تأهل المنتخب مصر إلى المباراة النهائية لبطولة الأمم الأفريقية ليلاقي منتخب السنغال بعد فوزه على منتخب الكاميرون المرشح للفوز بالبطولة، الفريق المتخم بالنجوم والمحترفين والهدافين، أصحاب الأرض و الجمهور بعد مباراة ماراثونية قوية ومثيرة و ممتعه امتدت لشوطين اضافيين وضربات جزاء ترجيحية ، منتخب مصر لم يكل ولم يمل و لم يتعب ولم يستسلم، بالعكس كلما تقادم وقت المباراة ازاد لاعبوه صلابة وقوة وحرفية في الأداء.
وكان المنتخب المنتخب المصري قد بدأ متواضعا في مشواره في لبطولة حاله حال الجزائر وتونس ولكن مع التدرج في المباريات تطور الإداء بصورة واضحة وتطورت قدرات لاعبيه البدنية والنفسية والدليل على نجاحه إنه لعب ثلاث مباريات متتالية وبأشواط أضافية بمستوى عال من القدرات التكتيكية والمهارية، بالإضافة لثقافة اللعب والتعامل مع الخصم والإنسجام الرائع والتفاهم بين لاعبيه، فعندما يؤدي اللاعب المتكامل بصفاته مباراة من٩٠ الى ١٢٠ دقيقة محافظا على التكتيك والتكنيك وقدراته البدنية والتركيز من دون إصابات وانخفاض المستوى فهذا هو الإعداد الصحيح.
التطورفي منتخب مصر أتى من العمل الرائع بين إدارة الوفد والطاقم التدريبي واللاعبين و الاتحاد المصري والجماهير والإعلام وحتى المعلقين الذين ساندوا الفريق بتعليقاتهم الهادفة في ظروف الوضع بالكاميرون في ظل جائحة كرونا.
كلنا شاهد إداء المنتخب المصري الرجولي ونوعية اللاعبين، لم يكن هناك فرقا بين اللاعب الاحتياط والأساسي، الكل قدم مجهوداً رائعاً يستحق الثناء لعب جميع اللاعبين برجولة وغيرة منقطعة النظير من اجل بلدهم.
هنا أعود و أقول إن البناء الصحيح من نعومة الأظفار في الفئات العمرية والتدرج الصحيح في البناء هو الأساس القوي في بناء اللاعب وليس المجاملة والمحسوبية والصداقة هي ما تبني وتعمر الرياضة، على المتابعين في الشأن الرياضي ان يتعلموا الدروس والعبر من منتخب مصر الغيور في كيفية البناء الصحيح، لان الغيرة وحدها لا تكفي واللبيب بالإشارة يفهم.
مهدي عبد الصاحب