ديالى ـ خاص:
اتهمت مصادر نيابية عن محافظة ديالى تنظيم داعش بشن ما اسمته حرب المياه ضد اهالي قضاء بلدروز شرق بعقوبة، محذرة من كارثة تطال ارواح اكثر من 130 الف نسمة، فيما طالبت قيادات محلية بتدخل عسكري لانهاء سيطرة التنظيم على بوابات سدة الصدور .
وقال النائب عن كتلة المواطن فرات التميمي الى ” الصباح الجديد” امس الاثنين ،ان” تنظيم داعش يشن حرب المياه ضد اهالي قضاء بلدروز ( 25كم شرق بعقوبة ) بعدما قطع مياه القناة الرئيسة لتأمين المياه الخام لمحطات الإسالة المسماة بــ( قناة الروز) القادمة من سدة الصدور منذ خمسة ايام متتالية، ما خلق شحة كبيرة في مياه الشرب، اضافة الى عدم قدرة المزارعين على ارواء مساحات شاسعة من الاراضي والبساتين الزراعية التي تشكل قناة الروز الشريان الرئيس لها”.
وحذر التميمي من ” كارثة انسانية قد تطال ارواح اكثر من 130 الف نسمة يمثلون سكان بلدروز والقرى المحيطة به في حال استمر قطع المياه من قبل داعش”، لافتا الى “ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة من قبل السلطات الحكومية قبل تفاقم الامور الى حد خطير”.
من جانبه قال رئيس المجلس البلدي لقضاء بلدروز مؤيد نورز ان ” آخر دفعة من المياه تم ضخها للاهالي اليوم ولـم يبقى اي خزين للمياه الخام من اجل معالجته في محطات الإسالة”، عادّاً ما يحصل “كارثة خطيرة تهـدد ارواح آلاف مـن الاهالـي”.
واضاف نوروز ان” قناة الروز الاروائية قطعت من قبل داعش منذ ايام عدة” مبيناً ان ” الحل الامثل هو بتدخل عسكري قوي ينهي سيطرة التنظيم على بوابات سدة الصدور من اجل تأمين اعادة جريان المياه باتجاه القضاء، وبخلاف ذلك ستكون العواقب الانسانية وخيمة للغاية في ظل بروز ازمة شحة قاسية بدأت تلوح بالافق بالوقت الحالي”.
الى ذلك اكد مصدر امني مطلع في ديالى بان” تنظيم داعش يسيطر على اجزاء من سدة كونكريتية تعرف باسم( سدة الصدور 45كم شمال شرق بعقوبة) وبواباتها تؤمن المياه لعدة انهر فرعية منها قناة اروائية تسمى بالروز، وهي تمثل الشريان الرئيس للمياه التي تغذي محطات الاسالة لمناطق بلدروز والقرى المحيطة بها، اضافة الى انها تؤمن مياه سقي الاراضي والبساتين الزراعية في مناطق ساشعة”.
واضاف المصدر ان” داعش قطع المياه عن قناة الروز في مسعى منه لايذاء عشرات الآلاف من الاهالي في بلدروز لانهم ببساطة رفضوا مبايعة التنظيم او جعل مناطقهم حواظن له”، عادّاً ما فعله داعش ” عقاباً جماعياً للأهالي بسبب مواقفهم الوطنية”.
واشار المصدر الى” اجتماع امني رفيع سيجري عقده في الساعات المقبلة لوضع خطة امنية متكاملة تسهم في تطهير سدة الصدور من قبضة داعش وتأمين عودة تدفق المياه الى قناة الروز لمنع حصول كارثة انسانية”.
في السياق ذاته قال المراقب الأمني في بعقوبة مروان الجبوري ان ” بقاء سدة الصدور بقبضة داعش خطأ كبير ارتكبته القوى الأمنية لانها تركت موقعاً ستراتيجياً في قبضة تنظيم متطرف لايتهاون في فعل اي شي من اجل ايذاء الابرياء”.
واضاف الجبوري ان” السدة تخضع لسيطرة داعش منذ اسابيع لكن لم تسلط الاضواء الاعلامية على الامر بسبب كثرة الاحداث الامنية التي تمر بها ديالى خاصة في التطورات الحاصلة بملف المعارك الضارية ضمن حدود حوض العظيم 60كم شمال بعقوبة”.
واشار الجبوري الى ان” ازمة بلدروز وضعت النقاط على الحروف وبينت ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة لمنع داعش من استخدام المياه كسلاح في إبادة جماعية للاهالي اضافة الى تأثير ما يحدث على القطاع الزراعي وتدميره خصوصاً هو يؤمن مصادر رزق نحو 50% من اهالي القضاء”.
وتوقع الجبوري ان” تشهد منطقة سدة الصدور عمليات عسكرية عنيفة في الأيام المقبلة لإنهاء سيطرة التنظيم على بوابات التحكم في المياه وتأمين اعادة تدفقها من جديد صوب بلدروز والقرى المحيطة بها لتجنب حصول كارثة انسانية قاسية”.
ولفت مراقب أمني آخر عيسى العبيدي ان” الاجهزة الامنية اعلنت مرات عدة بأن جميع سدود المحافظة تحت سيطرتها ثم نتفاجىء اليوم بان سدة الصدور لاتزال في قبضة داعش” مبينا ان “مافعلته الأخيرة بقطع المياه عن بلدروز منذ خمسة أيام يمثل فعلا اجرامياً خطيراً للغاية”.
وكانت مصادر في دائرة ماء ديالى تحدثت عن وضع خطة طوارىء لتأمين المياه الى اهالي بلدروز من المناطق القريبة عن طريق الصهاريج في حال ازدياد الامور سوءا في الفترة القادمة.
واضافت ان” ادارة ومجلس ديالى تعي خطورة مايحدث وشكلت غرفة عمليات عليا من أجل تأمين مياه لشرب لأهالي بلدورز في ألايام المقبلة لتفادي شحة كبيرة قد تؤدي الى كارثة انسانية”.