رفسنجاني أكد وجود قضيا مشتركة للبلدين
بغداد – الصباح الجديد:
بعد أكثر من أحد عشر عاماً على دخول القوت الأميركية إلى العراق وقلبها نظام الحكم فيه تحاول إيران الإبقاء على العراق متماسكاً تحت سلطة حكومة مركزية، إذ تدفق آلاف الإيرانيين على السفارة العراقية في طهران معربين عن استعدادهم لقتال مسلحي جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) فعراق ما بعد صدام بات الأقرب إلى إيران اليوم.
وعلى الجانب الآخر من المعادلة تنتقد واشنطن سياسات المالكي الذي يتصرف بشكل لا يرضي الأكراد والسنة وتعلن عن استيائها من ذلك التصرف حتى قبل سقوط الموصل.
المالكي زار واشنطن في تشرين الأول (اكتوبر) 2012 واستقبله المسؤولون الأميركيون ببرود آنذاك إذ استغرب المراقبون من المعاملة التي قوبل بها في واشنطن حتى إن أعضاء الكونغرس طالبوا آنذاك بعدم بيع واشنطن للأخير أية أسلحة أو طائرات واليوم وبعد دخول العراق مرحلة ما بعد داعش فإن الدورين الإيراني والأميركي بديا واضحين فيه.
الرئيس الإيراني حسن روحاني قال لاحقاً إن “إيران مستعدة للقيام بأي شيء من أجل الدفاع عن الأماكن المقدسة في العراق” وهو أمر غير مقبول نهائياً من قبل سنة العراق والدول المجاورة مثل السعودية.
وبعد ثلاثة أيام من سيطرة مسلحي داعش على الموصل وجهت إيران دعوة عاجلة إلى نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان لزيارتها واجتمع الأخير مع مسؤولين إيرانيين وقدّم بعض التوضيحات حول غموض عمليات الجماعات الإرهابية، كما زار جون كيري وزير الخارجية الأميركي بغداد بعد أكثر من إسبوعين على أحداث الموصل.
كيري اجتمع مع المالكي وتباحثا حول الأوضاع الطارئة وفي اليوم التالي زار كيري أربيل واجتمع مع مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان والسياسيين الآخرين في الاقليم، وبعد يومين من انتهاء زيارة كيري رفض المالكي في مؤتمر صحفي تشكيل حكومة إنقاذ فيما قال كيري من واشنطن إنه لم يطلب من المالكي ذلك.
الصحفي الكردي نامو عبد الله الذي يعمل في الولايات المتحدة قال لـ”نقاش” إن زيارة كيري إلى العراق كانت المحاولة الدبلوماسية الأخيرة للولايات المتحدة للضغط على القادة العراقيين للاتفاق بينهم ومواجهة مسلحي داعش متحدين.
وأضاف نامو “يبدو إن كيري فشل في اقناع مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان بالتراجع عن محاولات المضي قدما نحو استقلال الإقليم وبعد عودة كيري مباشرة استهزأ المالكي بفكرة التوافق الوطني فيما زار البارزاني مدينة كركوك الغنية بالنفط ومن هناك أكد إن الأكراد لن ينسحبوا منها”.
محمد مجيد الشيخ السفير العراقي في طهران قال في مؤتمر صحفي مشترك مع السفير السوري في إيران في السادس والعشرين من حزيران (يونيو) الماضي إن هناك آلاف الايرانيين توافدوا على السفارة العراقية وأبدوا عن استعدادهم للذهاب إلى الجهاد في العراق.
لكن الخطوة العسكرية العملية جاءت من قبل الولايات المتحدة الأميركية حينما وصل العشرات من المستشارين والخبراء العسكريين الأميركيين إلى بغداد لمساعدة القوات العراقية وتقديم المشورة لهم.
ويؤكد نامو عبد الله حول ذلك “لا تستطيع الولايات المتحدة أن تتدخل عسكرياً في العراق وترسل جنودها، ففكرة إرسال الجنود لا تتمتع بالشعبية هناك ولا يجرؤ الديمقراطيون ولا الجمهوريون على الحديث عن تلك الفكرة، كما تشير آخر استطلاعات الرأي وبالتالي فإن أي تدخل عسكري أميركي يبدو مستبعداً”.
الى ذلك، اكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، استعداد بلاده لمساعدة العراق في حربه على الارهاب لكنه نفى وجود نية للتدخل العسكري. ولم يستبعد رفسنجاني تعاونا ايرانيا اميركيا لمساعدة الحكومة العراقية، مشددا على ان مواجهة الارهاب في العراق يصب في مصلحة واشنطن ودول العالم.
وفي لقاء مع صحيفة “آساهي” اليابانية، قال فسنجاني ان “سياستنا قائمة علي عدم التدخل العسکري في العراق فمساعدتنا له ستقتصر علي نقل بعض التجارب وتقديم الاستشارات العسکرية لادارة البلد بشکل افضل”.
وحول طبيعة التجارب التي يمکن ان تضعها ايران تحت تصرف العراق قال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام “تمر نحو 35 عاما علي انتصار الثورة الاسلامية، فنحن واجهنا في السنوات الاولي للثورة بعض الجماعات والزمر الارهابية ووضعنا حينها خططا ناجحة لمواجهة الارهابيين وبامکاننا ان ننقل تجاربنا في هذا المجال الي العراق”، مبينا “قبل الحرب المفروضة ولمدة عامين تصدت ايران للجماعات الارهابية واستطاعت ان تدحر جميع الجماعات الارهابية”.
وبخصوص التعاون المحتمل بين ايران وامريکا بشان العراق، قال رفسنجاني “هناك قضايا مشترکه للبلدين في العراق ولايوجد مانع امام تعاونهما”، مضيفا “لو رأي البلدان ضرورة التعاون المشترك فيمکنها ان يخططا لذلك”، لافتا الى ان “العراق يتصدي اليوم للارهاب وامريکا ايضا تعاني کثيرا من الارهاب ومن مصلحة جميع دول العالم ان يتم القضاء علي هذه الظاهرة المشؤومة”.
وفيما يتعلق بطبيعة التعاون بين ايران وامريکا في ملف مکافحة الارهاب، قال رئيس مجلس مصلحة النظام “لايوجد هناك اقتراح محدد، ولو عزم البلدان علي التعاون فيمکن رسم اطار لذلك. فامريکا تريد ان تعمل شيئا من اجل العراق ونحن کذلك ومتي ما عزمنا علي ذلك فسندخل في التفاصيل”.
وردا علي سؤال فيما اذا کان اقتراح التعاون سيتم تقديمه من قبل امريکا او العراق قال “الموضوع يتوقف علي الظروف. الموضوع ليس معقدا. فربما تقتضي الحاجة لتبادل المعلومات وربما يستلزم الامر ان يتم تقديم مساعدات مالية مشترکة وقد تقتضي الضرورة تقديم مساعدات فنية”.