الصباح الجديد – متابعة:
توفي السيناتور الأمريكي الجمهوري المخضرم جون ماكين، أمس الأول السبت، عن عمر ناهز 81 عاما، بعد إصابته بمرض السرطان في المخ.
وقرر ماكين، الذي غادر واشنطن في ديسمبر الماضي التوقف عن علاج المرض قبل يوم من وفاته، وانتقل إلى منزل الأسرة لقضاء لحظاته الأخيرة في مسقط رأسه بولاية أريزونا.
وكان السيناتور الجمهوري يصارع نوعا شرسا من سرطان المخ بعد اكتشافه في تموز 2017 ولم يُشاهد في الكونغرس الأمريكي خلال عام 2018. وأجريت له عملية جراحية في منتصف نيسان بسبب التهاب في الأمعاء.
ويعد ماكين أحد أبرز الشخصيات السياسية الأمريكية خلال العقدين الماضيين.
تخرج ماكين من الأكاديمية البحرية وخاض حرب فيتنام في مطلع سبعينيات القرن الماضي حيث وقع في الأسر قبل أن يطلق سراحه ويعود إلى بلاده ليخوض المعترك السياسي ويصل إلى أعتاب البيت الأبيض.
وقضى القطب الجمهوري أكثر من 30 عاما عضوا في مجلس الشيوخ، وشارك بقوة في نقاشات حول الحرب والسلام والتوجهات الأخلاقية للأمة، وعرف بمواقفه المتشددة ومعاداته للاتحاد السوفيتي ومن ثم روسيا.
وأمضى ماكين، الطيار في البحرية الأمريكية، سنوات عديدة أسير حرب في فيتنام بعد أن أسقطت طائرته في أجواء هانوي خلال قصف.
وخسر الانتخابات الرئاسية في 2008 التي خاضها في مواجهة باراك أوباما وتعرض لانتقادات كثيرة بسبب اختياره سارة بايلن المثيرة للجدل مرشحة لمنصب نائب الرئيس في حملته الانتخابية.
وكان من أشد معارضي الرئيس الحالي دونالد ترامب، بالرغم من أنهما الاثنين ينتميان إلى الحزب الجمهوري، وقد أعلن ماكين في حزيران الماضي، أنه لا يريد أن يحضر ترامب جنازته، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية.
ولفظ ماكين أنفاسه الأخيرة، السبت، وهو محاط بأفراد أسرته، وفقا لبيان قصير أصدره مكتبه.
وكان الأطباء قد شخّصوا في يوليو/تموز الماضي إصابة ماكين بسرطان دماغ متسارع النمو، وخضع منذ ذلك الحين للعلاج.
لكن أسرة السيناتور الجمهوري، الذي غادر واشنطن في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قد أعلنت في وقت سابق أنه قرر التوقف عن العلاج الجمعة الماضية.
وقالت ابنته، ميغان، إن المهمة الأولى في حياتها الآن هي «الارتقاء إلى نموذج والدها وتوقعاته وحبه».
وأضافت، على صفحتها على موقع تويتر، أن «الأيام والسنوات القادمة لن تكون هي نفسها دون والدي، لكنها ستكون مفعمة بالحياة والحب بسبب النموذج الذي جسده لنا».
وقد شُخصت إصابة عضو مجلس الشيوخ لست دورات والمرشح الرئاسي الجمهوري في عام 2008، بالسرطان بعد أن اكتشف الأطباء الورم خلال عملية جراحية لإزالة جلطة دموية من فوق عينه اليسرى في يوليو/تموز الماضي.
كان ماكين، وهو ابن وحفيد لقادة بارزين في البحرية الأمريكية، طيارًا مقاتلاً خلال حرب فيتنام. وعندما أسقطت طائرته، أمضى أكثر من خمس سنوات أسير حرب
وأثناء احتجازه في الأسر، قال ماكين إنه تعرض للتعذيب مما سبب له تشوهات دائمة.
وانهالت كلمات الرثاء وبيانات التعازي فور إعلان نبأ وفاته.
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي كان ماكين أحد أشد منتقديه، في تعليق له على تويتر: «تضامني الشديد وتقديري لأسرة السيناتور جون ماكين. قلوبنا وصلواتنا معكم».
وقالت سارة بالين، التي رشّحها ماكين لشغل منصب نائب الرئيس حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة أثناء خوض السباق الرئاسي عام 2008، إن العالم فقد «أمريكيا أصيلا»، ونشرت صورة لها مع ماكين، ووصفته بصديق لها.
وكان ماكين أحد أبرز الشخصيات السياسية الأمريكية خلال العقدين الماضيين.
وشغل ماكين منصب عضو الكونغرس الأمريكي لنحو 30 عاما، وخاض غمار الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن الحزب الجمهوري عام 2008 لكنه خسرها أمام مرشح الحزب الديمقراطي حينها باراك أوباما.
ولد جون سيدني ماكين في التاسع والعشرين من آب / أغسطس 1936.
وانتقد ماكين تعامل ادارة بوش مع الصراع في العراق، وعارض بشدة ترحيل المعتقلين إلى سجون سرية في دول تستخدم أساليب تحقيق غير قانونية، وعارض استخدام التعذيب معهم للحصول على معلومات، ونجح في تبني تشريع يحظر استخدام أساليب قاسية ولا إنسانية ومهينة في معاملة المشتبه بهم.