أكدوا عدم تلقيهم دعم حكومي
بغداد – متابعة الصباح الجديد:
كشف مسؤولون محليون في صلاح الدين عن تشكيل مجاميع عشائرية مسلحة ذات طابع “سري لمقاتلة مسلحي تنظيم داعش الارهابي في شمال ووسط المحافظة، وقالوا ان “السرية” تضمن لهم عمليات نوعية وتحمي عوائلهم، وتشير المعلومات الى ان تلك الجماعات تعمل “بلا تنسيق” مع اي طرف حكومي، لكنها ثارت ضد الممارسات العدائية التي قام بها مسلحون ضد مدنيين وعمليات سرقة المنازل، ما تزامن مع قطع الرواتب وتراجع الخدمات في المحافظة.
يأتي ذلك في وقت “مثّل” عناصر من داعش بجثة احد شيوخ العشائر في شمال بيجي قبل قتله، اثر هجوم على قرية تربط بين كركوك وصلاح الدين على ذراع نهر دجلة، لاكثر من مرة خلال 24 ساعة، حيث اندلعت معارك ضارية بين العشائر و”داعش” اسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين.
ويقول ونس الجبارة القيادي في صحوات صلاح الدين بان “مجاميع سرية عشائرية بدأت تقاتل المسلحين في شمال المحافظة”، ولفت الى ان تلك المجاميع تعتمد السرية للحفاظ على نوعية الهجمات التي تنفذها ضد “داعش” وتحافظ على عوائلها من عمليات الثأر.
الجبارة يقول ان تلك المجاميع “لم تنسق مع الحكومة”، واخذت تنظم نفسها بشكل طوعي وتعتمد على اسلحة العشائر، ويشير الى ان اعدادهم بدأت تتضاعف حتى وصلت الى المئات، ما اتاح لهم الدعم من بعض شيوخ العشائر، وصاروا ينسقون عمليات ضد “داعش” مع العشائر في المناطق المختلفة منطلقين من قضاء بيجي الذي مازال تحت سيطرة المسلحين منذ سقوط الموصل.
ويرى القيادي في الصحوات ان “داعش” غررت ببعض الجهات، وقدمت نفسها بطريقة مختلفة عما بدأت عليه بعد ايام من فرض سيطرتها على بعض بلدات تكريت. ويقول الجبارة ايضا ان “المغرر بهم انتفضوا عليهم بعد ممارسات وحشية قام بها التنظيم ضد المدنيين”، لافتا الى ان قضاء الضلوعية (100 كم جنوب تكريت) ثار ضد “داعش” بعد ايام من دخول المسلحين، حين بدأت عمليات السلب والنهب، مؤكدا ان “القضاء اصبح اليوم آمنا وتطوع اكثر من 100فرد من ابنائه في سلك الشرطة”.
ويشير الجبارة الى ان عناصر داعش بدأوا يتصرفون مثل “قطاع الطرق” بالاعتداء على السكان ويمارسون السطو على المنازل، وترافقت تلك الممارسات مع تراجع الوضع الخدمي وازمة الوقود، واختفاء الاطباء والمواد الغذائية من الاسواق وقطع الرواتب، مما زاد في تذمر الأهالي ضد وجودهم، ودعم وجود “الجماعات العشائرية السرية”.
ميدانيا، يقول الجبارة ان القوات الأمنية تتقدم نحو تكريت، وصارت على مشارف المدنية، واصبحت قريبة على مبنى المستشفى العام في تكريت، كما أمّنت الطريق الواصل بين مركز الفرقة الرابعة التابعة للجيش والعاصمة.
وتحدث الجبارة عن هجوم تعرضت له قرية الزوية، وهي تبعد 20 كم عن شمال بيجي، من قبل تنظيم “داعش” فجر امس الثلاثاء، حيث تسكن عشيرة الجبور، وهي عشيرة محافظ صلاح الدين احمد الجبوري. مشيرا الى ان المسلحين اقتادوا احد شيوخ العشائر في القرية، فيما انتفض السكان عليهم، واستطاعوا تحرير الشيخ، قبل ان يقتل ويمثل في جثته في مواجهات اندلعت بين الطرفين في وقت لاحق واستخدمت فيها “داعش” الهاونات ضد الاهالي، ما اسفر عن قتل 14 مسلحاً، فيما قتل تسعة اشخاص من السكان المحليين بينهم امرأة.
ويؤكد الجبارة ان “داعش” استعانت بمسلحين من الموصل، لإدامة المعركة بعد ان واجهت مقاومة عنيفة من سكان القرية.
الى ذلك ينقل شهود عيان في المنطقة تفاصيل اخرى عن المعركة بين عشيرة الجبور في قرية الزوية و ”داعش”، ويؤكدون ان المسلحين هاجموا القرية مرتين خلال 24 ساعة، بعد ان حاولوا في المرة الأولى السيطرة على المنطقة التي تتمتع بميزة ستراتيجية لربطها بين صلاح الدين وكركوك عبر جسر غير مكتمل على نهر دجلة، ويسرقون “العبارات النهرية” و”الدوبات” المتواجدة في النهر. فيما نشبت معارك كبيرة بين الطرفين، اثر رفض السكان الانصياع الى الاوامر، وسرقة بعض السيارات الحكومية المتواجدة في القرية.
واضاف شهود العيان ان الخسائر كانت اكبر في صفوف داعش، بسبب استثمار الاهالي جغرافية القرية، والتخفي وراء سواتر “جبلية” تطل على الشارع العام الذي يمر من خلاله عناصر داعش، لكنهم يقولون ان الجيش لم يرسل سوى طائرة واحدة قصفت بشكل محدود، ولم تحسم الوضع.
ويشير مراقبون للشأن الامني في تكريت إلى ان “حجم المعركة في الزوية يظهر استعداد تلك المجاميع العشائرية للقتال”، لافتين الى ان معظمهم كانوا من الضباط السابقين، ويبدو انهم منظمون ومتهيئون لشن هجمات ضد “داعش”.
الى ذلك ينتقد عضو مجلس محافظة صلاح الدين خالد الدراجي تعامل القوات الأمنية مع الاوضاع “السيئة” في المحافظة. ويقول ان “الأزمة في صلاح الدين لن تحل بالطرق العسكرية وإنما سياسيا”.
ويضيف الدراجي ان “الجيش يتقدم ببطء باتجاه تكريت”، مشيرا الى ان البلدات التي تقع تحت سيطرة القوات الامنية هي “سامراء والدجيل وبلد”. فيما لاتزال تكريت، والشرقاط، والدور، واجزاء من طوزخرماتو، وبيجي بيد المسلحين.