استئناف المفاوضات السورية في جنيف والمعارضة تتمسك ببحث الانتقال السياسي وفق القرار الأممي 2254

سبقتها لقاءات تمهيدية لديمستورا مع الأطراف المشاركة
متابعة ـ الصباح الجديد:

مع وصول جميع فرقاء طاولة المفاوضات السورية الى جنيف امس الاول الخميس، بدأ نائب المبعوث الأممي إلى سورية رمزي عز الدين رمزي، عقد لقاءات تمهيدية مع الأطراف المشاركة في مؤتمر «جنيف 5» والذي بدأت أعماله امس الجمعة، فيما قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان امس الجمعة إن من المرجح أن تبدأ معركة استعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش خلال الأيام القادمة.
وقال رمزي في تصريحات صحفية، إن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا وصل امس الاول الخميس إلى جنيف، مشيراً إلى عقده اجتماع مع وفد الحكومة السورية، والتقى وفوداً أخرى لاحقاً امس الجمعة».
وأعلن رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري، في مؤتمر صحفي عقده في جنيف، امس الاول الخميس، أن المعارضة متمسكة ببحث الانتقال السياسي وفق ما ينص القرار الأممي 2254 وبيان جنيف. وقال إن التركيز الآن يجب أن يكون على الانتقال السياسي وكل ما يتعلق به، أي الانتقال السياسي ثم الدستور الجديد وإجراء الانتخابات.
وشدد نصر الحريري على أن القرار الأممي 2254 واضح في إلزامه الأطراف ببيان جنيف. وأضاف في مؤتمره الصحفي، أن الهيئة تحاول التقدم عمليًا ودفع العملية السياسية إلى الأمام، مؤكدا أن القرار 2254 يتحدث عن كامل الفترة الانتقالية وكل المواضيع التي نريد التحدث عنها.
وأشار إلى أن اجتماع الهيئة، امس الاول الخميس، مع نائب المبعوث الأممي إلى سورية رمزي رمزي، شهد حديثًا كثيرا عن الانتقال السياسي، مؤكدا أن هذا الأمر نوقش بالتفصيل مع دي ميستورا، امس الجمعة.
بالمقابل قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان امس الجمعة إن من المرجح أن تبدأ معركة استعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأيام القادمة.
وقال لو دريان لمحطة سي. نيوز التلفزيونية «لطالما قالت فرنسا إن الرقة هدف رئيسي، اليوم يمكن للمرء أن يقول إن الرقة محاصرة وإن المعركة من أجل الرقة ستبدأ خلال الأيام المقبلة.»
وقالت وزارة الدفاع الأميركية هذا الأسبوع إن التحالف ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة أنزل للمرة الأولى قوات برية خلف خطوط العدو قرب بلدة الطبقة التي يسيطر عليها التنظيم في شمال سوريا ليفتح جبهة جديدة في حملة استعادة الرقة.
وفي بروكسل، أشادت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني باستئناف المفاوضات السورية في جنيف، واصفة هذا الحدث بـ»الخطوة المهمة» على طريق حل النزاع في سورية.
وفي بيان نشر في العاصمة البلجيكية، دعت موغيريني إلى «التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في «أستانا»، والذي يتعين على الأطراف الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) تأمين تنفيذه بواسطة آلية المراقبة الثلاثية».
وأضافت: «يجب على جميع الأطراف والمشاركين حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها بشكل كامل وبدون أعاقة، في جميع أراضي سوريا»ة وأكدت موغيريني دعم الاتحاد الأوروبي للجهود الرامية إلى إنجاح المفاوضات السورية والتي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، كما أفادت بأن بروكسل ستستضيف، في 5 من شهر نيسان المقبل، مؤتمرا للدول المانحة ستكون للاتحاد الأوروبي فيه صفة رئيس مشارك، مؤكدة أن هذا اللقاء الدولي سيسهم بقسطه في تسوية النزاع السوري بطرق سلمية.
