الاحتراف الوبائي

ابتعدنا عن المفهوم الحقيقي للاحتراف من جميع النواحي وأصبح الاحتراف تجارة بعد أن كان له دوراً أساسياً في تطور اللاعبين والمدربين والإداريين والمحللين والمعلقين والإعلاميين وكافة أطراف اللعبة على ضوء ما يقدمه من وسائل حديثة في التكنولوجيا تواكب التطورات التي رافقت كرة القدم بالذات والرياضة بشكل عام.
وعندما نتحدث عن الحوكمة في الرياضة يعني تنظيم العمل الإداري من خلال وضع لوائح وقوانين وقواعد تهدف للوصول للتميز في الأداء لتحقيق الجودة عن طريق وضع خطط وبرامج للسير عليها ومتابعتها ويجب أن تحدد هذه اللوائح والقوانين علاقة الأطراف بعضها البعض سواء كأفراد أو هيئات أو مؤسسات ودور كل منهم في المنظومة الرياضية.
حيث أن الحوكمة ليست غاية وإنما أسلوب إدارة، كما ترتبط الحوكمة إرتباطاً وثيق الصلة لتحقيق التنمية المستدامة، وتتكون تطبيقات الحوكمة من مبادئ مترابطة إذا غاب أحدها انحرفت إلى شكل آخر غير سليم، وهناك سبعة مبادئ للحوكمة هي الشفافية، والنزاهة، والديموقراطية، والتطوير المتكامل الرياضي، وآليات الرقابة، والاستقلالية، والعدالة وللحوكمة قدرة على تطوير المجتمع وتحسين حياة الناس.
في الزمن الجميل في تلفزيون العراق كان هناك قناتين فقط قناة 7 وقناة 9 وتنقل مباريات نهائيات كأس العالم ونهائيات آسيا وبطولات الخليج وأمم أوروبا وكل البطولات العالمية والعربية، أما الآن نملك أكثر من 1000 قناة ولا نحظى بمتابعة مباريات تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، ومنذ الثمانينيات من القرن الماضي فُرض الحضر على الملاعب العراقية ولا يزال مفروضاً على ملاعبنا نتيجة ما يمر به البلد من حروب وأزمات أمنية، والآن يمر العالم كله بكارثة صحية حلت بالمجتمع الدولي نتيجة هذا الوباء، فعلى الاتحاد الآسيوي أن يراعي ظروف المجتمع ويحافظ على سلامته خاصةً أن الجماهير مُنعت من المدرجات نتيجة هذا الوباء فالتعامل يجب أن يكون إيجابياً في هذه المرحلة الراهنة ويتيح نقل المباريات ويبعد الأوساط الرياضية على القلق وإضاعة الوقت والبحث عن منفذ لمتابعة المباريات وهذا يتنافى مع ما تؤكد عليه الصحة العالمية في هذا الوقت بمساعدة المجتمع من جميع النواحي.
في دولة الإمارات العربية المتحدة أمر الشيخ/ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات بنقل جميع المباريات للمشاهدين (دوري المحترفين ودوري الرديف) من أجل إسعاد أفراد المجتمع والابتعاد عن الاختلاط في هذه الظروف المعقدة وهكذا يكون التعامل الإنساني مع الأحداث فعلى الاتحاد الآسيوي أن يعيد النظر في هذه الطريقة السلبية التي تعامل بها مع الجماهير الرياضية وربما يقولون هذا حال الاحتراف وهذا يعد إنحراف عن ما توصي به الصحة العالمية.
«همسة أسيوية»
في عام 2000 رُشحت للمشاركة في الانتخابات الآسيوية لاتحاد الدراجات في ماليزيا من قبل اللجنة الأولمبية العراقية ويشرفني أنني انتخبت الإماراتي سمو الشيخ/ فيصل بن حميد القاسمي، رئيس الاتحاد العربي وقتذاك وهو رمز من رموز الرياضة في الإمارات، والذي فاز بمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي ومن هذه التجربة علينا اختيار الكفاءات التي تخدم اللعبة سواء في الأندية أو الاتحادات.

  • مدرب عراقي محترف

نعمت عباس

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة