دعوة الى إعادة الانتاج

أمير الحلو

سررت لخبر عودة إنتاج سيكاير سومر الوطنية مع أني لا أدخن ولا أشجع على التدخين ولكن هناك أعداد كبيرة وفي مقدمتهم الشباب يفرطون في تدخين السيكاير الاجنبية وما تكلفهم من مبالغ قد يحتاجها البعض لشراء الطعام وتلبية أحتياجاته وأسرته في ضوء الارتفاع المستمر في الاسعار مع الاعتماد شبه المطلق على الاستيراد بسبب توقف الكثير من المصانع الوطنية عن الانتاج لآسباب مختلفة منها قدم مصانعنا أمام التطور الكبير الذي حصل في أنتاج شتى السلع وفي جميع الميادين، يضاف الى ذلك رخص أسعار المستورد في واجهة إرتفاع الاسعار المحلية المرتفعة برغم أن بعضها يفوق الاجنبي جودة خصوصا في مجال الصناعات الشعبية والسجاد وأثاث وغيرها، وقد أدت هذه الظاهرة الى توقف الانتاج المحلي وبالتالي التأثير على الاوضاع المعيشية للمنتجين وعمال تلك الصناعات التي لها جذور قديمة في تأريخ العراق.

من هذا المنطلق قلت أني فرحت بخبر عودة سيكارة سومر الى الاسواق لا تشجيعها ولكن لأنها بادرة قد تلتحق بها الصناعات الاخرى التي يطلبها المجتمع، والعراق قديم في صناعة السيكاير مثل البلاط ولوكس التي كنت أشاهدها في البيوت والمقاهي وحتى أماكن العمل، يضاف الى ذلك السجل النضالي البطولي لعمال التبوغ التي كانت بؤراً ثورية تنتفض من أجل الوطن وأوضاع الناس الفقيرة مما كان يسبب (صداعاً ) مزمناً لبعض الانظمة التي حكمت العراق.

أن سبب تدهور وتوقف الانتاج العراقي في العديد من المجالات يعود الى قدم أدوات الانتاج مقابل الانتاج الاجنبي المتطور وارتفاع الاسعار وعدم وجود جهود حكومية فعالة في تشجيع الانتاج الوطني وحمايته من المنافسة، وفتح الابواب أمام زيادة عدد المستوردين الذين يقومون بشراء أردأ الانواع وأرخصها سعراً وبيعها في العراق بأسعار أخرى، وهنا يخسر الوطن في مجالين أولهما تدهور الانتاج وثانيهما تبديد ثروة البلاد التي أصبحت تعتمد كليا على بيع النفط في مجالات (تحترق ) فيه الثروة الوطنية في مجالات استهلاكية غير منتجة وإدخال البضاعة الرديئة الى الاسواق والتي تتلف بسرعة فيضطر المواطن الى الشراء بأستمرار من النوعية نفسها وتبذير أموال المواطنين والعملة لصالح الشركات الاجنبية رديئة الصناعات.

لقد شهدت فترات كان فيها الانتاج المحلي هو المسيطر على الاسواق واقتصار المستورد على طبقات محددة.. وقد تبدد ت هذه الحالة تدريجياً وصولا الى فقدان الانتاج الوطني وغلق المعامل.

وهنا أتذكر أننا كنا نبدأ يومنا بالغسل بصابون الجمال والرقي ، وننظف أسناننا بمعجون كولينوس، ونفطر على الجبن والقيمر واللبن والحليب العراقي ولا نستورد خبز الحنطة والشعير من الخارج ونشرب إنتاج الحاج زبالة من المعجنات والعصير، بينما يفتح الطفل عينيه على الحليب والغذاء وأجهزتها الوطنية على عكسى ما يحصل الان من احتلال واستعمار العراق وسرقة ثرواته بطريقة أخرى تقوم على شل اقتصاده وانتاجه الوطني.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة