مشكلات وهموم تلامذتنا مازالت مستمرة وتتفاقم ، هذا هو محور الندوة التي اقامها مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان «التعليم الابتدائي في العراق .. والحلول المطروحة» ، التي كان لها حضور واسع من اكاديميين وباحثين وممثلي منظمات المجتمع المدني اضافة الى ممثلين عن الوزارات المختصة ومسؤولين محليين .
عضو مجلس محافظة بغداد فرحان قاسم وهو اخصائي تربوي ، اكد ان هناك احصائيات تشير الى ان 13% هي نسبة الطلبة الذين يكملون الدراسة الثانوية في عموم العراق ، مضيفا ان «نسبة الامية في العراق 25%» ..
هنا من حقنا ان نتساءل «ماهي الاسباب ؟ ومن المسؤول ؟» خصوصا ان مثل هكذا نسب تصدر من مسؤول هو عضو في مجلس محافظة بغداد ، مؤكدا ان هناك كارثة حدثت ومازالت مستمرة لحد الان ، ربما احد الاسباب هي مدارس طينية بلا مقومات حقيقية للتعليم في عصر امتاز بالتطور العلمي والتكنولوجي ، وهذا ما شددت عليه الاختصاصية في علم الاجتماع الاكاديمية د.فهيمة كريم «هناك نقص كبير في المدارس والعراق يحتاج الى تشييد وبناء 8000 مدرسة لنقضي على المدارس الطينية» .
واضافت «علينا ان لاننسى ان الدستور يحوي على مواد مهمة تخص قطاع التربية والتعليم كالمادة 29 و30 و34 وتلك المواد بحاجة الى تشريع قانوني» ، اما المناهج الدراسية فكان لها حصة الاسد في حوارات ونقاشات الحضور ، ممثل مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية وهو مؤسسة تابعة لمجلس الامن الوطني اللواء خالد البياتي قال «علينا مراجعة المناهج الدراسية للمرحلة الابتدائية وان تحوي هذه المناهج على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان والتي صادق عليها العراق منذ 1948» ، فيما تساءل ممثل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية د.كمال «لماذا لم نجد لحد الان مناهج دراسية لتلامذتنا في المناطق التي تحررت من التنظيمات الارهابية ؟؟» .
واضاف .. «يجب ان يكون لدى وزارة التربية مناهج وخطط للتأهيل النفسي والتربوي للطلبة والتلاميذ في المناطق التي تعرضت للازمات» .
لم تنتهي المصائب والكوارث في مناقشات المتخصصين وممثلي الحكومة في تلك الندوة ، بل تطرق العديد من الحضور الى مشكلات هي اشد وطأة على قطاع التربية والتعليم مثل انهيار المستوى الصحي في مدارس البلاد وظاهرة تسرب التلاميذ من المدارس ، وغياب الباحثين الاجتماعيين والمرشدين التربويين ، اضافة الى عدم الاهتمام بمرحلة رياض الاطفال والتي تعد من المراحل المهمة في بناء شخصية الطفل العراقي .. وكالعادة الفساد المالي والاداري لم يغب من نقاشات الحضور لما له الاثر الكبير على انهيار التربية والتعليم في العراق ، تلك الآفة التي أرقت العراقيين ولسنوات مضت ومازالت مستمرة الى الان ، المتخصصة في علم الاجتماع د.ميادة كريم أشارت الى ان كل هذه المشكلات كان للفساد بصمة واضحة فيها .
وقالت «بما انه هناك فساد بالتالي هناك غياب لبناء المؤسسات التربوية وان كان بعض الاعمار هنا وهناك لكنه هشا وغير مجديا» وتساءلت «كيف لمعلمة تعلم اطفالا في الصف الاول الابتدائي يحوي بين 60 – 70 تلميذ؟؟».
أفتح مدرسة تغلق سجنا .. أنهيار البنى التحتية لمدارسنا جعل منها صورة شديدة الشبه بالسجون ولكن سكانها من الاطفال ، تُرى من المسؤول؟ وكيف ستكون الاجيال المقبلة في ظل انهيار شبه تام للمنظومة التربوية والتعليمية في بلد كتب اول حرفا على الارض.
*كاتب عراقي
يحيى ذياب