نينوى ـ خدر خلات:
على خلاف ما كان متوقعاً من ان تنظيم الدولة الاسلامية او ما يعرف اختصارا بـ «داعش» سيقلل من وجوده في شوارع مدينة الموصل، مع تكثيف الضربات الجوية الاميركية وحلفائها، قام التنظيم بمضاعفة تواجده وتدقيق هويات المارة، فضلا عن قيام مفارز خاصة من التنظيم باعتقال العديد من المرشحين الموصليين الذين خاضوا الانتخابات النيابية الاخيرة، وانتخابات مجالس المحافظات، التي جرت قبل اكثر من سنتين.
وبدأت الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من الدول العربية، بشن غارات وضربات جوية على محافظة الرقة السورية معقل تنظيم داعش، فضلا عن استهداف مواقع لجماعات متشددة اخرى، مثل النصرة، في محافظة حلب الورسة، امس الثلاثاء.
وقال مصدر محلي مطلع في مدينة الموصل في حديث الى «الصباح الجديد» ان «تنظيم داعش الارهابي ضاعف تواجده في شوارع الموصل وفي نقاط التفتيش، على غير ما كان متوقعا منه، مع بدء الضربات الجوية الاميركية لمواقعه في سوريا».
واضاف «كما قام التنظيم باستقدام مجاميع تبدو من ملامحها بانها غير عراقية وتنتمي لجنسيات عربية و اسلامية».
ولفت المصدر الى ان «مقربين من التنظيم يقولون ان قوة كبيرة تابعة للتنظيم استقدمت قوات تسمى (الصارم البتار) والتي تعد قوات خاصة او قوات النخبة، والتي لا يستخدمها التنظيم الا في المعارك الحاسمة، وفي بعض المناطق التي تستعصى عليهم».
وتابع «يبدو ان التنظيم المتشدد يستعد لمعركة فاصلة وحاسمة في مدينة الموصل، خاصة مع توارد انباء عن تحشد قوات عراقية الى جانب قوات البيشمركة في مناطق لا تبعد كثيرا عن مدينة الموصل».
وكان تنظيم داعش قد خسر عدة مواقع شمالي وشرقي الموصل خاصة في الاسابيع الاخيرة لصالح قوات البيشمركة والقوات العراقية، المدعومة بغطاء جوي عراقي امريكي مشترك، وباتت تلك القوات على مشارف الموصل عسكريا، وليس جغرافيا، وتتحدث تقارير صحفية عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم، فيما تقول تقارير اخرى ان من ينجو من القصف الجوي والاشتباكات من التنظيم يتوجه الى داخل مدينة الموصل.
وبالعودة الى متحدثنا، اضاف بالقول «ان مفارز ثابتة واخرى متحركة تابعة لداعش تجوب شوارع الموصل، الرئيسة منها والفرعية، وتطلب الهويات وتدقق فيها بشكل مكثف وغير طبيعي».
ومضى بالقول «كما ان التنظيم يسأل اصحاب السيارات فيما اذا كانوا يحملون اسلحة شخصية ام لا، ويفتش في الصناديق الخلفية للسيارات بشكل خاص».
على صعيد ذي صلة، قال ناشط حقوقي موصلي الى «الصباح الجديد» ان «مفارز خاصة تابعة لتنظيم داعش، بدأت بملاحقة واعتقال المرشحين الخاسرين من ابناء الموصل من الذين خاضوا الانتخابات النيابية الاخيرة، وانتخابات مجالس المحافظات التي جرت عام 2012».
واضاف ان «التنظيم يستهدف مختلف المرشحين والمرشحات، وبدون الالتفات للقائمة التي كان المرشح ضمنها».
وبحسب المصدر ذاته، فان «الكثيرين من اولئك المرشحين اختفوا في محاولة للتملص من القاء القبض عليهم او اعتقالهم من قبل التنظيم».
وبين انه «هناك انباء عن اعتقال نحو خمسة مرشحين، وما زال مصيرهم مجهولا».
وكان تنظيم داعش قد بسط سيطرته على اجزاء واسعة من محافظة نينوى وبضمنها مدينة الموصل (400 كلم شمال بغداد) في العاشر من حزيران الماضي، بعد انسحاب مفاجئ للقوات الامنية العراقية.
وتؤكد الانباء الواردة من الاراضي السورية وبالتحديد من محافظة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم « داعش « ان العشرات من عناصر التنظيم قتلوا او اصيبوا نتيجة الضربات الجوية التي وجهتها طائرات أميركية وأخرى متحالفة معها من دول عربية .