هشام الهاشمي
مؤرخ وباحث في شؤون الجماعات الإسلامية
شكلت الظاهرة الإسلامية «المتطرفة» عصب الأحداث الاجتماعية في منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي على السواء. كما القت بظلالها وغيومها الكثيفة على سماوات العالم العربي شاسعة الأبعاد; لأنها شقت الخارطة الأساسية لعدد من البلدان كأفغانستان والعراق وسوريا وأخيرا ليبيا. وأثارت زوابع دامية عن امتداد سنوات في الجزائر واليمن والصومال فضلاً عن انها نجحت في اختراق حلقات نشطة في دول مجلس التعاون الخليجي واخيراً كانت وما تزال تتفاعل بقوة ونشاط في البيئة الاجتماعية والأمنية للمملكة العربية السعودية بما يجعلها احد اخطر الخيارات المحتملة للمشهد في تلك المملكة التي عبثاً تنكر مسؤوليتها الفكرية والايدلوجية والمالية عن انجاب هذا الكيان المرعب والمعقد والقادر على التنكر والتخفي أو الصعود الى السطح.
«القاعدة» كانت الأم التي خرج من رحمها عدد كبير من الجماعات والكتل والتنظيمات ولكنها اتخذت في كل مرة مظهراً متجدداً. على المستوى التنظيمي جعلها بمنزلة مخلوق أميبي احادي الخلية قادر على العيش في ظل ظروف صعبة. وهكذا ظهر منها مايعرف بِتنظيم «داعش» وهو كناية عن الدولة الاسلامية في العراق والشام. ومع ان الادبيات عن المنظمة الام ومشتقاتها كثيرة للغاية الا اننا في العراق يبدو أننا معنيون بتقديم الصورة الأقرب عنها ولمعالجة مايكروسكوب تستحقها ويحتاج اليها كل باحث ومفكر ومواطن. وهنا، تنشر الصباح الجديد، وفي حلقات متتالية، مخطوطة كتاب قيد الطبع، للباحث والمؤرخ الإسلامي العراقي، هشام الهاشمي، بعنوان «داعش.. دولة الإسلام في العراق والشام».
)الحلقة الرابعة(
صور من طغيان تنظيم القاعدة:
1.عدم الأخذ عن العلماء بدعوى أنهم علماء سلطان،والاكتفاء بقراءة الكتب،أو فتاوى لجانهم الشرعية،ولو كانوا جهالا فيكفي العلم القليل مع الحماسة للقاعدة ليكون الحبل الوثيق لعلمه، ويكفي العالم النحرير أن ينتقد القاعدة في أمر ولو كان صغيراً حتى ينزل عليه غضب الأتباع فهي شهادة عمالته وصهيونيته وحربه على المقاتلين وسيبقى ذلك عارًا يذكر به مع تتابع الأزمان.!!
2. تطبيق فتاوى صدرت من بعض العلماء لملابسات معينة وجعلها قواعد مطردة.
3. ادعاء أن الجهاد مصلحة مطلقة، وأنهم أوصياء على الجهاد في العالم.
4. الخلط بين التكفير العام وتكفير المعين.
5. التعصب الشديد لآرائهم،وقياداتهم.
6.عدم عذر المخالفين لهم بالاجتهاد.
7.التساهل في دماء المسلمين، فضلا عن غيرهم.
وتجدهم يتساهلون في تفجير العبوات الناسفة،أو العمليات الإستشهادية،حتى لو وجد بعض أهل السنة أو نساء وأطفال بدعوى أن ذلك من التترس وأنهم سيبعثون على نياتهم !!.
8. استباحة دماء المخالفين، حتى لو كان ذلك المخالف من العلماء أو الدعاة أو المقاتلين.
منهج القاعدة القتالي في العراق:
خلايا القاعدة «المفارز « في العراق والدورات التدريبية:
اعتمدت كتائب التوحيد والجهاد التي عمل على تأسيسها المدعو(عمر بازياني) على نظام المفارز وقتال المفارز. وتحتاج حرب المفارز إلى إعداد من نوع خاص، يرجع ذلك إلى أن نقطة البدء في حرب المفارز هي مجموعة من الرجال المؤمنين بمبدأ، والذين لا يملكون من أسباب القوة إلا فيض هذا المبدأ على ذواتهم فقط. هم لهذا يبدأون من الصفر للإعداد لحرب المفارز، يقومون بإعداد التشكيلات المسلحة، وتهيئة المناخ السكاني والطموغرافي للعمل، فضلا عن توفير الحد الأدنى المطلوب من العتاد والمؤن والأسلحة والذخيرة.
المفرزة:هي عبارة عن ثلاثة اشخاص +عجلة صالون.
قائد المفرزة الذي يحمل معه مسدس ورمانة وهو يجلس بجانب السائق،والسائق الذي يحمل مسدساً ، وشخص ثالث يجلس في المقعد الخلفي وهو في الغالب له صفة الحارس الذي يحمل رشاشاً.
حيث ان كل ثلاث مفارز تشكل مجموعة ويضاف اليهم أمير المجموعة +وشرعي+أداري+مخزني. يكون مجموع المفرزة(13_15)شخصاً.
انواع المفارز:
*مفارز التحري والامن والخطف،حيث شغل منصاب امير امراء هذه المفارز حسن أزيرج ابوهدى،ومن ثم محمد نوري مطر،ومن ثم ابوعزام الجواري.
*مفارز المتفجرات والسيارات المفخخة،امير امراء ابوحفص المصري.
*مفارز الانتحاريين والعرب شغل منصب امير الامراء بدران تركي الشعباني(ابوعبدالله)وكان يساعده محمد ربيع الدليمي(ابوذر).
*مفارز الهيئة الشرعية والقضاء والمظالم وفصل النزاع والخصومات،وكان أمير أمراء ابوانس الشامي،ومن بعده الدكتور وليد الجبوري.
*مفارز التدريب البدني،العسكري،الالكتروني،التصنيع(الميكانيكي،الكيمائي) وقد شغل منصب امير الامراء ابومحمد اللبناني.
*مفارز الاعلام،المرئي والصوتي والالكتروني،وشغل منصب امير الامراء ابوميسرة العراقي.
ضوابط انشاء مفرزة في تنظيم القاعدة:
وتكون من 3الى فوق من الافراد تحت امارة احدهم والافضل عدم الكثرة لازالة الشبهات.تنصيب امير ويكون صاحب علم شرعي وقوة بدنية ومهارات عسكرية.
الامير له الحق المطلق في بث الاوامر ولا يلزمه احد برأيه علما ان الشورى غير ملزمة،اختيار الافراد المناسبين تحت امرة الامير،تكون الافراد من الثقات والمزكى، تجنب أي شك او ظن وحسن الظن بالاخرين،الامير يختار مقرباً له يكون مستشاراً خاصاً ، تنصيب نائب للامير في حالة مقتل الامير في معركة او اسره الامارة هنا خاصة.
القواعد الاساسية في المفرزة:
*ان تكون العقيدة على منهج محمد عبدالوهاب واحفاده شيوخ الدعوة النجدية وخالية من الشرك والبدع.
*ان تكون العقيدة مبنية على الولاء والبراء من الترويج الى توحيد الحاكمية وتكفير المجتمعات التي لاتحكم بما أنزل الله على طريق (سيد قطب) وبمنهج (مصطفى شكري) نفسه .
*ان تكون عقيدة قتالية وليست ارجائية وعلى منهج؛ كتابات سيد فضل(عبد القادر عبد العزيز) والشيخ عبدالله عزام،وابوبصيرالطرطوسي، وابومحمد المقدسي، وابوقتادة الفلسطيني، ويوسف العبيري، والشيخ حمود الشعيبي… والاعداء هم:حكام العرب المرتدين وجنودهم الاقرب فالاقرب ويليهم اهل الكتاب والمشركين.
