منتدى شباب العراق يسعى للتعايش في مرحلة ما بعد «داعش« الإرهابي

نظّمته بعثة يونامي بالتعاون مع جمعية الأمل
سمير غطاس

شاركت مجموعة من شباب العراق في المنتدى الحواري الذي نظمته بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق ( يونامي) بالتعاون مع جمعية الامل العراقية في محافظة النجف للتعايش في مرحلة ما بعد دحر تنظيم داعش الارهابي .
وتأتي مشاركة المجموعة التي تضم 115 من الشباب ( 69 شابا و46 شابة ) من محافظات الفرات الأوسط الأربع وهي النجف وكربلاء وبابل والقادسية لاتاحة المجال لسماع أصوات الشباب وذلك لدورهم المهم في رسم السبيل إلى تعايش سلمي في عراق المستقبل .
ويهدف عقد منتدى النجف، وهو اللقاء الثالث من نوعه بعد لقاءٍ في البصرة عُقد في شهر كانون الثاني الماضي ، واللقاء الثاني الذي عقد في أربيل في شهر شباط الماضي لاتاحة الفرصة لسماع أصواتهم لدورهم المهم في رسم السبيل إلى تعايش سلمي في عراق المستقبل.
ومن المقرر أن تعقد مؤتمرات أخرى تباعاً في محافظات ديالى والسليمانية وبغداد وكركوك وصلاح الدين، لتتوج هذه المؤتمرات بعقد مؤتمر وطني في بغداد في شهر أيار المقبل ، يحضره ممثلو الشباب بغية تضمين توصيات تلك المنتديات في القرارات التي تدعم عملية المصالحة والتعايش ، وكما هي الصيغة المتبعة في المؤتمرات السابقة .
وتداول المشاركون في منتدى النجف ما يودون أن يروه في عراق المستقبل وامكانية اسهامهم في وضع التوصيات ومن ثم تبنيها ، ومما أضاف المزيد من الأهمية إلى اللقاء الأخير هو إطاره الرمزي، بالنظر لاحتضان النجف للعتبة العلوية المقدسة وكونها مركز الحوزة العلمية الدينية.
كان الذي استهوى سارة عبد الحسين، القادمة من محافظة بابل، هو بالتحديد أن تدلي بدلوها في النقاش الدائر حول مستقبل العراق. وتعتقد سارة، وهي طالبة تختص بالتحاليل الطبية وناشطة في قضايا تمكين المرأة، أنها أدلت بآرائها وأثرت على النتائج التي خلصت عليها مجموعة العمل التي شاركت فيها.
وفي حديثها إلى مندوب المكتب الإعلامي في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) قالت سارة في جميع الأحوال، ينبغي علينا أن نتفاعل مع بعضنا، فالجانب النفسي بالغ الأهمية»، وأُشجع على مشاركة الشباب في النشاط السياسي والترشح للمناصب «.
وعلى النقيض من هذا الرأي، فضّل مشاركون آخرون التوصية بالتخلص من الأحزاب السياسية ، وكان هناك من تبنى الرأي القائل بإعادة نظام الخدمة العسكرية الإلزامية، فيما صرح آخر بمعارضته لهذا الرأي. لقد أغنى هذا التنوع في الآراء النقاش واضفى عليه حيويةً.
وقال أحد المشاركين أنه يتعين أن تُغرس فكرة المصالحة في عقول الناس، حيث أنهم مازالوا غير منفتحين عليها، في حين يعتقد مشارك آخر أنه من شأن التمثيل الأوسع والعمل على أرض الواقع أن يثري عملية المصالحة ويعزز مشاركة الشباب.
وقال نزار عبد الرحيم مع 20 آخرين حضروا المنتدى من مدينة الديوانية وهو طالب يبلغ من العمر 23 عاماً ويدرس الآداب وعلم الآثار، «لقد قُدمت أفكار جميلة، وآمل أن نتمكن من تنفيذها في الشارع العراقي، ومنها العمل على نشر الوعي بشأن الفساد ومجابهته» ، موضحا أن تركيزه ينصب على تعديل قانون الانتخابات.
أما غيث علي حميد من محافظة كربلاء، طالب المرحلة المنتهية في كلية العلوم السياسية والبالغ 23 عاماً من العمر ، فيحدوه الأمل بأن يكون لصوته وقعٌ هذه المرة، حيث قال: «لقد سبق أن حاولنا، بيد أن صوتنا ذهب سدى وان الشباب يمتلكون امكانيات هائلة، غير أن إمكانياتهم مهملة وآراءهم لا يُؤخذ بها. وقد جئنا اليوم واجتمعنا وشعرنا أن صوتنا سيُنصَت إليه».
وتعتقد زينب مراد، وهي متخرجة حديثاً من قسم الأدب الانجليزي في جامعة الكوفة وتبلغ من العمر 23 عاماً، أن المستقبل يقع على عاتق الشعب ، مضيفة انه يمكننا، من خلال الناس، أن ندرأ الطائفية، فإن كان الناس على وفاق، ما من سياسي يمكنه أن يخلق صراعاً بينهم ، مستذكرة تجربة خاضتها منذ بضعة أسابيع حيث سافرت برفقة 10 من الشباب من مدينة النجف إلى بغداد للتعبير عن تضامنهم مع المسيحيين، حيث حضروا قداساً في إحدى الكنائس وقدموا إلى قس الكنيسة لوحة تمثل المسيح وهو على الصليب، وقاموا بزيارة مركزٍ لإيواء المسيحيين النازحين.
وتقول زينب عن تلك الزيارة: « لم يتوقع (المسيحيون الذين قمنا بزيارتهم) أن نأتي إليهم من النجف، لقد تأثروا بهذه البادرة، وقد أسعدني ذلك».

*المكتب الإعلامي (يونامي)

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة