موسكو تحذّر واشنطن من «خطوات طائشة» في سوريا
الصباح الجديد – متابعة:
أفادت مجلة National Interest الأمريكية المتخصصة في الدفاع، امس الأحد، بأن روسيا تمتلك برنامجا لتطوير قاتل الأقمار الاصطناعية وتعطيل المركبات الفضائية الأخرى في الفضاء الخارجي.
وأعادت المجلة التذكير بأن «مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، أيلام بوبليت، اتهمت في آب من هذا العام خلال مؤتمر نزع السلاح في جنيف، روسيا بإطلاق مثل هذه الأقمار الاصطناعية القاتلة، في الوقت نفسه، تقول موسكو إن هذه الأقمار تقوم بدور مفتش الأقمار الاصطناعية، والتي يتم إنشاؤها لتحديد المشاكل مع المركبات الأخرى».
ووفقاً للتقرير، فإن «كلا الاحتمالين لهما الحق في الوجود، لأن هذه الأقمار الاصطناعية، التي لديها القدرة على المناورة وحمل الأدوات اللازمة لإصلاح الأقمار والمركبات الأخرى بدقة، قد تكون قادرة على إخراج مركبة فضائية أخرى من العمل وتحييدها من النظام الفضائي».
ووفقا لبعض التقارير الغربية، أطلقت روسيا منذ عام 2013 أربعة أقمار اصطناعية، موكل إليها دور المفتش، وسمتها «كوسموس-2491»، «كوسموس-2499»، «كوسموس-2504» و»كوسموس-2519»، وهي قادرة على القيام بمناورات بالغة الدقة، حسب المجلة الأمريكية. وهذه الأقمار الاصطناعية التي لا مثيل لها حتى اليوم هي التي تسببت في إثارة غضب وقلق ممثل وزارة الخارجية الأمريكية.
في عام 2014، تم وضع القمر الاصطناعي الروسي « كوسموس-2499» في المدار، والذي، وفقًا لبعض البيانات، هو عبارة عن عينة اختبار لنظام جديد مزود بمدفع بلازما أو أيوني. وحقيقة، أن موسكو لم تقم بإخطار المجتمع الدولي حول إطلاقها هذه المركبة الفضائية، الأمر الذي تسبب ذلك في خلق بعض الشكوك حول اختبارها نموذجا من «قاتل الأقمار الاصطناعية». وقد نشأ موقف مماثل فيما يتعلق بإطلاق نماذج أخرى من هذه السلسلة، والتي، إلى جانب النشاط غير المعتاد لهذه المركبات الفضائية، تسبب شكوكًا في غرضها الخاص، حسبما تعتقد National Interest المتخصصة في المجالات الدفاعية والعسكرية.
يشار إلى أن عسكرة الفضاء الخارجي محظورة إلى حد كبير بموجب المعاهدة الدولية لعام 1967 بشأن الفضاء الخارجي.
وعلى صعيد آخر، لكنه في سياق الاتهامات المتبادلة بين الجانبين، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن مسؤولا روسيا كبيرا حذر الولايات المتحدة من مغبة اتخاذ أي خطوات ”طائشة“ في سوريا.
وردا على مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الذي تحدث عن رد فعل قوي محتمل لواشنطن في حالة وقوع هجوم كيماوي أو بيولوجي على محافظة إدلب السورية، قال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي ”نحذر الأمريكيين وحلفاءهم من اتخاذ خطوات طائشة مجددا في سوريا“. ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله ”نسمع إنذارات من واشنطن… وهذا لن يفتر عزمنا على مواصلة سياستنا الرامية للقضاء الكامل على مراكز الإرهاب في سوريا وعودة هذا البلد إلى حياته الطبيعية“.
وتعرضت إدلب، ملاذ المدنيين والمعارضين النازحين من أنحاء أخرى في سوريا وكذلك للإسلاميين المتشددين، لسلسلة من الضربات الجوية والقصف هذا الشهر في مقدمة محتملة لهجوم شامل عليها من القوات الحكومية.
وقبل أيام قدمت روسيا مقترحات للسلطات التركية بشأن حل للوضع في إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا.
وتدعم تركيا بعض جماعات المعارضة المسلحة في المنطقة وأقامت 12 موقعا للمراقبة العسكرية كما تسعى لدرء أي هجوم من قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه موسكو.
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو في نهاية الشهر الجاري.
الى ذلك، قالت وكالة تسنيم للأنباء إن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي وصل إلى سوريا أمس الأحد في زيارة تستمر يومين لعقد اجتماعات مع ”مسؤولين دفاعيين وعسكريين كبار“.
وتدعم القوات الإيرانية قوات الحكومة السورية في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.
ونقلت وكالة فارس للأنباء عن حاتمي قوله عند وصوله إلى سوريا ”نأمل القيام بدور مثمر في إعادة إعمار سوريا“.
وكان جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي قال الأسبوع الماضي إن إيران عليها سحب قواتها من سوريا.
وذكر مسؤولون إيرانيون كبار أن تواجدهم العسكري في سوريا جاء بناء على دعوة من حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وأنه ليس لديهم أي نية فورية للخروج.
وقُتل أكثر من ألف إيراني بينهم أعضاء كبار في الحرس الثوري في سوريا منذ عام 2012.
والتزم الحرس الثوري الإيراني الصمت في بادئ الأمر بخصوص دوره في الصراع السوري إلا أنه في السنوات الأخيرة ومع تزايد عدد القتلى بدأ الحديث عن مشاركته مصورا الأمر على أنه صراع وجود في مواجهة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المتشددين الذين يعتبرون الشيعة مرتدين.