الحزب الديمقراطي يوظّف هجوم مجلس المحافظة للإطاحة بخصومه السياسيين

إصدر أمرا بإلقاء القبض على برلماني بتهمة انتمائه لداعش
السليمانية ـ الصباح الجديد ـ عباس كاريزي:

وظف الحزب الديمقراطي الكردستاني الهجوم الارهابي على مبنى مجلس محافظة اربيل للاطاحة بخصومه السياسيين في الاحزاب الاسلامية بالاقليم.
وبينما اعلن مدير أمن محافظة أربيل طارق نوري، عبر موقع الحزب الديمقراطي، صدور مذكرة لإلقاء القبض على النائب السابق في البرلمان العراقي سليم شوشكي لصلته بتنظيم داعش، اكد محافظ اربيل نوزاد هادي ان هناك خلفيات للكرد المنتمين لتنظيم داعش داخل الاحزاب الاسلامية في كردستان.
واضاف هادي في حديث للقسم الكردي في اذاعة صوت اميركا تابعته الصباح الجديد، ان احد المسلحين الذين هاجموا مبنى محافظة اربيل كان ينتمي الى احد الاحزاب الاسلامية في الاقليم، وان اغلب اعضاء داعش من الكرد الذين قتلوا او الذين يعملون في صفوف هذا التنظيم كان لهم علاقة بالاحزاب الاسلامية في الاقليم.
واضاف هادي، ان العملية الارهابية التي شهدها مجلس محافظة اربيل امس الاول الثلاثاء تقف خلفها اهداف سياسية، مطالباً برلمان كردستان باقرار قانون يعيد النظر بقانون العمل الصحفي واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، للحد من انتشار الافكار المتشددة، معلناً اصدار اوامر اعتقال لعدد من الاشخاص الذين ينتمون الى الاحزاب الاسلامية في الاقليم.
وتابع هادي ان الهجوم الذي نفذه فتية ثلاث على مبنى مجلس محافظة اربيل يؤكد دون مجال للشك ان داعش موجود في الاقليم كفكر وليس كقوة عسكرية.
واكد هادي ان المهاجمين الثلاثة كانوا يرتادون احد الجوامع في مدينة اربيل وكانوا على تواصل مستمر ما يشير الى وجود اهداف ومقاصد سياسية وراء استهداف الامن والاستقرار في المحافظة، لافتا الى ان احد المهاجمين كان يحمل هوية احد الاحزاب الاسلامية المرخصة في الاقليم. وكانت مديرية أمن محافظة أربيل قد اعلنت، اعتقال رجل دين بتهمة انتمائه لتنظيم داعش الارهابي. وقال مدير أمن أربيل طارق نوري، إن القوات الأمنية اعتقلت رجل الدين، إمام وخطيب جامع الشيخ إبراهيم كَردي الملا إسماعيل سوسيي، على خلفية صلته بتنظيم داعش. يذكر أن إسماعيل سوسيي منع من إلقاء الخطب في مساجد مدينة اربيل عام 2010 بسبب أفكاره المتشددة، لجأ بعدها إلى استخدام موقع التواصل الاجتماعي لنشر دروسه، وافكاره المتشددة، والقي القبض عليه في شهر آب عام 2011، قبل أن يتم إطلاق سراحه لاحقاً.
وبحسب بعض المصادر، فإن المسلحين الثلاثة الذين نفذوا الهجوم الارهابي على مبنى محافظة أربيل، قد يكونوا تلقوا دروساً على يد الملا إسماعيل سوسيي.
بدوره رفض حراك الجيل الجديد، تصريحات مدير أمن أربيل عن صدور أوامر قضائية لاعتقال نائب في الدورة المنتهية لمجلس النواب ينتمي للجماعة الإسلامية الكردستانية بتهمة وجود صلات له مع تنظيم داعش الارهابي.
