … لكن لم تفكروا في معنى الاخاء والوحدة الانسانية والحوار الوطني …. فضلتم الخصومة والعداء وكنتم سببا في طائفية مقيتة اجزم ان العراقيين هم منها براء …. وتصرون على مواقف لاتجنون منها الا الندم يوم لاينفع لكم ندم ورجاء … انتم عراقيون …. كونوا للعراق …. افتحوا طريق الحوار … لاتتعصبوا …. ولا تتبنوا المواقف التي تضعف قيمتكم الوطنية…. بل جاهروا بالحق وازهقوا الباطل حتى وان كان على انفسكم … فتلك هي سمات العفة السياسية التي لا نريد لها ان تغادر النفوس … كيما تكون البغيضة بديلا عنها … البلدان تبنيها النوايا الصادقة والاندفاعات الوطنية والمواقف الصلبة التي
لاتخضع للمساومات او الصفقات او التنازلات وتتبنى المشروع الوطني الذي يتجاوز كل اشكال الطائفية والفئوية والقومية …
كفاكم خلافات فهي مرة ومدمرة …. ولابد ان يكون لكم شأن في النية والموقف … لكن تذكروا حكم التأريخ والاجيال ….
رياض عبد الكريم
المواقف المتعاكسة والاخطاء المتوافقة
التعليقات مغلقة