بملاكات عراقية يبلغ عددها ٦٥٠٠ منتسباً
البصرة ـ اسامة العاني:
بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لتأسيس هيأة تشغيل الرميلة، أعلنت الهيأة عن تمكنها من رفع الإنتاج بنسبة ٣٦٪ منذ تشكيلها في حزيران من عام ٢٠١٠، حيث ارتفع معدل الإنتاج من ١,٠٦٦ إلى ١,٤٥٢ مليون برميل يوميا، وذلك بحسب ما هو مسجل لغاية شهر تموز من عام ٢٠١٧.
وفي حديثه بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لتأسيس هيأة تشغيل الرميلة، قال مدير الهيأة السيد أريال فلورس: «يعلم الجميع في الرميلة بأن الهيأة قد قطعت مسيرة متميزة، وغالبا ما تخللتها الصعوبات. ولا يمكن ذكر سبب وحيد لنجاحنا، إلا أن العمل بروح الفريق الواحد بين شركة نفط البصرة وشركة بي بي (BP) وشركة بتروتشاينا، هو من أهم الأسباب التي تقف خلف كل ما حققناه من إنجازات لحد الان. وما الأفراد الذين يتصببون عرقاً أثناء عملهم تحت حرارة الشمس اللاهبة في الصحراء، أو الذين يعملون حتى وقت متأخر من الليل، على تحليل البيانات و المعطيات، إلا أمثلة على ذلك العمل الجماعي.
كما إنطوت إنجازاتنا على قدر كبير من الإلتزام والإبداع والعمل الشاق، لذا أود أن أغتنم هذه الفرصة لشكر جهود جميع العاملين في الرميلة».
وبمناسبة الذكرى السنوية السابعة لتأسيس هيأة تشغيل الرميلة، قال نائب مدير الهيأة الخاص، عن الجانب الصيني، السيد فان جيانبنك: «لقد أظهرت شراكة هيأة تشغيل الرميلة ما يمكن تحقيقه عندما تجتمع سوية الخبرات والمهارات والطاقات التي يمتلكها الشركاء الثلاثة. فقد تحقق الكثير في غضون وقت قصير نسبيا. ونحن نتطلع قدما لمزيد من النجاح في الاعوام القادمة».
وتجدر الإشارة إلى أن هيأة تشغيل الرميلة هي مشروع مشترك يتألف من شركة نفط البصرة وشركة بي بي (BP) وشركة بتروتشاينا وشركة تسويق النفط (سومو)، وتضطلع بمسؤولية زيادة الإنتاج النفطي من أكبر حقول العراق النفطية. وقد قامت الهيأة بإنتاج أكثر من ٣ مليار برميل من النفط خلال الأعوام السبعة الماضية.
و من أبرز الأسباب التي ساعدت الهيأة على الوصول إلى هذه النتائج الجيدة، هو العمل المتواصل على إضافة المزيد من الآبار، لتجديد نشاط وحيوية حقل الرميلة النفطي. وقد وصل عدد الآبار لغاية الآن إلى ٥٩٥ بئرا منتجة، وهو ضعف عدد الآبار المنتجة التي كانت موجودة في حقل الرميلة عام ٢٠١٠، والتي كان يبلغ عددها ٢٧٦ بئرا.
ويأتي اليوم نحو ٦٨٪ من مجموع إنتاج حقل الرميلة، من الآبار التي كانت متوقفة سابقا، والتي تم إعادة تنشيطها، إضافة إلى الآبار الجديدة التي حفرتها الهيأة والبالغ عددها ٢٦٠ بئرا.
كما تعزى زيادة الإنتاج أيضا إلى البرامج المكثفة التي إعتمدتها الهيأة لتحديث معدات ومنشآت حقل الرميلة، وإجراءات العمل فيه، وذلك من خلال الإستثمار الكبير في مجال إدخال التقنيات الجديدة، وتدريب وتأهيل الملاكات العراقية التي يبلغ عددها ٦٥٠٠ فردا.
منذ انطلاقها، التزمت الهيأة بتطوير شروط السلامة والإعتناء بسلامة منتسبيها. فقد تم تقديم أكثر من ٢,٥ مليون ساعة تدريبية حتى اللحظة، وبواقع ٥٠٠,٠٠٠ ساعة مخصصة للسلامة، التي تحتل الصدارة في أولويات الهيأة.
وإضافة إلى غرس قواعد وإجراءات جديدة للسلامة في أذهان وسلوك العاملين، وتطبيق نظام السيطرة على العمل وآلياته، أدخلت الهيأة خدمة الرعاية الصحية، ذات المستوى العالمي، وعلى مدار الساعة لمنتسبيها، مع اسطول من سيارات الإسعاف وبناء أربع عيادات صحية، وتجهيزها بكافة المعدات الطبية الأساسية. كما تم تطهير ما مجموعه ١٤٣ كم٢ من الأرض من الذخائر غير المنفلقة.
كما ركزت الهيأة جهودها على بناء حقل رقمي. فخلاف لما كان سائدا في السابق، حيث كانت الرميلة تعتمد على التدوين الورقي التقليدي، تقوم الآن التقنيات الحديثة بتوفير فهم شامل وموسع لمكامن الرميلة المعقدة، إذ يتم مراقبة ٤٨٠ بئرا بشكل متواصل ومباشر من داخل مكاتب مقر الهيأة، مما يسهم في رفع مستوى الأداء وسرعة اتخاذ القرار لمعالجة الآبار، وإعادة إدخالها للإنتاج، وتقليل الجهود البشرية والزيارات الموقعية للآبار لتدوين المعطيات، عبر مساحة الحقل التي تبلغ ١,٦٠٠ كم٢، ناهيك عن الجدوى الاقتصادية المترتبة على ذلك.
إضافة إلى ذلك، وفرت الهيأة أحدث النظم والبرمجيات والمعدات لتعزيز وتحسين مجريات العمل اليومي، فيما تقوم شبكة اتصالات سريعة وكفوءة بربط اجزاء الحقل وتأمين التواصل بين مفاصله.
شهدت البنى التحتية لحقل الرميلة، تحسينات هامة من خلال إنشاء مقر الهيأة بمكاتب تتسع لألف موظف، وبناء أكاديمية لتدريب الكادر العراقي على التقنيات والعمليات الحديثة، وبناء قاعدة ضخمة للتجهيز، لضمان جهوزية الهيأة من حيث المعدات والمواد وقطع الغيار، فضلا عن بناء مركز صديق للبيئة لمعالجة النفايات، وبناء توسعة لمحطة معالجة المياه في كرمة علي لتعزيز طاقة برنامج حقن الماء، الذي تصل معدلاته الآن لمستويات قياسية، و يمثل احد الركائز الحيوية لتعزيز إنتاج حقل الرميلة الشمالية من النفط (من ٣٧٥,٠٠٠ إلى ٧٧٥,٠٠٠ برميل يوميا)، وإنشاء محطة جديدة للطاقة الكهربائية، التي من المقرر أن تدخل الخدمة العام المقبل. كما تم مد اكثر من ألف كيلومتر من الأنابيب، وبناء وتدشين ستة خزانات نفطية جديدة.