الأحياء السكنية تعيش “حظر تجوال” طوعي
نينوى ـ خدر خلات:
يتباكى خطباء تنظيم داعش الارهابي بمكبرات الصوت في الجانب الايمن ويدعون الأهالي لمقاومة القوات الامنية، وفيما تشهد شوارع الجانب الايمن حظر تجوال طوعي، يصادر الدواعش السيارات المدنية ويغلق بها الطرق لعرقلة القوات الامنية.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” انه “مع انطلاق عمليات تحرير الجانب الايمن من مدينة الموصل، بدأ عدد من الخطباء الموالين لتنظيم داعش باطلاق تكبيرات عبر مكبرات الصوت، ويحذرون الاهالي من عدم الدفاع عن (ارض الخلافة) والسماح للكفرة والروافض (على وفق تسميتهم) باستباحة الارض والاعراض (على وفق مزاعمهم)”.
واضاف “كما ان اولئك الخطباء كانوا يتباكون ويحذرون من ضياع فرصة تاريخية وسقوط الخلافة التي زعموا انهم بنوها بالدماء والاشلاء، فضلا عن دعوتهم للشباب القادرين على حمل السلاح الى التوجه لاقرب مقرات داعش، مع الدعوة الى التبرع بالدم لجرحى العدو”.
واشار المصدر الى ان “اهالي الجانب الايمن كانوا ينتظرون مثل هذا اليوم على احر من الجمر بعد طول معاناة، وتعبيراً عن نفورهم من داعش، تعمدوا عدم فتح المحال التجارية، والخروج من المنازل لا يكون الا في الحالات الضرورية فقط، بحيث ان اغلب احياء الجانب الايمن تشهد ما يمكن وصفه بحظر التجوال الطوعي من قبل الاهالي”.
وتابع “الحركة في شوارع الايمن شبه معدومة باستثناء دوريات خاطفة لما يسمى بالأمنية، فيما ان مفارز أخرى تابعة الى ما يسمى بالشرطة الاسلامية تدعو الاهالي من اصحاب السيارات بالاستعداد واستعمال سياراتهم كمصدات في الشوارع وغلق الطرقات التي يخشى العدو دخول القوات الامنية فيها”.
ونوه المصدر الى انه “بسبب الخوف من بطش التنظيم التكفيري وافق عدد من الاهالي على استخدام سياراتهم متى ما تم دعوتهم لذلك، فيما رفض اخرون بوصفها مصدر رزقهم الوحيد، فقام داعش بمصادرة عجلاتهم واخذها الى جهات مجهولة”.
مبيناً ان “داعش يركز على العجلات الكبيرة كالشاحنات والصهاريج والاليات الانشائية، والتي استعمل العشرات منها كعوائق في الجانب الايسر من دون جدوى”.
ولفت المصدر الى ان “عناصر من استخبارات داعش تضع لثاماً اسود على وجوهها تجوب عدد من احياء المدينة بنحو راجل، وتتخذ من بعض الارصفة المحمية ببلكوات تحجب نقاطهم عن الرؤية من قبل الطيران الحربي، كنقاط مراقبة ورصد لما يدور في الشارع، حيث ان التنظيم يريد ايصال رسائل للاهالي بانه ما زال يسيطر على الوضع”
على صعيد آخر، وبالتزامن مع انطلاق عمليات تحرير الايمن، اطلق ناشطون موصليون في الجانب الايسر حملة تطوعية لاستقبال نازحين محتملين من الجانب الايمن، داعين الاهالي الى استقبال الاسر المقبلة من الايمن وتوفير كل مستلزمات الاغاثة لهم فضلا عن الاطعمة وغيرها.
كما دعا الناشطون شركات الاتصالات المحلية الى الاسراع بنصب ابراج في الجانب الايسر واصلاح العاطل منها لتقوية الاشارة باتجاه الجانب الايمن للتواصل مع اقربائهم وذويهم ولمساعدة القوات الامنية لتزويدها بالمعلومات الفورية عن تحركات وتجمعات عناصر داعش التكفيري.
وحذر الناشطون من قيام داعش بارتكاب مجازر بحق سكان الايمن في حال محاولتهم الفرار باتجاه المناطق المحررة، خاصة وان داعش يلفظ انفاسه الاخيرة، داعين سكان الايمن الى التروي وعدم الاستعجال تجنباً لبطش التنظيم وعناصره المحاصرين والذين باتوا على ثقة انه ليس امامهم اما القتل او الاستسلام.
واستمرت الضربات الجوية على عدة مناطق بالجانب الايمن، وسط مخاوف من استمرار معاناة الاهالي بسبب الشح الكبير بالمواد الغذائية بعد الحصار الخانق على الجانب الايمن منذ عدة اشهر.