واعتبر حراك الجيل الجديد في بيان تلقت الصباح الجديد نسخة منه صدور أوامر قضائية بالقبض على النائب السابق والمرشح الفائز، رجل الدين الكردي «الملا سليم شوشكيي» الذي ينتمي للجماعة الاسلامية في كردستان، بانه سيناريو مدبر مسبقا، من أجل تصفية حسابات سياسية لخصوم سياسيين في اقليم كردستان.
واشار حراك الجيل الجديد الى «أن النواب يمثلون الشعب وأن اقتياد خطباء المساجد إلى الغرف المظلمة، دون وجود دليل للسجن امتداد للجرائم التي ارتكبت بحق المواطنين «الأحرار والبرلمانين الكرد» طوال الـ 27 عاما الماضية وهو يهدف إلى إطالة أمد عمر السلطة الحالية».
كما رفض الحراك تمديد قانون مكافحة الإرهاب وعده خطرا على الأحرار وسيفا مسلطا لاستخدامه في تصفية حسابات سياسية، وعد اتهام القيادي في الجماعة الإسلامية انتقاما لعدم تصويت كتلته في برلمان كردستان لصالح تمديد القانون قبل أيام.
من جهته نفى النائب سليم شوشكي، عبر بيان مقتضب وجود أي صلات له مع تنظيم داعش، وأكد أنه مستعد للمثول أمام محكمة مستقلة للدفاع عن نفسه، ورفض فكرة تسييس القضاء مؤكدا أن مايجري حاليا بحقه امتداد لتسخير المحاكم من أجل أغراض سياسية.
يشار الى ان النائب السابق سليم شوشكي فاز في انتخابات مجلس النواب العراقي للفترة من 2014 ولغاية عام 2018 وكان عضوا في لجنة الأوقاف والشؤون الدينية.
وكان ثلاثة فتية مسلحين من سكنة حي القلعة الجديدة بمحافظة اربيل قد شنوا في الساعة السابعة و15 دقيقة هجوماً مسلحاً على مبنى محافظة أربيل، وبعد أربع ساعات من المواجهات، المسلحة بينهم وبين العناصر الأمنية، تمكنت القوات الامنية من قتل المسلحين الثلاثة واستشهد أحد العاملين في المحافظة، وجرح أربعة عناصر من القوات الأمنية.
وقال مختار حي القلعة الجديدة، كَنجو محمد ان المهاجمين الثلاثة وهم كل من «بلال سليمان» يبلغ من العمر 18 عاما، و «رهيل محمد» ويبلغ 16عاماً و «عبدالرحمن رحيم» ويبلغ 16 عاماً، كانوا أصدقاء، وكانوا يشاهَدون معاً باستمرار، وكانوا يذهبون معاً إلى المسجد ويشاركون في صلاة الجماعة معاً».
ويؤكد إمام المسجد، الذي كانوا يرتادونه يوسف عبدالرحمن ان هذه مشكلة من المشاكل الكثيرة التي يواجهها الشباب في الاقليم وان المسجد ليس مكاناً لنشر وبث الافكار المتطرفة التي قد تؤدي الى حالات عنف لان الاسلام يناهض هذا العنف الذي تتم ممارسته، والإسلام يحل اللجوء إلى السلاح في حالتين، أحدهما هو الدفاع عن النفس ضد المعتدي، والثاني عندما تمنع الدولة وسلطاتها نشر رسالة الإسلام.
يشار الى ان اخفاق احزاب السلطة ذات التوجهات العلمانية في معالجة الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تصعف بالاقليم، والحد من تداعيات انتشار البطالة وارتفاع مستويات الفقر، ادى بروز الكثير من التيارات والجماعات السلفية، التي وظفت فشل السلطة وتراجع الخدمات للترويج لافكارها ومعقتداتها الدينية المتشددة، ما دفع بالكثير من الشباب الى التوجه نحو تلك الجماعات وتبني افكارها المتشددة التي ادت الى انتماء بعضهم الى التنظيمات الارهابية المتطرفة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة