-1-
من النادر أنْ تظفر بمن لم يذق في حياته طعم العناء والأعباء الشاقة ،
حيث أنَّ الطريق ليس مفروشاً لنا بالورد والرياحين …
والصعوبات والمشاق والتحديات التي نواجهها عبر المسيرة الحياتية طبيعية ، فالدهر إن انْصَفَك فيومٌ لك ويوم عليك .
-2-
وقد تتراكم الهموم وتتعدد ، وتلعب الفاقة لُعبَتها المضنيّة فيقع الانسان في حيرة من أمرّه لا يدري ماذا يصنع ؟
وكيف يدفع عن نفسه تلك الأوضاع المرهقة ؟
-3 –
الايمان صمّام الأمان ،
وبذكر الله تطمئن القلوب .
وهذا هو الفارق الكبير بين من يلجأ الى ربّه الكريم يستعينُه ويسأله الفرج وبيْن غَيْرِهِ ممن لا يملك مثل هذه الروح ،وقد ينتهي القنوط، بِهِ الى الانتحار .
-4-
جاء في التاريخ :
ان الرسول (ص) دخل المسجد ذات يوم فوجد رجلاً من الانصار يكنيّ ( بأبي أمامه ) جالساً في المسجد في غَيْرِ وقتِ الصلاة فقال له :
يا أبا أمامه :
مالي اراك جالساً في غَيْرِ وقتِ الصلاة ؟
قال :
همومٌ لزمتني ،
وديونٌ ركبتني
فقال له الرسول (ص) :
” ألا أعلمك كلاماً اذا قُلْتَه أذهبَ اللهُ عزّ وجَلّ هَمَّكَ ،
وقضى عنك دَيْنَكَ ؟ “
لقد عزَّ على رسول الله (ص) – وهو الرحمة المهداة – أنْ يرى ” أبا أمامه ” وهو في غمرةٍ مِنْ أتعابه، يصارع الهموم والديون، فقرر أنْ يُنقذه مما يعانيه، ويبعده عن الجو الخانق الذي كان يعيشه .
وفي هذه النظرة النبوية الرحيمة ما ينطوي على أسمى معاني الانسانية والحرص على إغاثة المكروبين وإعانة المهمومين .
فقال ابو أمامه :
بلى يا رسول الله
قال (ص) :
قُلْ اذا أصبحتَ واذا أمسيتَ :
” اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن ،
واعوذ بك من العجز والكسل ،
واعوذ بك من البخل والجين ،
واعوذ بك
مِنْ غَلَبةِ الدَيْن وقَهرْ الرجال “
قال ( أبو أمامه ) بعد أنْ التزم بما علّمه الرسول (ص) :
( فقلتُ ذلك ، فأذهبَ اللهُ هميّ وقضى دَيْنِي )
فما الذي يمنعك – ايها العزيز – مِنْ أنْ تَلتزم بما قالَهُ الرسول (ص) للخروج من النفق المظلم ؟
أَخْرَجَنا اللهُ وايّاكم من المآزق والأزمات،
وكتب للعراق وأهله الأمن والسعة وراحة البال والاستقرار انه سميع الدعاء قريب مجيب .
حسين الصدر