اربيل – وكالات:
يبحث كتاب “مختارات قصائد لشعراء أكراد معاصرين” الذي طبعه دار آراس، من ترجمة آوات حسن أمين، في حداثة الخطاب الشعري الكردي، لمجموعة كبيرة من الشعراء الكرد، يحمل معه ضرورات البحث عن فضاءات ثقافية عميقة، تسهم في تكوين عناصر ومستويات هذه الحداثة، وهذا ما يجعل مقاربة النصوص الشعرية الجديدة في المنجز الشعري الكردي تمثلاً لوعي إشكالي يبدأ من التعرف أساساً على جوهر المكونات الشعرية للتاريخ الكردي الحافل بروح الانسان وقوته وسحره وطقوسه.
“مختارات قصائد لشعراء أكراد معاصرين”، يشير الى أن هذه التجارب الكردية المهمة بانحيازات واضحة للشعر الطبيعي الذي يجد في الطبيعة خصائص وملاذات وقيم وأفكار، مثلما وجد في الشعر الأخلاقي نمطاً جاذباً لربط الإنسان بالقيم والجمال والحب والتصوف، وقد كان لتأثيرات الروح الشرقية وعوالمها الساحرة والأثر العرفاني في التصوف والحلول والوصف التأثير الكبير على وسم القصيدة الكردية بتوشيحات ومعاني، ظلت شائعة معها الى حد بروز التحررية الى آفاق أكثر سعة وأكثر تعبيراً عن قوة الروح القومية وتوصيفاتها التي امتزجت فيها الطبيعة الملحمية والصورية مع قوة الانسان.
كما يبحث “مختارات قصائد لشعراء أكراد معاصرين” في الصور الشعرية المتنوعة لهؤلاء الشعراء، فمثلاً تميزت تجربة عبد الله كوران باندفاعاتها الحماسية نحو التجديد عبر قيم التحول الاجتماعي والسياسي والثقافي في الشعر العالمي وفي حركة التحرر العالمية، فضلاً عن الحولات الفنية والأسلوبية في الثقافات المجاورة.
كما أن شيركو بيكس استعاد قوة الطبيعة في قصائده ليجعلها فضاءه الواسع في إعادة تشكيل رؤاه وفق تحويلات رمزية وملحمية أكثر اندهاشاً.
كما أن الشاعرة كزال أحمد تحمل في قصائدها الهاجس بنوع من التوثب الذي يجعل اندفاعها صاخباً شهوانياً مفتوحاً على قوة الجسد /الطبيعة وليس الجسد/ الخطيئة، وهذه الثنائية هي جوهر اشتغالها الشعري الذي يتجاوز اشكالية الكتابة المرأوية المأزومة بأنوثة الأنثى الى اتساع الكتابة المكشوفة والمتعالية والصانعة لشرطها الوجودي في فعل الإرادة وفعل الحرية.
ويعالج كتاب “مختارات قصائد لشعراء أكراد معاصرين” مقارنة الصور الشعرية للكثير من الشعراء الآخرين، حيث يظهر جمال التعبير عند كل هؤلاء على حدا، إلا أن الجمال التعبيري عندهم يبقى يتمتع باستقلاليته ويبحث في الحب والجمال والتصوف والقومية بأبهى صوره.