وزراة حقوق الإنسان توثق لإدانة القادة المقصرين في الصقلاوية

مفخخات تقتل العشرات من المحاصرين
بغداد ـ سهى الشيخلي:
كشفت وزارة حقوق الانسان عن قيامها بجمع المعلومات الخاصة بحادثة حصار جنود الوحدة العسكرية من قبل تنظيم داعش في الصقلاوية، فيما اشارت مصادر محلية في محافظة الانبار الى قيام داعش بتفجير عجلات عسكرية مفخخة وسط الوحدة العسكرية المحاصرة .
وقال المتحدث باسم وزارة حقوق الانسان كامل امين الى « الصباح الجديد» امس الثلاثاء ان «الوزارة تقوم الان بعملية تقصي الحقائق وجمع المعلومات الخاصة بحادثة الجنود الذين كانوا محاصرين في الصقلاوية ، خاصة وان الجنود كانوا عزل لا يحملون السلاح ، وتعرف مباديء حقوق الانسان الدولية استهداف الجندي الاعزل انها جريمة ضد الانسانية» .
واضاف ان «هذه الجريمة تعد مثيلة لما حدث لجنود قاعدة سبايكر المشهورة «، مبيناً ان كل المعلومات التي ستتوفر لدينا سنرسلها الى الادعاء العام العراقي للنظر بها «.
واوضح امين الى ان «الوزارة اصدرت توجيهات الى مكاتبها في واسط والديوانية لجمع المعلومات وسوف تلتقي بالجرحى في المستشفيات والناجين من الحادثة وسنقوم بذلك بالتنسيق مع وزارة الدفاع «.
وبين امين ان « من مطالب الوزارة هي محاسبة المقصرين في هذه الحادثة من العسكريين واحالتهم الى المحاكم العسكرية مع العلم ان رئيس الوزراء بصفته القائد العام للقوات المسلحة اصدر اوامره بحجز امراء الافواج والتحقيق معهم على وفق القوانين العسكرية» .
من جانبه قال الشيخ حميد الهايس، رئيس مجلس انقاذ الانبار الى «الصباح الجديد» انه «لا احد يعرف حتى الان عدد ضحايا جنود مقر الفوج في الصقلاوية»، لكنه استبعد ان «يصل الرقم الى ٣٠٠ قتيل كما ادعته به بعض وسائل الاعلام».
وتابع الهايس ان «قرار ايقاف القصف الجوي الذي اتخذته الحكومة الاتحادية اسهم في اعادة انتشار الجماعات الارهابية بعد ان شهد نشاطها انحسارا ملحوظا في الفترة الماضية».
واكد ان «داعش سيطر بشكل كامل على الفلوجة والمناطق المحيطة بها وبدأ بالانطلاق لاحتلال الاحياء القريبة»، منوها ان «التنظيم استخدم خدعة اوهم الجيش من خلالها وتمكن من مهاجمته في الصقلاوية».
واوضح الهايس ان «داعش تحرك باليات عسكرية كانت قد استولى عليها من الجيش العراقي في معارك سابقة صوب قاعدة الصقلاوية»، مشدّداً على ان «الجنود المتحصنون داخل القاعدة ظنوا انها تعزيزات عسكرية جاءت لفك الحصار عنهم»، ملمحا الى «تواطئ احد الضباط الذي سهل لهم الطريق».
ومضى بالقول الى انه «بوصول عناصر داعش قرب القاعدة قاموا بتفجير عجلتي همر مفخخة وعدد من العبوات الناسفة وجرت اشتباكات خلفت ضحايا في صفوف الفوج»، ولم يستبعد «ان يكون الارهابيون قد استخدموا غاز الكلور في اقتحامهم مقر الفوج لابادة الجنود».
الى ذالك قال الخبير الامني اللواء المتقاعد عبد الكريم خلف ان « سير المعارك الآن يبشر بخير بعد ان غيرت قيادة عمليات الانبار اماكن تواجدها ولكن قسم من هذه القوة لا زالت تقاتل في نفس المكان» .
وبين ان « المعارك تدور في مكان واحد بين منطقة السجر والصقلاوية التي تبعد 3 كيلومترات واحدة عن الاخرى «.
واوضح ان «في المعارك الخلفية التي جرت بين الطرفين تمكنت فيها داعش ان تؤسر بعض افراد القوة لكننا لا نعرف عددهم بعد».
وزاد بالقول ان « المشكلة التي حدثت هي ان مجموعة صغيرة من الجنود كانت قرب السجر وحصل ان داعش قطعت عنها الامدادات بعد تغيير الاماكن، ولكن فوج آخر استطاع ان يوصل الامدادات لتلك المجموعة ويفك الحصار عنها «.
ولفت خلف ان «آمر فوج من الفرقة 14 حصل في فوجه بعض الارباك ما جعل القائد العام للقوات المسلحة يأمر باجراءالتحقيق معه في مقر وزارة الدفاع» ، مبيناً ان «الحقائق لم تعرف لحد الان لان المعركة ما زالت مستمرة والنصر العسكري لا يمكن ان نشبهه بزر حاسبة نضغط عليه ونأتي بالنتيجة».
وتابع ان « الموقف العسكري يخضع الى حسابات عديدة ، وان القوات الأمنية تعمل وتفكر بالنصر ولكن في ميدان المعركة يختلف الامر» .
وانتقد خلف «السياسيين بتصريحاتهم غير الصحيحة عن الحادثة والتي لا تعتمد على الوقائع و الارقام «.
وكان مصادر امنية، قد تحدثت في وقت سابق عن وجود اكثر من (400) عسكري بينهم ضباط محاصرون في الصقلاوية، مشيرة الى ان “الغذاء والماء نفد لدى هؤلاء الجنود، وان جميع الطرق المؤدية الى مكان تواجدهم مزروعة بالعبوات الناسفة ومن الصعوبة الوصول اليهم”.
وتضاربت الانباء عن نجدة هؤلاء الجنود واصدار القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي أمراً بتوجيه طيران الجيش لفك الحصار عنهم.
من جانبها حذرت وزارة الدفاع الارهابيين “من المساس بحياة هؤلاء الجنود”، متوعدة “بالضرب بقوة وعنف لكل الجماعات الارهابية ومن يقف معها من الخونة، وتذّكر العصابات الارهابية بان مثل هذه الاعمال انها جرائم ضد الانسانية سيكون عقابها شديدا”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة