واشنطن ترجح “تحركاً سريعاً” لمواجهة “داعش” وطهران “مستعدة” للتعاون والتنسيق في العراق

كيري يناشد المالكي “تنحية الخلافات الطائفية جانباً”

بغداد ـ داود العلي:

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يتوقع أن يتخذ الرئيس باراك أوباما “قرارات سريعة” بشأن العراق بسبب فداحة الموقف.

وأضاف كيري للصحفيين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيج “في ضوء فداحة الموقف… أتوقع قرارات سريعة من الرئيس فيما يتعلق بهذا التحدي”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يجب أن يبذل المزيد لتنحية الخلافات الطائفية في بلاده جانبا.

وتابع، “رئيس الوزراء المالكي وكل الزعماء العراقيين بحاجة لبذل المزيد لتنحية الخلافات الطائفية جانبا”.

من جهته، أبدى مسؤول إيراني كبير، الجمعة، قلق بلاده “البالغ” بشأن المكاسب التي يحققها المتشددون المسلحون في العراق، فيما أكد أن إيران على استعداد للتعاون مع واشنطن في مساعدة بغداد على التصدي لهم.

وقال المسؤول في تصريح صحافي لـ”رويترز”، إن “إيران تشعر بقلق بالغ بشأن المكاسب التي يحققها المتشددون المسلحون السنة في العراق”، مبينا إن “طهران منفتحة على خيار التعاون مع الولايات المتحدة لدعم بغداد”.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن “إيران ستوفد مستشارين وترسل أسلحة للمساعدة للتصدي لما تعتبره طهران خطرا كبيرا على استقرار المنطقة”، مستبعدا “دفع الجمهورية الإسلامية بقوات في هذا الشأن”.

وأضاف، “بإمكاننا العمل مع الأمريكيين لإنهاء أنشطة المسلحين في الشرق الأوسط”، مؤكدا بالقول، “نتمتع بنفوذ قوي في العراق وسوريا ودول كثيرة أخرى”.

في المقابل، قالت جماعة مراقبة ترصد العنف في سوريا يوم الجمعة إن الجناح السوري للدولـة الاسلاميـة فـي العـراق والشام أوقف القتال في سوريا إلى أن يجلب أسلحة من التي استولى عليها في العراق.

وتقاتل الدولة الاسلامية في العراق والشام التي تستلهم نهج القاعدة جماعات منافسة في سوريا وتشتبك من وقت لآخر مع قوات الرئيس بشار الأسد.

لكن مقاتليها توقفوا فيما يبدو عن القتال في سوريا هذا الأسبوع وخاصة في معقلهم الشرقي قرب الحدود العراقية بينما حقق جناحها في العراق مكاسب عسكرية سريعة.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان إن الدولة الاسلامية في العراق والشام ربما تفاوضت على هدنة مع كتائب المعارضة المنافسة في سوريا رغم أنها ما زالت تضرب حصارا على أجزاء من مدينة دير الزور الشرقية حيث يتحصن مقاتلو جبهة النصرة أيضا.

وقال عبد الرحمن لرويترز بالهاتف إن الدولة الإسلامية في العراق والشام لا تقاتل منذ أربعة أيام وأنه لا يعرف السبب على وجه التحديد وأنه لا يوجد إلا بعض المناوشات إلى الشمال الشرقي من حلب.

وتابع أن الاشتباكات استمرت بين جماعات مسلحة أخرى والقوات الحكومية في أنحاء جبهات الحرب الأهلية في سوريا.

وأضاف أن مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام الذين جاءوا من شمال العراق ويشكلون تهديدا لبغداد ويريدون إقامة الخلافة الاسلامية نقلوا أسلحة إلى شرق سوريا.

وقال إن أعضاء المرصد شاهدوا أسلحة على الطريق في سوريا.

وتبين صور وضعها على مواقع التواصل الاجتماعي مؤيدو الدولة الاسلامية في العراق والشام معدات عسكرية تشمل عربات همفي الأمريكية الصنع يجري نقلها.

ولا يمكن لرويترز أن تؤكد أنها (المعدات العسكرية) نقلت إلى سوريا لكن مؤيدين يقولون إنها نقلت عبر الحدود.

وقال ماثيو هنمان رئيس مركز دراسات الإرهاب والتمرد في مجلة جينز في تقرير أن استيلاء تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام على أراض عراقية على امتداد الحدود السورية سيعطي للجماعة حرية حركة أكبر لنقل الرجال والعتاد عبر البلدين.