وعشية بدء الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف، قتل 5 أطفال وأصيب عدد أخر، من جراء سقوط قذيفة صاروخية على منطقة الحمدانية في مدينة حلب السورية. وأفاد نشطاء سوريون أن ما لا يقل عن 10 أشخاص سقطوا بين قتيل وجريح ، معظمهم من الأطفال، جراء سقوط قذائف على منطقة «مشروع 3 آلاف شقة» في حي الحمدانية في حلب، ونقلوا أنباء عن مقتل 5 أطفال منهم، فيما لا يزال عدد القتلى مرجحًا للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، أحدهم طفل جراحه حرجة.
هذا وأكد مستشار المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا للشؤون الإنسانية يان إيغلاند أن القتال في محيط العاصمة السورية دمشق يعرض حياة 300 ألف مدني هناك للخطر.
وقال إيغلاند لوكالة «رويترز» إن هؤلاء المدنيين «يعتمدون كليا على إمداداتنا»، مشددا على أن «المجاعة ستصبح وشيكة إذا لن نتمكن من الدخول(لتلك المناطق) في الأسابيع القليلة المقبلة».
وأشار المسؤول الأممي في السياق إلى «مدينة دوما (بغوطة دمشق الشرقية)، التي لم يحصل سكانها على أية مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة منذ تشرين الأول الماضي، وكذلك بلدة كفر بطنا (الواقعة في المنطقة نفسها) التي انقطعت امدادات المساعدات عنها في حزيران من العام الماضي».
وشدد إيغلاند على ضرورة وقف القتال من وقت لآخر لفتح الطريق أمام القوافل الإنسانية لكي تدخل إلى المناطق المتضررة.
وأكد المستشار أن الحكومة السورية «لا تعطي الضوء الأخضر» للقوافل الإنسانية، فيما تعرض فصائل مسلحة أمن القوافل للخطر وتقوض إيصالها الآمن إلى مقصدها».
كما تطرق إيغلاند إلى مسألة قيام «مناطق آمنة» في سوريا، معربا عن اهتمام المنظمة الأممية بمناقشة تفاصيل الموضوع مع الولايات المتحدة وأطراف معنية أخرى.
وقال: «يجب أن يكون السكان المدنيون مستفيدين من وجود تلك المناطق.. ففي كثير من الحالات، كانت هناك مناطق آمنة تسببت بالقدر نفسه من المشاكل التي أرادت حلها، لكن ذلك يعود إلى طبيعة المقترح وطريقة تطبيقه».
وفي العاصمة دمشق أسفر إطلاق مسلحي المعارضة في حيي جوبر والقابون للقذائف الصاروخية وأخرى الهاون على منطقتي الروضة والعباسيين بدمشق، عن «إلحاق أضرار مادية دون وقوع إصابات بين المواطنين».
وأجبر القصف الجوي الذي يرجح أنه للتحالف الدولي على مدينة الطبقة (53كم غرب مدينة الرقة)، شمالي سورية، على نزوح ثمانين عائلة من المدينة باتجاه الريف الغربي للمحافظة، على خلفية الغارات التي تعرّضت لها خلال اليومين السابقين.
وتوجهت العائلات من الحيين الأول والثاني في المدينة، باتجاه قرى وبلدات هنيدة والمنصورة والصفصاف والهورة، بالريف الغربي للرقة. ونقل النشطاء المحليون أن أجور نقل العائلة الواحدة من مدينة الطبقة إلى الريف الغربي للرقة تتراوح بين 20 و 40 ألف ليرة سورية , فيما وصلت خمسين عائلة الأربعاء الماضي، إلى الريفين الجنوبي والغربي للرقة قادمين من أحياء مدينة الطبقة، وهم من نازحي ريف حلب الشرقي.
وتأتي حركة النزوح بعد تعرض مدينة الطبقة ليومين متتاليين من قصف جوي يرجح أنه للتحالف الدولي، أسفر عن مقتل وجرح العشرات، فيما علقت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأنه لا دلائل على قصف التحالف لمدنيين، لافتة الى أنها ستجري مزيداً من التحقيقات.
وسبق أن شهدت مدينة الرقة موجات نزوح مماثلة تمهيداً للمعارك المرتقبة مع «قوات سورية الديمقراطية» التي باتت تحاصر المدينة من الجهتين الشمالية والشرقية، والتي تبعد كيلومترات قليلة عن حصارها من الجهة الغربية التي تصلها بمدينة الطبقة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة