سها الشيخلي*
لابد من الحديث بحرية لكنها ملتزمة وليست حرية منفلتة وشفيعنا في ذلك تزامن اليوم العالمي لحرية الصحافة ، وانطلاقا من هذه المناسبة اود القول ان هذه الحرية التي نوهم انفسنا بالتمتع بها هي حرية مقيدة بكل المقاييس ، لا اتحدث من دوافع شخصية ولا من اجل الطعن بهذه الحرية بل اقول بكل صراحة اننا كرعايا لصاحبة الجلالة الصحافة نجد احيانا الحرج من القول امام الملأ اننا صحفيون ، خاصة امام القوات الامنية، ذلك لأننا نعلم جيدا اننا غير مرغوبين على الاقل في نظر رجال السيطرات وافراد الحمايات وبعض صغار رجال الشرطة والجيش، اما المراتب العليا فهم على الغالب يتفهمون عملنا ويقدمون لنا كل مساعدة ممكنة خاصة لدى التقاطنا لبعض الصور في الشوارع العامة، وكما قال زميلي الصحفي رئيس مرصد الحريات الصحفية في احتفال يوم حرية الصحافة العالمي ان (الشرطي يمكن له ان يسمح لشخص يحمل سلاحا ان يمر عبر نقطة تفتيش، لكنه لا يسمح بتاتا بمرور صحافي يحمل كاميرا ) وهذا ما حدث لي قبل سنتين عندما وقفت لأصور مبنى بدالة وبريد باب المعظم لحاجتي اليها في تحقيق يتحدث عن المباني المدمرة والتي ما زالت لم تشهد الاعمار، وكأنني ارتكبت جرما كبيرا بحق الوطن ، تقدم نحوي اثنان من رجال الامن وقد اشهرا بوجهي السلاح وهما يصرخان توقفي ايتها المرأة ، واعطنا الكاميرا لكي نحطمها ونعيدها لك ، توقفت عن التصوير وطلبت منهما اخذي الى الضابط المسؤول ، لم يوافق الرجلان وعندما اخرجت هويتي الصحفية واصراري على مقابلة المسؤول حتى لو كان وزيرا للداخلية او الدفاع ، انصاع الرجلان واقتاداني وكل واحد منهما يمسك بذراع وكأنني مجرمة او قاتلة وجداني متلبسة بالجرم المشهود .
ومن حسن حظي كان المسؤول متواجداً على مقربة من مقر السيطرة ، والذي استمع الى ملاحظتي بهدوء وهي المطالبة بوضع لافتة ( ممنوع التصوير ) ، وطلب من رجال السيطرة ارجاع الكاميرا بعد ان فحص الصور التي التقطتها واعتذر مني بكل ادب وبرر خشونة رجال الحراسات بحرصهم الشديد على السلامة العامة .
وتشير منظمة حماية الصحفيين بهذه المناسبة الى مقتل 100 صحفي خلال العشر سنوات الماضية ، مع التأكيد ان العراق يحتل المرتبة العليا بين الدول التي لم يتم التوصل الى قتلة الصحفيين حيث يتم تسجيل كل تلك الجرائم ضد مجهول ، الا قاتل المر حوم محمد بديوي .