من دون معرفة ان اصابتها بكورونا ستكون اقل من الغير
احلام يوسف
كورونا مثل اي ازمة اظهرت معدن كل واحد منا، فمنا من علاه صدأ لا ينجلي ومنا من كان معدنه ماسا وذهبا اضاء روحه ومن حوله بافعال خيرة وطيبة تمثلت بتبرعات ومساعدات وتضحيات وهناك من وجه اهتمامه بالحيوانات المنزلية التي تخلى عنها اصحابها بعد شائعات عن احتمالية ان تكون سببا لنقل الفيروس.
فعل الخير له زوايا عدة والتراحم فيما بيننا وايضا بيننا وبين الكائنات الاخرى ليس مجرد فعل خير بل هو ترجمة لقول الخالق “واما بنعمة ربك فحدّث” والنعمة هنا تتمثل بالعقل الذي نميز به الصالح من الطالح، والانسانية حيث اختارنا الرب ان نكون ضمن البشر، اعقل مخلوقاته.
تقول احدى الامهات وهي والدة لبنتين وولد: : قبل ظهور فيروس كورونا، سمعت قطة وليد “تنوص” قرب شباك المطبخ بنحو متواصل وموجوع، وطلبت الى زوجي ان يتحرى الأمر، والذي عاد بسرعة ليسكب بعض الحليب في وعاء ليسقيها، وفي اثناء هذا طلبت ابنتي ميار ومريم اليه ان تربيانها، فوافق شرط ان لا تدخل البيت، لكنه سرعان ما نسي الأمر وباتت “بيكاسو” وهذا اسمها جزء من البيت.
وتضيف: بعد مدة فوجئنا بهر امام باب البيت، وبدلا من ان يهرب كعادة القطط حين فتحنا الباب، راح يتطلع في الوجوه، فعرفنا انه قط اليف تخلى عنه اصحابه، وتكرر طلب الاحتفاظ به مع عرض نبيل، اذ عرض ابنائي الثلاثة التخلي عن مصروفاتهم اليومية مقابل اضافة ” مشمش ” وهذا صار اسمه الى ” بيكاسو “، الأمر الذي رفض بالتأكيد مع قبول الضيف الجديد.
وتتابع: لن اتحدث هنا عن متاعب واجهها ابني الحسين في تربية القطتين في زيارات الطبيب البيطري وشراء احتياجاتهما، وسأكتفي بالقول ان الأمر تطور عند ابنائي الى اطعام قطط المحلة.
ميار ومريم واخيهم الحسين اولادها عرفوا مسؤوليتهم التي اوكلها الله لهم بان فضلهم على بقية الكائنات بالعقل والتفكير فاحتضنوا عدد من القطط ليراعوهم صحيا مع طبيب بيطري ويطعمونهن من جوع.
المفارقة، ان عددا من الباحثين اعلنوا أن الأشخاص الذين يمتلكون قططا أو كلابا أليفة في المنزل، تكون أعراض الإصابة بفيروس كورنا لديهم أقل حدة وخطرا، كما لاحظوا التأثير نفسه لمن لديه اتصال مع الأبقار والثيران.
وبينت نتائج الدراسة، التي أجراها الباحثون، أن وباء “كوفيد 19” يكون في مرحلته الخفيفة لدى الأشخاص الذين يمتلكون حيوانات أليفة.
ووجد الباحثون أن الفيروسات التي تصيب الأبقار والثيران شبيهة بالفيروس التاجي بنسبة 38.4% أما لدى الكلاب والقطط تكون النسبة حوالي 36.9، أي أن الأشخاص الذين لديهم تواصل مع هذا النوع من الحيوانات تتكون لديهم مناعة إضافية.
ويقول الطبيب البولندي سابينا أوليكس-كوندور، أن الأشخاص الذين يمتلكون حيوانات أليفة مثل القطط والكلاب، في حال إصابتهم بفيروس كورونا، تكون الأعراض بسيطة أو شبه معدومة عندهم، مشيرا إلى أنه يجب دراسة هذه الحالة بشكل أكثر توسعا، لأنها يمكن أن تكون مرتبطة بإصابة الحيوانات بالفيروس التاجي وتقوية جهاز المناعة، على وفق موقع “med-heal”.
يشار إلى أنه تم الحصول على نتائج الدراسة بعد مراقبة مئات المرضى المصابين بفيروس كورونا والذين يمتلكون حيوانات أليفة، حيث أشار الخبراء إلى أنه لدى القطط فيروس تاجي خاص بهم لا ينتقل إلى البشر، وعند تواصل البشر معهم يحصل الشخص على أجسام مضادة تحميه من العدوى بالفيروس التاجي الذي يصيب البشر.
وبذا فعلينا جميعا قبل اتخاذ اي قرار يخص كائنا اخترنا تحمل مسؤوليته ومنحنا ثقته ان نسأل ونتمحص بشأن اي موضوع يخص صحتنا قبل ان نضرب ثقتهم بعرض الحائط كي لا نندم فيما بعد وبعد ان تتكشف الحقائق.