من تُرهات الشعر والكوابيس

عاصم الرفاعي

خيمائية الزمن

النسيانُ عافيةُ الذاكرة

حيثُ الحقائق المطلقة 

أشبه ما تكون 

بالضغطِ على زر الحياة

ولمرةٍ واحدة فقط

قد تأخذُ الأشياءُ كالمعتاد

أشكالها المستقرة

قد تقولُ الشجرة

مللتُ اخضراري

فمتى يحين الخريف

وقد يُصابُ شحرور بنوبةٍ للبكاء

كلُّ هذا 

كان اجتراراً لما كان أو سيكون

حيثُ كان يُفترضُ ولا ينبغي

أن تكون القصيدة

مقبرة اللغة

هكذا يرتدي الشاعرُ عُريَ الكون

ناطقاً باسم الخليقة

هكذا يتشيءُ العدمُ الصفيق

ليأخذَ سمتَ

وكياسة الأشياء

حيث النهر نهر

والحصاةُ حصاة

وحيثُ الحياة

كميةً معطاة

لا تزيدُ ولا تقل

كحروف البسملة

اذن

لماذا؟

وكيف ؟

وحتام ؟

يبقى الذهولُ ذهولاً

والرؤى ذات الرؤى 

في عينِ شاعر

فهل كان ذاك الأمس

حبلى بهذا اليوم

واليوم يتوحمُ بغدِ

اذن

هي كذبةٌ كبرى

يصدقُها الغادون

والرائحون

الأموات والأحياء

ومَن ليس لهُ الوقت

أن يرى زمناً

يؤقتُ في ساعةٍ

معلقةٍ على الجدار

أو ساعةٍ في اليدِ

هي الخدعةُ والخديعةُ

في تكتكةِ 

أو هي الحركة المربكة

لما يسمونهُ بالزمن

توليف ما بعد الارتكاس

لي وحشتي التي لا تُطاق

أنا المزكومُ برائحةِ القدر

لي مرايا تُعاندُ أن تعكسَ وجهي

ولي وجهٌ يشاكسُ كلَّ المرايا

يُعانُدها في غيابِ ملامحهِ

لي غيبتي في حضرة الأموات

وللأموات اقامتهم في حضرتي

لي خشوعي اذا ما صليتُ كالأشجار

وحدي

ولي خجلي

أنا المُريدُ

العارفُ

الشيخُ

المُعنّى والمُغني

لي السلوان في رقصٍ وفي ضربٍ

على الدفِ

لي كسوفي وخسوفي

لي رجفتي ورعافي

لي ما ليس للناس

من حيفٍ ومن أسفٍ

لي كلُّ شيء 

ولا شيء لي

لي ما يسمى بنزيفِ الشعرِ

لكن لا قصيدة

أول الكوابيس

سقطت في الظلِّ شمسي 

فكان موتي

وكان عُرسي

وكان آتٍ يغذ الخطى

فحاصره في مذبحٍ أمسِ

صليتُ لامرأةٍ

صلت لأجلي

وتعوذت من تلبيس ابليسِ

تعوذت لي

قبل تعويذي لها

اذ أيقنتُ

أن الكوابيس – كوابيس

من تلبيسِ

ابليسِ

آخر الكوابيس

ذات ليلة

وبعد نومٍ عميق

استيقظتُ وفي جسدي

شهوةُ ميتة

قلتُ لا بأس

لعلها شهوة الحنين

الى لا حياة

ولربما هي شهوة النسيان

تفتكُ بي

بذاكرتي

لكي أنسى

بأن علاقتي مع الوجود 

لا زالت حميمة

ومع الخليقةِ أيضاً

لكنني بعض الشيء

قد أعترض 

وقد أختلف

أن أُصلب بعد نومٍ عميق

وفي كابوسٍ مريع

على خلاف

قد تهون المقصلة

قد تهون مفخخةٌ

أو رصاصة

قد تهون قُصاصة

تحملُ ما بين طياتِها

أمراً بقتلي

كلُّ أشكالِ موتٍ

تهون

الا الموت

بكابوسٍ مُريع

وأنا أغطُّ 

في نومٍ عميق

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة