الإقليم يفكر بـ»تحالف المخاوف» مع السُنة

السليمانية – وكالات:

فور انتشار خبر تسلم الحكومة العراقية لأول طائرة حربية من نوع أف 16 من الولايات المتحدة الامريكية، بدأ المواطنون في أقليم كردستان من جديد بطرح تساؤلات حول نوايا بغداد التي تقف وراء شراء هذا النوع من الطائرات، وهل ستستخدم لدحر الارهاب كما يقول المسؤولون الاتحاديون، أم لتهديد الكرد كما تردد دائما حكومة أربيل.

يبدو أن كابوس الطائرات الحربية لا يخرج من ذاكرة سكان أقليم كردستان، فالجيل القديم لديه ذكريات مأساوية مع طائرات النظام السابق.

وكما يبدو أن الجيل الجديد من الأكراد، واقع تحت تأثير الخطاب الاعلامى الرسمي في الإقليم، حيث تهيمن فكرة من أن هناك احتمال من استعمال طائرات الأف 16 ضدهم كما فعلها النظام السابق. 

يقول حسن جهاد عضو لجنة الامن و الدفاع في البرلمان العراق عن التحالف الكردستاني إنه «حسب معلومات اللجنة، فأن حكومة العراقية تسلمت أول طائرة أف 16، و من المنتظر أن تحصل على ثلاث طائرات أخريات حتى نهاية العام الحالي».

لم يخفِ حسن جهاد مخاوف الكرد من وصول الطائرات الحربية الى يد الحكومة العراقية، و قال إن «هذا القلق مربوط بتوقيت التسليح والسياسية الحالية لحكومة بغداد، ونوعية التسليح».

واستدرك جهاد بالقول إن «العراق لم يصل الى مرحلة الديمقراطية التي يستبعد فيها اللجوء الى السلاح في الصراعات السياسية، لذا من حق الكرد أن يقلقوا».

مسؤول كردي الرفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه، بين أن «الكرد لا يخافون من طائرات أف 16، بل نخاف من السياسة التى تقع في يدها تلك الطائرات في بغداد».

واضاف المسؤول الكردي، أن «تسلم أول طائرة حربية متطورة من نوع اف 16يأتي في ظل تأزم الوضع بين أقليم كردستان و بغداد، سياسياً وامنيا و أقتصاديا، مما يرفع سقف مخاوف الكرد من وصول الطائرات الحربية الى بغداد». هنالك عدة مشاكل مزمنة وعالقة بين بغداد و اربيل، والتى وصلت الى حد قطع علاقاتهما عندما قررت حكومة بغداد عدم إرسال المستحقات المالية لاقليم كردستان، بعد أن قام الاخير بتصدير النفط في خطوة أحادية الجانب من دون الرجوع الى الحكومة المركزية، مما يزيد من مخاوف مواطني أقليم كردستان من امكانية استعمال تلك أسلحة في حل النزاعات كما فعلها النظام السابق.

هذه المخاوف لم تأتِ فجأة، فبعد أكثر من سبعة اعوام من مشاركة الكرد في الحكومة العراقية بدأوا منذ العام 2011 بالشك في نية بغداد تجاههم، وقام كل من الحزبين الرئيسيين في الإقليم (الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني) بحشد الرأي العام الكردي نحو تلك الشكوك.

في شهر نيسان من العام 2012 المح رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في حديث الى مجموعة من الصحفيين بأنه يعارض بيع طائرات اف 16 الى بغداد، في وقت يكون فيه نوري المالكي رئيس الوزراء في منصبه، وذلك خشية من أن يستخدمها ضد الكراد، وقال بارزاني إنه «يجب ألا تصل طائرات اف 16 الى يد هذا الشخص (المالكي)».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة