تُفاحة الخُلد

فجرٌ آخر يطلّ على نافذتي
وليس غير برد غُربتي
على السرير،
عبثاً أهُزُ في الفراغِ يدي
مُحاولةٌ أخيرةٌ للنهوض
لأعي اني لم أكُ مِسخاً
وإني ما زِلتُ أنا،
هذا الكائن صغير الجُثة
كبير الأحلام،
ولم أُفلِح
كنت أبعد مما أتخيل
أضعف مما تتوقعين
لكنكِ ما فتئتِ معي
خيطاً رفيعاً يفصلُ
ما بيني وبيني
وأفقتُ عليكِ،
كحبلي السِري
عالقٌ في رحم أمي،
ولا رحم أنتمي اليه سُواكِ
أنا الغارِقُ في ابدكِ
اتقصّى سِري
من أقصى نبضِ الله،
وحتى قلبكِ
لأعرِف من هي قاتلتي
ومن هي قابلتي.
كم أحتاجُكِ الآن،
ليتك تقتربين أكثر
احتاجكِ لو كُنتِ الخسف
ولو كنتِ الطُوفان
احتاجكِ حتى لو كنتِ النار
لو يحترقُ سعفي ويصيرُ فحماً
لا يصلحُ إلا لرسمِ غمازتيكِ
وكتابة اسمكِ
اقتربي يا يوسُفي
يردُ عني عماي
اقتربي،
يا جبهة الرب المُعلقة
على الصليب
بمِسمار
اقتربي،
كي أعفّ عن تُفاحة الخُلد،
فلا شجرة تُغريني سُواكِ
اقتربي،
كي أكفّر عن ذنبي
وأعلنُ وِلادتي بغيرِ خطيئة
في رحمِ عينيكِ.

husseiny10@yahoo.com

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة