مهما بلغت قوة ومتانة بعض الصناعات أو الكائنات الحيوية وفي مقدمتها الانسان، فأنها لا بد وأن تحتوي على نقطة ضعف قد تبدو صغيرة ولكنها تستطيع أيقافها عن العمل أو (أخراجها من الخدمة) تماما، وقد حثتني حادثتا سقوط طائرتين ماليزيتين في وقت متقارب الى طرق هذا الموضوع الذي قال عنه أجدادانا سابقا( يوضع سره في أضعف خلقه) فالطائرة العملاقة الحديثة بكل ما تمتلكه من تقنيات عالية يمكن أن تسقط من جراء دخول سرب من الطيور الى أحد محركاتها ، أو عطل جهاز بسيط فيها، ولكن الناس يفضلونها كواسطة للنقل أكثر سرعة وغير مكترثين لآعطالها المفاجئة لان الانسان يحسب الحسنات قبل المخاطر، وهل هناك ما أفضل من أن تتناول الفطور في الصباح في مدينتك ثم تتناول الغذاء في مدينة بعيدة ثم تنجز أعمالك بطريقة أسرع من أستخراج أية هوية عندنا أو تبديل (هواية) تبديل اللوحات والمسمتمسكات التي أصبحت شغل الناس ، وللتجربة مثلا وبعد أن أن قدمت كل المستمسكات المطلوبة للسماح لي بدخول منطقتي ثم داري لم أعثر على أسمي في اللوائح الملصقة بمادة قابلة للتلف خلال يومين وهي معرضة للهواء فتطايرت في الشارع وتخشى البحث عن أسمك فقد تكون مخالفا في هذه الحالة وتبقى تحت السؤال والمسؤولية كل يوم.
قذ يكون الانسان (أغلى) من أنساننا في بعض الدول فتجد الدولة تبحث عن موجوداته وتحاول تأمين سلامته أو البحث عنه عند فقدانه لأي سبب كان وهذا ما يحدث الان مع مصير ركاب الطائرتين المالزيتين، ولكن الامر معكوسا في دول أخرى يبدو فيها الانسان رخيصا ويجري التخلص منه بشتى الوسائل أذا كان يخالف الجاني في معتقداته الخاصة، وهذا ما نعيشه الان في بلدنا الذي تبدو فيه الاجهزة المعنية غائبة عن صيانة والحفاظ على حياة وممتلكات المواطن الذي يكون بريئا في أكثر الحالات ولكنه يدفع ضريبة المواطنة دما ودارا وأهلا وهو لم يرتكب أي ذنب خصوصا وأنه يضع حزام ألأمان عند السياقة.
قبل سنوات أطلق الروس صاروخا على طائرة كورية جنوبية لمجرد عبورها الاجواء الروسية بالخطأ لمسافة قصيرة ولكن المهم في الامر أن الذي أستقال هو وزير النقل وتحمل مسؤولية حادثة لم يكن مرتكبها، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك في العديد من البلدان التي تحترم الانسان حقيقة ولا تعاقبه بالقتل أو التهجير لآن الله تعالى خلقه على دين أو مذهب معين ولم يقم بحياته في ألأساءة الى الاخرين!!!
يجب ان لا (يغتر) الانسان بصناعاته الضخمة فقد تتحطم من عطل (برغي) صغير!!
أمير الحلو