ورشة توعوية لحماية الأطفال من مخاطر المواقع الالكترونية

الشرطة المجتمعية أسهمت بوقف الكثير من حالات الإبتزاز الالكتروني

بغداد – الصباح الجديد:

دعا اللواء الدكتور سعد معن المهتمين بشؤون تربية الطفل وإعداده وتنشئته الى القيام بمراجعة شاملة وحقيقية لما تتعرض له الطفولة في العراق من مخاطر، جراء توجهات برامج وأجهزة وتقنيات ذكية ومواقع الكترونية، تبث مختلف توجهاتها وتستهدف الطفولة في المقام الاول، مشيرا الى أهمية أن تكون هناك نقطة شروع لكي يقوم الآباء والقائمون بشؤون تربية الطفل ومقدمو الخدمات من جهات مختلفة، إضافة الى وسائل الإعلام التي ينبغي أن تنهض ببرامج توعية وتثقفية، لكيفية تجنيب شريحة الطفولة ما تتعرض له من إبتزاز وتنمر، ومن ممارسات سلوكية تصل حد الإنحراف أحيانا.
واشار اللواء سعد معن في الورشة التي جرت في قاعة الحمراء بفندق المنصور ميليا ببغداد، الى الاستفادة من العمق الحضاري للعراق وغرس القيم الإيجابية ونبذ القيم والتوجهات السلبية والضارة، والعمل على تحصين توجهات شريحة الطفولة من أن ينتهي بها المطاف للسير من القيم الايجابية الى ممارسات سلوكية سلبية وضارة، تشكل انحرافا في السلوك ينبغي التصدي له من كل الجهات المهتمة بشؤون الطفولة والتنشئة الاجتماعية بمختلف أشكالها وتوجهاتها، إن أريد للطفولة في العراق أن يتم حمايتها من تأثيرات ضارة، جراء استخدامات الاجهزة الذكية والمواقع الالكترونية التي تبث دون رقيب، وتستهدف قطاعات حيوية من الشباب من مختلف الأعمار، وهم يتلقون سيلا هائلا من تلك الرسائل التي يعد البعض منها يدخل ضمن المحتوى الهابط والمتدني أحيانا، نتيجة استخدامات غير صحيحة لتلك الأجهزة، وما تتركه من تأثيرات خطيرة وضارة على سلوك الشباب والطفولة على وجه الخصوص.
وقد أعدت مديرية العلاقات والاعلام وبخاصة قسم الشرطة المجتمعية فيها إستبيانا لمناسبة اليوم العالمي لـ «الانترنت الآمن» من قبل قسم الشرطة المجتمعية بمديرية العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية، بالتعاون مع مؤسسة «أم اليتيم للتنمية»، عبر ورشة تم تنظيمها لإستعرض نتائج استبيان تم اعداده لهذا الغرض.
وعرض السيد حسين الربيعي وهو أحد الباحثين في المركز الستراتيجي للدراسات بدائرة الشرطة المجتمعية التابعة لمديرية العلاقات والاعلام بوزارة الداخلية خلال الورشة بحثا قام باعداده، تحت عنوان «إستبيان قياس مدى وعي أولياء الأمور ومقدمي الخدمات عن كيفية حماية الاطفال من مخاطر الاجهزة الذكية والموقع الالكترونية».
وناقشت الورشة من خلال إستبيانها نتائج «إستبيان قياس مدى وعي أولياء الأمور ومقدمي الخدمات عن كيفية حماية الاطفال من مخاطر الاجهزة الذكية والمواقع الالكترونية».
وعرض الباحث نتائج الدراسة الاحصائية على آراء أولياء أمور أطفال، من خلال عينة شملت 400 من مختلف الأعمار ومن مختلف تحصيلهم الدراسي، لمعرفة مدى قدرتهم على السيطرة على أطفالهم من تاثيرات برامج الانترنت والمواقع الالكترونية والأجهزة الذكية.
وإختيرت عينة الدراسة من بغداد من مناطق الكرخ والرصافة، ومن محافظات الانبار وصلاح الدين والنجف.
ووجه الربيعي الدعوة لأولياء الأمور من الاستخدام غير الواعي للانترتيت والاجهزة الذكية وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا الى تزايد مظاهر الابتزاز الالكتروني والتنمر ومظاهر سلوك سلبية نتيجة تعرضهم الى ساعات طويلة لليوتيوب والتيك توك والفيسبوك وانستغرام.
وحضر الندوة وأعمال الورشة عدد كبير من المهتمين بشؤون البحوث التربوية والنفسية والإعلامية من مختلف التخصصات ووزارات ومنظمات حكومية ومجتمع مدني ومراكز بحثية.
وكانت السيدة عامرة البلداوي رئيسة مؤسسة «أم اليتيم للتنمية» قد القت كلمة في الإحتفالية، أثنت فيها على الجهد الكبير الذي تقوم به دائرة العلاقات والاعلام بوزارة الداخلية ومديرها اللواء الدكتور سعد معن، وما قدمته الشرطة المجتمعية من إسهامات فعالة لوقف الكثير من حالات الإبتزاز الالكتروني، وكرمت القائمين على هذا الإستبيان، مشيدة بالبحث القيم الذي جرى عرضه، وما إحتواه من تشخيص واقعي ومضامين وبيانات رقمية حقيقية، بشأن مايتعرض
له أطفال العراق من مخاطر الاجهزة الذكية والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي عموما، داعية كل الجهات المهتمة بشؤون التربية الى إيلاء الاطفال ومراقبة ما يتعرضون له من ساعات بث الكتروني طويلة راح الكثير منها يترك تأثيرات ضارة وهدامة، نتيجة عدم قدرة كثير من أولياء الأمور من السيطرة على سلوكيات أطفالهم خلال تعرضهم لبرامج الانترنت.
وأشاد الحضور بنتائج الإستبيان الذي أجرته الشرطة المجتمعية بمديرية العلاقات والاعلام بوزارة الداخلية، وأشادت بجهود اللواء سعد معن في تشجيع المنهج العلمي الاحصائي في إعداد بحوث ترتقي الى البحث العلمي الأصيل، وما صدر عن البحث أو الإستبيان من إشارات ومؤشرات، يمكن أن تكون طريقا يسهل عمل الدارسين في معالجة مخاطر ما يتعرض له الأطفال في العراق من مؤثرات الانترنت، وما يطلعون عليه من برامج ومواقع الكترونية، قد تفسد أذوق أطفالنا وتؤثر سلبا على قيمهم وتؤدي الى تخريب تفكير الطفولة والشباب عموما، عندما لن يجدوا من وسائل التحصين مايحول دون أن تترك تاثيرات الانترنت سلوكياتها الضارة بالتقليد الأعمى.
وقد عرض باحثون ومهتمون بالشأن التربوي من تخصصات تربوية وإعلامية وجهات نظرهم، بشأن قدرة أولياء أمور الطلبة والجهات التي تقدم خدماتها للاطفال في كيفية التقليل من مظاهر حملات دعائية مختلفة تروج عبر الأجهزة الذكية ومنها الموبايلات والمواقع الألكترونية وتخترق حساباتهم، حيث تكون البعض من توجهات شبكات الانترنت ضارة وتؤثر سلبا على توجهات الأطفال وتنشئتهم وتربيتهم، وهو ما يتطلب وعيا مجتمعيا وتربويا، للإسهام بالحد من تلك المظاهر الهدامة في توجهات وسائل التواصل الاجتماعي والاجهزة الذكية والمواقع الألكترونية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة