أسواق النفط مطمئنة لسياسة «أوبك +» حيال حدوث الازمات

رغم انخفاض الأسعار ..

متابعة ـ الصباح الجديد :
تراجعت أسعار النفط الخام مجددا مع عودة القلق من ضعف الطلب واحتمال رفع أسعار الفائدة.
وتلقت الأسعار بعض الدعم بعدما قال الاتحاد الأوروبي إن الأجواء أقل تفاؤلا حيال التوصل إلى اتفاق سريع على إحياء الاتفاق النووي، ما يعني تأخير عودة لنحو مليون برميل يوميا من الخام إلى السوق.
وقال محللون نفطيون إن “أوبك +” أرسلت إشارة واضحة بجاهزية المجموعة للتدخل في السوق وإعادة الاجتماع “في أي وقت”، معتبرين أن قرار المجموعة بخفض الإنتاج جاء انطلاقا من قناعة قوية بأن عديدا من دول “أوبك +” تكافح من أجل الوصول إلى الحصص المطلوبة بالفعل.
وأشار المحللون إلى أن المخاوف من التباطؤ الاقتصادي العالمي تهيمن على السوق، حيث تسعى المجموعة إلى استقرار وتوازن السوق، مبينين أن قرار المجموعة الأخير هو أول تخفيض في أهداف الإنتاج في 22 شهرا ويعيد الحصص إلى مستويات آب الماضي.
ولفتوا إلى استمرار معاناة بعض دول “أوبك +” من نقص الاستثمار أو بعض المشكلات الفنية الأخرى، مشيرين إلى يقظة “أوبك +” في مراقبة وضع السوق بشكل أكبر، خاصة مع مناقشات مجموعة السبع بشأن وضع سقف سعر للنفط والغاز الروسيين، موضحين أن هناك كثيرا من أوجه عدم اليقين في السوق.
وقال سيفين شيميل مدير شركة “في جي أندستري” الألمانية، إن الأسعار تراجعت رغم أن قرار خفض المعروض يدعم فرص نمو الأسعار وهو ما تحقق بالفعل عقب القرار مباشرة، لكن السوق قامت بتقييم مستوى الخفض الذي عدته رمزيا، مشيرا إلى أنه من الناحية العملية تكافح معظم دول “أوبك +” بالفعل للوصول إلى مستوى حصصها المعهودة.
وأكد أن جاهزية المجموعة لعقد اجتماع جديد قبل حلول الاجتماع الشهري في 5 تشرين الأول المقبل يطمئن السوق بتأهب واستعداد المنتجين ورغبتهم في التدخل السريع في أوقات الأزمات لدعم الاستقرار والتوازن خاصة أن وضع السوق الحالية يتسم بعدم اليقين واتساع تأثير المخاطر الجيوسياسية عليها.
من جانبه، ذكر روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، أن الرغبة في خفض الإنتاج تدعم فرص الوصول إلى أهداف سعرية أعلى، لكن “أوبك” منذ البداية أكدت عدم استهدافها أي مستويات سعرية وإنما تعمل على توازن السوق وبقاء الأساسيات في حالة جيدة ومستقرة وتقليل تداعيات المخاطر الجيوسياسية عليها.
وأشار إلى أهمية التحذيرات التي أطلقتها اللجنة الفنية لتحالف “أوبك +” خاصة ما يتعلق بنقص السيولة وبقاء السعة الاحتياطية محدودة للغاية، إضافة إلى بقاء خطر حدوث اضطرابات شديدة مرتفعا في السوق، مبينا أن خفض الإنتاج جاء في صالح السوق ووفق رؤية المنتجين وعلى الرغم من ضغوط واسعة قام بها المستهلكون لزيادة الإنتاج بالرغم من الصعوبات الراهنة في الاستثمارات الجديدة في الصناعة.
من ناحيته، قال ماركوس كروج كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، إن مخاوف نقص الإمدادات عادت لتتصدر المشهد في السوق، مبينا أن نهاية العام الجاري ستشهد تحديات واسعة في سوق الطاقة خاصة في موسم الشتاء وهو ما يشهد ارتفاعا كبيرا في الاستهلاك وتتفاقم الأزمة مع بدء حظر الاتحاد الأوروبي واردات الخام الروسي المنقولة بحرا في كانون الأول المقبل واتجاه دول مجموعة السبع لوضع اللمسات الأخيرة على خطة فرض سقف لأسعار صادرات النفط الخام الروسية.
بدورها، أكدت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية، أن احتمالات ارتفاع استهلاك النفط لتوليد الطاقة هذا الشتاء مع استنفاد إمدادات الغاز أبقت أسعار النفط الخام الفعلية مرتفعة عن نظيراتها في العقود الآجلة، بينما يكبح الارتفاعات السعرية احتمالية حدوث ركود عالمي مدفوعا في جزء كبير منه بارتفاع أسعار الطاقة.
وأشارت إلى أن إجراءات الإغلاق المتجددة في عديد من المدن الصينية جددت مخاوف من تباطؤ الطلب على النفط بينما على جانب العرض لا يزال الاتفاق النووي يتعثر في خطط إحيائه، مبينة أن الخفض الجديد في الإنتاج سيساعد على الاحتفاظ ببعض الطاقة الاحتياطية في حالة انقطاع الإمدادات العالمية بشكل غير متوقع في المستقبل وهو ما يحرص المنتجون في “أوبك +” على التحوط له.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط أمس، بعد ارتفاعه على مدى يومين مع عودة القلق من ضعف الطلب واحتمال رفع أسعار الفائدة، ليتخلى الخام عن الدعم الذي حصل عليه من أول خفض لأهداف الإنتاج تعلنه “أوبك +” منذ 2020.
وزادت عمليات الإغلاق الجديدة لكبح تفشي كوفيد – 19 في الصين من المخاوف من أن يؤثر التضخم المرتفع ورفع أسعار الفائدة في الطلب. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بشكل حاد عندما يجتمع غدا.
وبحسب “رويترز”، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 2.33 دولار، أي 2.4 في المائة، إلى 93.41 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي من تداول الإثنين إلى 87.02 دولار للبرميل، وزادت 15 سنتا عن إغلاق الجمعة. وكانت الأسواق مغلقة في الولايات المتحدة الإثنين بسبب عطلة عيد العمال.
وقررت منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها، وفي مقدمتهم روسيا، وهي مجموعة تعرف باسم “أوبك +” الإثنين خفض الإنتاج المستهدف لأكتوبر بمقدار 100 ألف برميل يوميا. وارتفعت الأسعار الجمعة قبل الاجتماع والإثنين بعد القرار.
وقال كريج إيرلام، المحلل لدى أواندا للسمسرة “كان قرار خفض الإنتاج بواقع 100 ألف برميل يوميا رمزيا أكثر من كونه مهما من حيث العوامل الأساسية. لكنه سيجعل المتعاملين يفكرون مرتين بشأن دفع الأسعار للانخفاض كما فعلوا في الآونة الأخيرة”.
ونتيجة للعطلة الأمريكية، ستصدر البيانات الأسبوعية للمخزونات الأمريكية من معهد البترول الأمريكي وإدارة معلومات الطاقة يومي الأربعاء والخميس، أي بعد يوم من المعتاد.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 99.84 دولار للبرميل الإثنين مقابل 99.22 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع عقب انخفاضات سابقة وأن السلة خسرت نحو سبعة دولارات مقارنة باليوم نفسها من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 106.41 دولار للبرميل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة