بغداد ـ كاظم العمران:
ضيف مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، السفير المصري في العراق الدكتور احمد حسن درويش لالقاء محاضرة عن «تطور العلاقات العراقية المصرية».
وتضمنت المحاضرة التي حضرها عدد من الباحثين المعنيين بالشأن السياسي العراقي الخارجي استعراضا للعلاقات العراقية المصرية عبر التاريخ لاسيما في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاستثمار والسياحة وتأشيرات الدخول، فضلا عن العلاقات الثقافية بين البلدين الصديقين .
وأشار السفير المصري في معرض حديثه الى ان العلاقات العراقية المصرية لاسيما الاقتصادية والتجارية منها ، تتسم بأتساع أفاقها وتعدد مجالاتها وتوافر إمكانيات تطويرها مستقبلاً، مؤكدا بان هناك إمكانية متاحة تتمثل بحالة التنوع التي تمتاز بها اقتصاديات البلدين، وتسهم في النهوض بهذه العلاقات وبالتبادل التجاري والاستثمار الصناعي والزراعي والطاقة والسياحة والبناء والتشييد وغيرها.
وبين الدرويش بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد وصل الى نسب كبيرة ، مشددا بان هناك استعدادات متوافرة لدى المسؤولين لتطويرها لتكون اعلى مما كانت عليه، مقارنة بحجم التبادل التجاري بين مصر وبقية الدول العربية ، لافتا الى ان العلاقات الدبلوماسية قد اتسعت بعد ان كانت مقتصرة على مستوى قائم بالاعمال ، الا انها تطورت لتكون على مستوى تبادل السفراء، وعلى نحو يتوقع منه أن تمثل مصر مرتبة متقدمة نسبياً بين البلدان العربية المتعاملة اقتصادياً وتجارياً مع العراق.
وقال السفير المصري، هناك عوامل عدة تؤسس لبناء علاقات امتن وأقوى تتوافر فيها الإرادة السياسية على أعلى المستويات بين البلدين والرغبة الواضحة بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، وتشجيع استثمار الشركات المصرية في العراق، موضحا بان هناك استثمارات حالية على مستوى قطاع الكهرباء والقطاع الحي والصيدلي وغيرها من القطاعات ، والتي تأتي من اهتمام البلدين بالبحث عن آليات تفعيل هذه العلاقات ، فضلا عن وجود اتفاقات جيدة تؤطر للتعاون الاقتصادي وتنظم العلاقات التجارية بين البلدين.
وتطرق درويش الى موضوع التأشيرات بين البلدين، ووعد سعادة المصري عن إمكانية رفع هذه التأشيرات بعد زوال أسبابها المتعلقة بالأوضاع الاستثنائية بين البلدين، مبينا بان السفارة المصرية في بغداد قد منحت ما يقرب من 3 آلاف تأشيرة دخول العام الماضي، فضلا عن التأشيرات التي تمنحها القنصليتان في البصرة واربيل .
وفي نهاية المحاضرة فتح باب المناقشات والمداخلات التي ركزت على وجوب زيادة التعاون الثقافي بين الجامعات العراقية والمصرية، وغيرها من القضايا التي طرحت في اثناء المحاضرة عن العلاقة بين مصر والعراق .
يذكر ان البيانات تشير الى ان حجم التبادل التجاري بين مصر والعراق خلال الفترة (2005 – 2008) قد شهد اتجاها تصاعديا، وان عام 2008 قد شهد زيادة واضحة في حجم التبادل التجاري وبمعدل نمو سنوي بلغ 77%، اذ بلغ حجم التبادل التجاري في هذا العام 369 مليون دولار، ألا أن أجمالي التبادل التجاري في عام 2009 حافظ على نفس المستوى للسنة السابقة من دون أن تظهر زيادة واضحة في هذا الرقم حيث بلغ أجمالي التبادل التجاري 370 مليون دولار.
ولا شك إن حجم التبادل التجاري بين البلدين بنشاطيها الاستيرادي والتصديري لا تعكس قطعاً الإمكانات المتاحة للتبادل التجاري بين البلدين، والرغبة المتبادلة للارتقاء به، والإرادة السياسية المتوافرة، ولذا فأن البلدين يتطلعان الى أن يرتقي معدل التبادل التجاري إلى معدلات عالية تماثل معدلات التبادل التجاري بين العراق وبعض دول الجوار، حيث تمتلك مصر قاعدة إنتاجية صناعية تؤهلها للارتقاء بحجم التبادل، والاستحواذ على جزء من الطلب المحلي العراقي، وفي الوقت نفسه يمتلك العراق عددا من السلع القادرة على النفاذ، والمنافسة في السوق المصرية، لأنها تمتلك ميزة نسبية، وبالتالي تعزز حجم التبادل التجاري بين البلدي.