*التبرؤ من الديمقراطية والانتخابية ومن الفرق الضالة المبتدعة المعطلة للقتال والموالية للعمل السياسي.
*البيعة ل(محمد عمر) أمير المؤمنين،ومن ثم البيعة ل(ابوعمر البغدادي) ولوزير الحرب(ابوحمزة المهاجر) عند الطلب.
الاستراتيجية في عمل تلك المفارز والخلايا:
ولما كانت الاستراتيجية تتأثر بالواقع سلباً وإيجاباً ، وكان الواقع في حرب القاعدة يبدأ بمجموعة صغيرة تؤمن بمبدأ أو عقيدة. فليس لهذه المجموعة إلا أن تتسلح بمبادئ استراتيجية معينة تتيح لها التأمين والنماء حتى تأتي اللحظة التي تستطيع فيها حسم الحرب لصالحها، وهذه المبادئ الاستراتيجية هي:
– العمل من خلال التأثيرالشرعي.
– تجنب الحسم والمواجهة العسكرية كما وقع في الفلوجة.
– الحرص على الحسم السياسي والعميات النوعية والاقتصادية.
– العمل على شغل الاعلام والرأي العام والحصول على التأييد الدولي المناسب.
التكتيك في طرق قتال المفارز:
ويتخذ التكتيك في حرب المفارز شكلين رئيسين، هما الكمين والإغارة، وبرغم تباين الكمين والإغارة في بعض التفصيلات الفنية، إلا أن كلا منهما يخضع لقواعد عامة لابد من مراعاتها في تكتيك المفارز أيا كان الشكل المتخذ فيه.
القواعد العامة التي تحكم تكتيك المفارز:
*الهدف التكتيكي هو انجاز الواجب(القتال) لا تحقيق النصر، ولذا يجب ترك العناد والإصرار إلا عند عدم التمكن من الفرار فحسب.
* يجب الحذر دائماً من حصار، والتملص فوراً من القتال عند بادرة ذلك.
* يراعى في الهجوم الحذر التام، مع مراعاة الضجة في الشرق والهجوم في الغرب.
* يجب الاعتماد التام على التخفي بالاندساس والاختلاط بالسكان المحليين. وخاصة المناطق الشيعية الامنة،والمناطق الراقية،مثل(حي العامل والاعلام والبياع والسيدية والقادسية والمنصوروزيونة وشارع فلسطين والجادرية).
* استعمال مخازن صغيرة مخفاة لا يعرف طريقها إلا عدد محدود، وتوضع المواد المطلوب تخزينها في أوعية من البلاستيك أو الصفيح أو الزجاج حتى لا يفسد بالمياه والرطوبة. كما في معاض السيارات في منطقة البياع والنهضة والمشاتل داخل مناطق بغداد والمدارس والاحياء الصناعية مثل الشيخ عمر والحي الصناعي في جسر ديالى وطريق معسكر الرشيد،ودوائر الدولة المهجورة..
*مراعاة تجنب النمطية والتكرار عند تنفيذ العمليات التكتيكية المختلفة.
* الاندفاع والتهور مرفوضان تماماً في تكتيك المفارز.
* المفاجأة والسرعة والحسم، أمور مهمة في تكتيك المفارز.
* مهاجمة الهدف وهو في حالة التحرك، لسهولة الإيقاع به في هذه الحالة.وخاصة عند الطريق السريع (محمد القاسم)وطريق القناة،وطريق المسبح،وطريق ملعب الشعب،وشارع فلسطين،والاحياء الراقية مثل زيونة والحارثية وشارع فلسطين.
* الاولوية في الهجوم على الوزارات المنعزلة لأثرها السيكلوجي، فضلا عما تؤدي إليه من إجبار العدو على الانتشار وتوزيع قواته، إضافة إلى توفر المؤن والسلاح بها بكميات كبيرة نسبياً.
* يجب سحب أسلحة ووثائق القتلى من رجال المفارز.
الهدف من اسلوب المفارز:
ولحرب المفارز هدف واحد، هو الحصول على نصر سياسي كبير من آلاف من الانتصارات العسكرية الصغيرة.
وتعتمد قيادات تنظيم القاعدة على المفارز لأجل (تحييد الإيجابيات وتعميق السلبيات) واعتماد الحرب الطويلة الأمد التي تعتمد على أسلوب اللدغات الصغيرة التي تكون في مجموعها جرحاً غائراً في الجبهة السياسية للهدف.ويتسلح رجال المفارز في سبيل تحقيق هدفهم السابق بالصبر التام، ولا يقبلون مطلقاً أي اقتراحات تنبع من فقدان الصبر أو تعجل الحسم العسكري.
وبالنظر إلى أن رجال المفارز يحسبون قوتهم بطريقة معنوية كما أنهم يقدرون لهذه القوة أن تنمو وتتزايد مع استمرار المعارك، فإنهم لذلك ينبذون تماماً أسلوب المعارك الفاصلة التي تؤدي في النهاية إلى هزيمتهم. ويبرر رجال المفارز هذا الأسلوب بالمبررات التالية:
* يتفق هذا الأسلوب مع مبدأ إطالة أمد الحرب إلى أقصى حد ممكن.
* كما أنه يتناسب مع فكرة تحرير الأفراد لا الأراضي إذ إن ما يهم رجال المفارز هو ازدياد التأييد الشعبي يوماً بعديوم،ولوعلىحساب التراجع المكاني.
* يساعد هذا الأسلوب على حماية القوة البشرية لرجال المفارز، بينما يؤدي إلى إنزال أفدح الخسائر بقوات العدو.
* يسمح هذا الأسلوب ببناء القوات مادياً وسياسياً في أثناء القتال.
* يتفق هذا الأسلوب مع فكرة الاعتماد على النفس.
المفارز وعلاقتها بالهيكل التنظيمي:
الزرقاوي يعد هو الذي وضع إستراتيجية المفارز بشكل عام، من خلال استهداف القوات الأميريكية وقوات التحالف، إضافة إلى استهداف الشيعة والأكراد، والبنية التحتية للدولة، والمنشآت الحيوية في البلاد، وبالتالي فإنه يوجه معظم عمليات التنظيم الكبرى، ويرسم إستراتيجيته وسياسته، ومن هنا فإن جميع التشكيلات العسكرية تتبع نهجاً محدداً في اختيار الأهداف، وفي معظم العمليات الصغيرة لا تحتاج المجاميع المنتشرة – من مفارز ومجموعات – في مختلف المناطق إلى أمر مباشر وهي متروكة لاجتهادات القادة الميدانيين بالتنسيق مع قادة الكتائب وأمراء المناطق، ويعد منصب نائب الأمير الذي تولاه أبو عبدالرحمن العراقي(دكتور وليد الجبوري)، حدثاً جديداً تطلبته ضرورات الواقع وحفاظاً على سلامة التنظيم، وهو يقوم بكل الأعمال مع الزرقاوي، ويطلع على كل الأمور المتعلقة بالتنظيم وسير عمله، وقد أوكل إليه الزرقاوي مهمة الاتصال بالعراقيين بشكل مباشر، وحافظ هو على الاتصال مع المقاتلين المتطوعين من خارج العراق.
ويقوم نائب الأمير بالإشراف على احتياجات المفارز التابعة للتنظيم وهي الجناح العسكري بقيادة الأمير أبو أسيد العراقي(خالد المشهداني)، وهو المسؤول الأول عن الكتائب والسرايا والمجموعات، العاملة والتنفيذية والمساندة، التابعة للتنظيم، وكذلك تم الإعلان عن تشكيل (فيلق عمر) في مواجهة (فيلق بدر) الشيعي، وهناك عدة كتائب رئيسة وعلاقتها مع القيادة العليا للتنظيم، مثل كتيبة الأمن والاستطلاع، والتي تقوم بفحص دقيق للأعضاء الجدد المنتسبين للتنظيم، وتقوم بجمع المعلومات عن الأشخاص والأماكن والأهداف المنتخبة للعمليات، وطرق قوات الاحتلال، والشركات المساندة لها من ناحية أمنية أو لوجستية، وتوجهات القوات الأميريكية، وتكتيكاتها العسكرية، والخطط المستقبلية لها وللحكومة، وتعمل على تجنيد العملاء داخل قوات الحرس الوطني والشرطة وشركات المقاولات العاملة، وشركات النقليات، وغيرها من الوظائف المهمة الحساسة. وتنتشر جماعات الاستطلاع بين الناس، وتقوم بتسجيل انطباعاتهم وتلمس حاجاتهم، وتعمل على جمع المعلومات حول الأشخاص المستهدفين بعمليات التصفية والاغتيال، سواء كانوا من أعضاء الحكومة أو البعثات الدبلوماسية، أو قادة الجيش والشرطة وغيرهم، فضلا عن استكشاف المناطق الحساسة والحيوية ومعرفة نقاط الضعف للاستفادة منها، وترفع جميع التقارير وبشكل دائم ومستمر إلى قيادة التنظيم، التي تقوم بدراستها والتشاور حولها وانتقاء الأهداف وأوقات التنفيذ، وتوجيه أوامر التنفيذ إلى الجناح العسكري وتشكيلاته للتنفيذ والإعلام بالنتائج لكل عمل تقوم به تلك التشكيلات.
وينبثق عن الجناح العسكري عدة مفارز، تسمى بمسميات مختلفة بعضها تحمل أسماء الخلفاء الراشدين مثل كتيبة أبو بكر الصديق، وفيلق عمر، وكتيبة ابن الخطاب، وبعضها يحمل اسم بعض قادة القاعدة في جزيرة العرب مثل كتيبة عبدالعزيز المقرن، وأبو أنس الشامي وأبو عزام العراقي (عبدالله الجواري) وأطلق على كتائب الاقتحام اسماهما، أما الكتائب الأخرى فهي تحمل الاسم نفسه الذي حملته قبل الانضمام إلى تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين في العراق، مثل كتيبة الرجال.
وزارة المحاربين القدامى وتعد كتيبة (الإستشهاديين) أهم الكتائب في تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وهي (كتيبة البراء بن مالك) وأميرها (أبو دجانة الانصاري)، وبداية التشكيلات العسكرية لاستخدام التنظيم العمليات التي ينفذها المنتمون لهذه الكتيبة بشكل واسع وكبير في ضرب الأهداف الحيوية، وهي تضم العدد الأكبر من المتطوعين العرب، وفي الفترة الأخيرة بدأ ينضم إليها أعضاء من العراقيين، ومن الجدير بالذكر أن الزرقاوي كان يولي أهمية خاصة لهذه الكتيبة لما لها من دور كبير في حرب الاستنزاف وقلة تكلفة العملية الواحدة منها من الناحية المعنوية والمادية، ولما تحدثه من أثر كبير في تحطيم معنويات جنود الاحتلال والمتحالفين معهم، ويشرف على هذه الكتيبة قادة ميدانيون مدربون وخبراء في عمليات تصنيع المتفجرات والتفخيخ والتوصيل، وتفجير العبوات سلكياً ولاسلكياً عبر الأجهزة الخاصة – ريموت كنترول – وعبر الهواتف الخلوية، وغيرها من الأساليب الأخرى.
ويضم التنظيم هيئة شرعية يرأسها (الشيخ أبو حمزة البغدادي)(عبدالله عبد الصمد المفتي) تقوم بإجراء الدراسات والأبحاث المطلوبة للجماعة، وتقوم بالرد على كل الشبهات الشرعية التي يحتاجها التنظيم في نشر معتقداته وأفكاره وممارساته، وأصدرت مؤخرا مجلة خاصة بالتنظيم، اسمها (ذروة السنام)، ووظيفتها دراسة الأحكام الشرعية المتعلقة بالمسائل والقضايا التي تخدم معتقدات وأفكار التنظيم، وتقوم بالرد على الادعاءات والفتاوى التي تمس الجهاد والمقاومة، وتغطي بعض أخبار الجهاد من ناحية القتال والمقاتلين والجبهات القتالية، وقد أسس هذه الهيئة أبو أنس الشامي، ولم يتم الإعلان بعد مقتله عن خليفة له في منصب رئيس الهيئة والمسؤول الشرعي، لأسباب أمنية للحفاظ على حياته، وينبثق عن هذه الهيئة الشرعية، محكمة خاصة – المحكمة الشرعية – (قاضي المحكمة ابوعاصم الجبوري _ علي عطية الجبوري الغرباوي) تقوم بالنظر في الدعاوى المتعلقة بمسألة التجسس داخل التنظيم، وتصدر أحكاماً على المختطفين والأسرى تصل إلى القتل في الغالب، وأحكامها قطعية وغير قابلة للاستئناف.
القسم الإعلامي للتنظيم يتولى رئاسته أبو ميسرة العراقي(انيس اسماعيل ابودعاء) (معتقل عند الاميريكان)، وهو يقوم بإصدار البيانات والنشرات والأشرطة المرئية والمسموعة، وقد لوحظ أن هناك تطوراً كبيراً على عمل هذا القسم حيث قام بإعداد عدد من الأشرطة تظهر قدراً من الاحترافية، ويتولى القسم الجانب الدعائي للتنظيم، ويعد مهماً في تجنيد واستقطاب أعضاء جدد في صفوف الجماعة، وأهم الوسائل التي يستعملها في نشر كل ما يصدر عنه، شبكة الانترنت التي يظهر التنظيم أيضا احترافية عالية في استخدامها من حيث صعوبة تتبع عناوين المشرفين على مواقعها، وصعوبة تتبع مستعمليها ، وابتكار أساليب جديدة متطورة باستمرار لتخطي مسألة الحجب والرصد، ويولي التنظيم أهمية كبيرة في عملية تدريب منتسبيه وأعضائه والمتعاطفين معه على كيفية استعمال الشبكة الالكترونية، وتعد مواقع التنظيمات الجهادية جميعاً من أهم الوسائل بالتعريف بالتنظيمات وأنشطتها، وإصداراتها المختلفة السياسية والعسكرية والشرعية.
ويوجد بالتنظيم لجنة مالية برئاسة (ابو اشرف الفلسطيني،محمد يوسف) تقوم بجمع الأموال المطلوبة لتمويل الأنشطة المختلفة، وهي تعتمد على شبكة من الناشطين المتخصصين في مجال جمع التبرعات من خلال التجار والمساجد، والمنتشرين في جميع أنحاء العالم، واسهم مفهوم الزكاة والصدقات في الإسلام في سهولة تحصيل الأموال، بكونه أحد أركان الإسلام، ويجب على كل مسلم أداؤها في مصارفها المحددة في آية الزكاة، وأهمها وأوسعها الجهاد، وكذلك لأن من يدفع المال فكأنما قاتل بنفسه، وبما أن تنظيم قاعدة الجهاد يتولى هذا الركن فإنه يسهل جمع الأموال على هذا الأساس، ولا يقتصر جمع الأموال داخل العراق، بل هناك شبكة من الأنصار في شتى أنحاء العالم العربي والإسلامي، فعلى سبيل المثال يوجد في الأردن ثلاث قضايا منظورة لدى محكمة أمن الدولة لمجموعات كانت تقوم بجمع الأموال لصالح الزرقاوي، وقد كان الزرقاوي يمسك بقبضة من حديد على الأموال في مرحلة مبكرة، وكان الحصول على عليها أثناء الفوضى أمراً يسيراً وبوسائل مختلفة.