وقال إن الأسلحة الخفيفة والثقيلة والعربات العسكرية والأموال التي استولى عليها مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام أثناء اجتياحهم للموصل ستنقل إلى المناطق الصحراوية في شرق سوريا الذي تستخدمه الدولة الاسلامية نقطة انطلاق لهجماتها.

وفي بغداد، حملت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية ،اليوم الجمعة، بعض القيادات الأمنية مسؤولية أضعاف معنويات الجيش العراقي وتمكين مسلحو (داعش) من السيطرة على محافظة الموصل، فيما أكدت وجود تحرك للقوات المسلحة بعدة اتجاهات لاستعادة المناطق المسيطر عليها.

وقال عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية والقيادي في كتلة الاحرار حاكم الزاملي، “ما حدث بالموصل كان خطأ وانتكاسة كبيرة لبعض القيادات الامنية، ما ادى ادى الى اضعاف معنويات الجنود والضباط، حتى استطاعت هذه المجاميع دون ان تقاتل او ترمي اطلاقة واحدة من السيطرة على الموصل”.

واضاف الزاملي ، “شعرت القيادات ان ما يسمى بداعش ماهي الا مجموعة ارهابية ليست بمستوى هذا التحدي الكبير”، مضيفا “لذلك بدأت خطة لإعادة تنظيم قطعاتها، المنسحبة وتهيئتها بمساعدة قيادة مكافحة الارهاب وطيران الجيش والقوة الجوية، وتوجهوا لإستعادة المناطـق التـي حاولت (داعش) السيطـرة عليهـا”.

واستدرك الزاملي، “نعم هناك تحرك بعدة اتجاهات لاستعادة المناطق المناطق المسيطر عليها”، نافيا “ما يبث من إشاعات عن تقدمهم واستيلائهم على مناطق” ، والان لا يمكن ان تثبط من عزيمتهم اشاعة من مرتزقة داعش لبث الرعب والخوف فيهم”.

واكد الزاملي ، ان “الجيش العراقي سيطر الان على اغلب المناطق في صلاح الدين وديالى وتلعفر”، موضحا ان “هناك تهيئة من قبل اللواء الركن محمد القريشي ابو الوليد، وتعاون من قوات البيشمركة في استعادة المناطق القريبة من المحافظات المتنازع عليها وستشهد الايام تقدما كبيرا لقواتنا المسلحة”.

وتابع الزاملي، “اقول لمن يحاول بث الاشاعات عن امكانية هزيمة الجيش العراقي، ان هناك جنود سيجدها داعش واعوانه تقاتل في كل مكان من العراق، وهم من صمدوا ودحضوا الإرهاب عام 2006” ، مبينا بانها “الان على أهبة الاستعداد للدفاع عن بغداد والمقدسات، ويعلمون من هؤلاء الجنود الذين لديهم معداتهم واسلحتهم وهم فقط ينتظرون الاوامر من زعيمهم مقتدى الصدر”.

وأوضح الزاملي بالقول “لدينا الكثير من المعلومات التي تتحدث عن محاولة دخول هؤلاء التكفيريين بالزي الاسود الخاص بجيش المهدي حاملين صورا للسيستاني ومقتدى الصدر”، مشددا بالقول “انها حيل لن تنطلي علينا، فهناك تنظيم وتنسيق وكل مجاميع معروفة بحمايتها وتكشف بسرعة من هو الطارئ”.

يذكر أن تنظيم داعش قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في الـ(10من حزيران2014)، واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين، ما أدى إلى نزوج مئات الآلاف من أسر المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان، كما امتد نشاط داعش، اليوم، إلى محافظتي صلاح الدين وكركوك.

مبدانياً، أفادت مصادر مطلعة، بأنه تم تعيين ناطق رسمي باسم العمليات القتالية التي تخوضها القوات العراقية ضد مسلحي داعش.

واخبر المصدر “الصباح الجديد”، أن “قيادة العمليات عينت متحدثا رسميا باسمها يطلع المواطنين على آخر التطورات الميدانية في العمليات التي تخوضها القوات الامنية في محاربة مسلحي تنظيم داعش”.

وبين المصدر، أن “المناطق باسم العمليات سيعقد مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق من اليوم لنقل التطورات الأمنية وموقف القوات المسلحة ميدانيا”.

ولفت إلى أن ” الإجراء جاء للحد من تناقل الشائعات والمعلومات غير الدقيقة التي تقوم بتسريبها جهات منتفعة من تدهور الوضع الأمني، وكذلك لبث لطمأنة العراقيين”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة